«الريواس»... صيدلية ربانية متكاملة
«الريواس»... صيدلية ربانية متكاملة

نبات طبيعي عشبي موسمي، يعد صيدلية ربانية لتأثيراته العلاجية المتعددة، عرفه أهل كوردستان العراق، وفي مناطق أخرى في العالم، كغذاء ودواء، يكثر في المناطق الجبلية، منها جبل (قلندر) في قضاء سوران، شرق أربيل، في فصل الربيع، حيث يترقبه كثيرون كل عام.

غذاء ودواء

إنه الريواس أو الراوند (Rheum Ribes) الذي ينحدر من عائلة خاصة من النباتات تُسمّى «العائلة البطباطية» (Polygonaceae) وتنمو على ارتفاعات بين 1000 و4000م فوق سطح البحر، بين الحجارة والمنحدرات، وتنتشر في المناطق المعتدلة وشبه الاستوائية في العالم، وعلى رأسها غرب آسيا (تركيا، سوريا، لبنان، كوردستان العراق، إيران، أذربيجان، أرمينيا، أفغانستان، باكستان والهند).. وهي خضروات تجارية جزئياً، يتم جمعها من بقاع البرية في الأناضول وكوردستان العراق وشمال غرب إيران في أوائل الربيع.

ويعتقد البعض أنها نوع من أنواع الفواكه، بسبب نكهتها المميزة، لكنها في الحقيقة نوع من أنواع الخضروات، ويشبه مذاقها مذاق التفاح الأخضر الذي يجمع بين الحلاوة والحموضة، لذلك فمن الشائع استخدامها في صناعة الحلويات والفطائر، حيث يتم إضافة القليل من السكر إليها لإبراز طعمها المميز أثناء الطهي.

وقد تم وصف الريواس (Rheum Ribes) رسمياً لأول مرة في عام 1753 من قبل رائد علم التصنيف الحديث، العالم السويدي (كارولس لينيوس 1707 - 1778). وهكذا فإن صفة (Ribes) المحددة مشتقة عبر سيرابيون (Serapion) من الكلمة العربية (Ribas) ريباس، أما اسم الجنس (Rheum) فمشتق من الكلمة اليونانية (Rheon) التي ذكرها الطبيب اليوناني (ديوسقوريدس 40 – 90م)، كاسم للراوند الطبي. ويُعتقد أن كلمة (Rheon) مشتقة من الكلمة الفارسية القديمة (Rewend)

التي ربما تشير إلى هذا النوع.

والساق حامل الأزهار، هو الجزء الصالح للأكل من النبات، حيث يؤكل الراوند البري مع البيض النيئ أو المطبوخ، وللريواس في تركيا طعام يُسمى خورش ریواس (Khoresh Rivas). وقد يؤكل بشكل يخنة الراوند الفارسية في إيران من قبل السكان المحليين في تركيا وسوريا وكوردستان العراق وإيران وأفغانستان وباكستان.

وغالباً ما يتم تناول ساق حامل أزهار النبات (السويقات)، نيئاً كسلطة، ويباع غالباً في الأسواق المحلية.

صيدلية ربانية

يعتبر الريواس مصدراً لأحد أهم الأدوية الخام في مناطق غرب آسيا، لما فيه من فيتامينات لاسيماA  و B وC. كما يُستخدم جذر الريواس تقليدياً لعلاج أمراض السكري والبواسير والقرحة والإسهال، وكهاضم للطعام وفاتح للشهية.

ويستخدم العشابون في كوردستان العراق، النبات الجاف والجذور، لعلاج فقر الدم وفقدان الشهية والضعف والقلق والاكتئاب والسكري وتحسين صحة القلب والشرايين وغيرها، في حين يُستخدم في إيران كمسكن للآلام ومحسن للمزاج.

ولا تقتصر الفوائد المحتملة لعشبة الراوند على ما ذكر فحسب، بل وقد يكون لها أيضاً العديد من الفوائد الأخرى، مثل: تخفيف حدة الأعراض التي قد ترافق بعض أمراض الكبد، وتزويد الجسم بجرعة جيدة من مضادات الأكسدة التي قد تساعد على خفض فرص الإصابة ببعض الأمراض، مثل: إعتام عدسة العين، والسرطان، وعلاج التقرحات الفموية، وتخفيف حدة بعض الأعراض المرافقة لالتهاب البنكرياس المزمن، وتخفيف آلام وتشنجات الدورة الشهرية، وتنظيم وتحسين مستويات سكر الدم وتحسين صحة الدماغ.

وككل شيء في هذه الدنيا، قد يتسبب تناول عشبة الراوند بكثرة في بعض المضاعفات والمشاكل الصحية أحياناً. لذلك يُنصح بتناوله باعتدال والاكتفاء بتناول السيقان فقط وتجنب تناول الأوراق، والحرص على حفظها في درجات حرارة دافئة قدر الإمكان، وتجنب تناولها بهيئتها النيئة، إذ قد يساعد الطبخ على تقليل نسبة المواد الضارة فيها.


الدكتور ياسين أحمد رشيد

أستاذ جامعي وخبير في علم النباتات


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved