«تعزيز العلاقات العراقية ـ التركية ودور تركيا في دعم الاستقرار الإقليمي» من محاور زيارة الرئيس التركي إلى العراق وكردستان

رحّب رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، ورئيس الحكومة، مسرور بارزاني، برئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، والوفد المرافق له، في مطار أربيل الدولي يوم الاثنين 22 نيسان/

«تعزيز العلاقات العراقية ـ التركية ودور تركيا في دعم الاستقرار الإقليمي» من محاور زيارة الرئيس التركي إلى العراق وكردستان
June 01, 2024

رحّب رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، ورئيس الحكومة، مسرور بارزاني، برئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، والوفد المرافق له، في مطار أربيل الدولي يوم الاثنين 22 نيسان/ أبريل 2024.

وعُقد اجتماع مشترك حضره عدد من المسؤولين البارزين، بهدف بحث قضايا تعزيز العلاقات الثنائية ومتابعة التطورات في العراق وإقليم كوردستان.

تم التركيز خلال الاجتماع على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي، وحل الخلافات بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية عبر المفاوضات الدستورية. وجرى التأكيد على ضرورة التنسيق والتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية، مع التركيز على تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك.

 

وأعرب نيجيرفان بارزاني خلال اللقاء عن رغبته في تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان وتركيا في مختلف المجالات، مشيراً إلى دور الإقليم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. كما قدم الشكر لتركيا على دعمها المستمر لإقليم كوردستان خلال الظروف الصعبة.

من جانبه، أكد مسرور بارزاني على استعداد حكومة إقليم كوردستان لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع تركيا، وشجع على استمرار الاستثمارات التركية في الإقليم. وتحدث عن أهمية تطوير هذه المشاريع والاستمرار في تنفيذها رغم التحديات الاقتصادية.

وفي لقاء منفصل، التقى أردوغان برئيس الحزب الديمقراطي، مسعود بارزاني، الذي وصف الزيارة والاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين العراق وتركيا بأنها مهمة وتاريخية، وتعزز التنمية والأمن في المنطقة. وتم التأكيد خلال الاجتماع على أهمية تعزيز العلاقات بين العراق وإقليم كوردستان وتركيا، وتحقيق التعاون المشترك في مختلف المجالات.

وقبل بدء الجلسة الرئيسية للمباحثات، تم عقد لقاء ثنائي بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تمت مناقشة طبيعة العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى استعراض آخر التطورات في المنطقة. وتم التأكيد خلال اللقاء على أهمية تنسيق المواقف للتصدي للعدوان الذي يتعرض له الفلسطينيون في غزة، ولمنع انتشار الصراعات والتوترات في المنطقة.

وفي إطار هذا اللقاء، شارك نائب رئيس الوزراء لحكومة إقليم كوردستان، قوباد طالباني، وعدد من وزراء الحكومة الإقليمية. وتركزت المناقشات على تعزيز العلاقات الثنائية واستعراض آخر التطورات في العراق والمنطقة بشكل عام. كما أكد الرئيس أردوغان خلال اللقاء استمرار دعم تركيا للعراق وإقليم كوردستان، وأعرب عن استعدادها لتعزيز التعاون وتطوير العلاقات في مختلف المجالات، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة وحل المشاكل بشكل سلمي، وحماية حقوق ومصالح جميع الأطراف.

وتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين تركيا والعراق في مجالات متعددة، بما في ذلك الأمن والمياه والعلاقات التجارية. ومن بين هذه الاتفاقيات، مذكرة تفاهم لمشروع طريق التنمية، الذي يهدف إلى ربط ميناء الفاو الكبير في البصرة بالحدود التركية، مما سيعزز النقل إلى أوروبا ويعزز التجارة والنمو الاقتصادي للعراق وتركيا، بما في ذلك إقليم كردستان.

لقاء الرئيس بارزاني مع الرئيس التركي اردوغان

ولا شك في أن تركيا تلعب دوراً مهماً اقتصادياً وجيوسياسياً في المنطقة، ويمكن أن يستفيد العراق وتركيا، بما في ذلك إقليم كردستان، من المشاريع المشتركة مثل مشروع طريق التنمية والتعاون في قضايا الاقتصاد والتجارة والأمن.

ومن الناحية الجيوسياسية، يمكن للعمل مع دول الخليج على دمج العراق في النظام التجاري الخليجي ـ الأوروبي، بدلاً من الاعتماد المفرط على إيران، أن يساهم في توازن الاعتمادات الحالي على «التوجيهات» الإيرانية في المسائل الاستراتيجية. ويمكن أن يسهم الهيكل الجديد للحوافز في تحسين سياسة بغداد والتعاون مع الدول العربية وتركيا وإقليم كردستان في مجموعة متنوعة من المسائل. فقد أكد المسؤولون الأكراد أهمية عدم استبعاد إقليم كردستان من هذا المشروع، مشيرين إلى أهمية دمج الأكراد في أي مشروع مستقبلي.

ويشير المحللون إلى أن الرفض المحتمل لإقليم كردستان من المشروع يتماشى مع سلسلة من القرارات الأخيرة التي اتخذتها بغداد وأدت إلى تقليل دور أربيل في القضايا الاقتصادية والسياسية. وفي الوقت نفسه، فإن هناك جهوداً قوية تبذل لتأمين دمج الأكراد في المشروع، بالرغم من التحديات التقنية والسياسية التي قد تواجهها مثل الطبيعة الوعرة للتضاريس والتكاليف المرتفعة.

وبينما تتجه العلاقات بين بغداد وأنقرة نحو التقارب، يزداد أهمية استقبال السلطات في إقليم كردستان الوفد التركي بحرارة، مع الحرص على أخذ احتياجاتهم ومخاوفهم في الاعتبار خلال سياسات تركيا في المنطقة.

وتم التركيز خلال لقاء حكومة إقليم كردستان مع الحكومة التركية على زيارة الرئيس أردوغان إلى بغداد واجتماعاته مع كبار المسؤولين العراقيين، مع التركيز على علاقات تركيا مع العراق وإقليم كوردستان، بالإضافة إلى المسائل الاقتصادية والتجارية والتدابير الأمنية. وتم التأكيد أيضاً على الحاجة الملحة لتأسيس مؤسسات صناعية مشتركة عراقية - تركية داخل العراق، برأس مال مشترك، وتسهيل إجراءات منح تأشيرات الدخول للمواطنين العراقيين لغرض السياحة والتجارة والاستثمار والعلاج والدراسة.

وفي هذا السياق، عبر الرئيس نيجيرفان بارزاني عن رغبة قوية لإقليم كوردستان في تعزيز العلاقات مع تركيا في جميع المجالات. بالإضافة إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء مسرور بارزاني التزام حكومة إقليم كردستان بتعزيز العلاقات وتعزيز «التعاون الاقتصادي والتجاري مع تركيا».

وأشار محمد صالح، زميل بارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية في أربيل، إلى أن زيارة الرئيس التركي إلى أربيل تعد خطوة مهمة نحو تعميق العلاقات بين الطرفين، وهي خطوة تمثل بوابة لتعزيز التجارة والتبادل الثقافي بين كوردستان وتركيا.

وخلال المؤتمر الصحفي، شكر الرئيس أردوغان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على حسن الضيافة، مؤكداً على العلاقات التاريخية والإنسانية والثقافية المشتركة بين تركيا والعراق. وأعرب عن إرادة سياسية قوية لدفع العلاقات بين البلدين قدماً على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار، مع مراعاة المصالح المشتركة. وتم التوقيع على اتفاقيات تحديد الخطوط الرئيسية للتعاون في العديد من المجالات، وتم إنشاء «لجان مشتركة دائمة» لمتابعة المفاوضات الفنية في مجالات متعددة مثل الأمن ومكافحة الإرهاب، والاقتصاد والتجارة، والطاقة، والنقل، والبيئة، والمياه العابرة للحدود، والصحة، والتعليم.

وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز العلاقات وتوسيع الفرص للتعاون بين البلدين. فقد أعرب أردوغان أيضاً عن أمله في مراعاة مصالح وحقوق التركمان في المنطقة، بما في ذلك منح التمثيل السياسي لهم. وأشار الرئيس التركي إلى أن العراق يعتبر شريكاً تجارياً رئيسياً لتركيا، مشدداً على رغبته في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وأكد أن مستقبل التعاون بينهما يعتمد على تجاوز العراقيل المصطنعة وتعزيز حجم التبادل التجاري. وأضاف أردوغان أيضاً أن «مشروع طريق التنمية» يعد جزءاً أساسياً من هذا التخطيط الاستراتيجي الذي يهدف إلى تعزيز استقرار المنطقة برمتها، بما في ذلك العراق.

وأكد الرئيس التركي أهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتكاملة جغرافياً كمفتاح لتحقيق السلام الإقليمي، مشيراً إلى الدور الحيوي لتركيا في دعم الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات الإنسانية لهم.

وفيما يتعلق بالعراق، أشار أردوغان إلى أهمية تحقيق التعاون الشامل مع الشعب العراقي بغض النظر عن أصلهم العرقي أو الطائفي أو الديني، مؤكداً على استمرار دعم تركيا للعراق في كل الظروف، وتعزيز العلاقات على أساس الصداقة والأخوة وحسن الجوار.


إيمان أسعد

صحفية وناشطة كوردية مقيمة في إقليم كوردستان شاركت في العديد من النشاطات والمؤتمرات الدولية والمحلية لمناصرة المرأة


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved