كثيراً ما نسمع في أربيل عبارة (قريباً من ميدان كۆتری سەلام)، أو عندما يتحدثون عن عنوان قريب من هذه المنطقة في أربيل يقولون إنه بجانب (كۆتری سەلام) أو (كۆتری ئاشتی). ويقع ميدان (كۆتری سەلام) قرب محلات بيع الهواتف الجوالة وإكسسواراتها في مركز مدينة أربيل... فلنعرف أولاً من أين جاءت تسمية (كۆتری سەلام) وكيف حصل على هذا الاسم، وما هي قصة الحمامات؟

في عام 1958 قام الرئيس العراقي الأسبق عبد السلام عارف بزيارة إلى أربيل، عندما كان نائباً لرئيس الوزراء عبدالكريم قاسم. فكلّف متصرف (محافظ) أربيل مدير معارف (مدير تربية) أربيل والذي كلف بدوره مجموعة من المعلّمين بشراء 100 حمامة لكي يتم إطلاقها وتحريرها من فوق الرئيس عبد السلام عارف ترحيباً بزيارته. وكان بائع الطيور الذي قصده المعلمون اسمه محمد حكّو، وحين طلبوا منه 100 حمامة وسألوه عن سعرها، أجاب محمد حكّو: أسعار حماماتي بالشكل الآتي: عندي ما قيمته دينار واحد وما هو بنصف دينار وبعضها بربع دينار فقط، وعندي أيضاً بدرهم (خمسين فلساً) فقط. ثم يسأل محمد حكّو المعلمين عن السبب وراء شراء 100 حمامة.

فأجابه أحدهم بأن متصرف (محافظ) أربيل طلب منهم شراء الحمامات لإطلاقها من فوق رأس الرئيس عبد السلام عارف أثناء زيارته إلى أربيل.

فقال له محمد حكو إنه سيبيعه 100 حمامة ذات الدينار بقيمة درهم للواحدة فقط. ولكن بشرط أن يقولوا للمتصرف إن المطيّرجي أو بائع الحمامات محمد حكّو أعطانا الحمامات هدية ومن دون مقابل. فوافق المعلمون على الشرط وأعطوه 100 درهم، وأخذوا الحمامات ومشوا.

وبعدما ترك المعلمون المكان، اقترب زملاء محمد حكّو منه وسألوه: يا ساذج لِمَ فعلت ذلك؟ كيف تبيع حمامات ذات الدينار بدرهم واحد فقط؟ فرد عليهم قائلاً: أنتم السُّذّج ولست أنا. الحمامات ذات الدينار كلها حمامات «مستأنسة». لذا فإنهم بمجرّد إطلاقها من فوق رأس الرئيس عبد السلام، ستعود أدراجها إلى أكواخها أو أبراجها عندي.

وبسبب إطلاق هذه الحمامات من فوق الرئيس العراقي عبد السلام عارف في هذه المنطقة، سموها ميدان (کۆتری سەلام – حمامة السلام).

زاگرۆس نانەكەلی   

كاتب وصحفي رياضي كوردي. يعمل منذ ثلاثة عقود في مجال متابعة الرياضة الكوردية والكتابة عنها. صدر له أربعة كتب وكتب عشرات التقارير الرياضية في الصحافة.