زاخو مدينة تقع في إقليم كوردستان - العراق على نهر الخابور الذي يمر في وسطها ويشكل خطين ليقطع المدينة إلى نصفين، وقد بني على أحد روافدها جسر قديم يرجع تاريخه إلى عهد الإمارة الباهدينية. وتشتهر زاخو بزراعة أشجار الجوز والرمان بسبب أراضيها الخصبة ومياهها الوفيرة، إضافة إلى أنها تشكل المصدر الرئيسي لخياطة الألبسة الكوردية ومن أبرز معالمها جسر دلال وقلعة زاخو وقلعة قوباد باشا وآثار كيسته. وتبلغ مساحة زاخو نحو 1378 كلم مربع وتنحصر بين سلسلتين جبليتين طويلتين، في شمالها سلسلة جبال تُعرف باسم الجودي.
إحداث ثورة في البنية التحتية
قال رئيس إدارة زاخو گوهدار شيخو إن إحدى الركائز الأساسية لجهود التجديد التي بذلناها هو إجراء إصلاح شامل للبنية التحتية، التي تعد ضرورية لرفاهية وتقدم أي مجتمع. بفضل الدعم الكبير من حكومة إقليم كوردستان وتفاني إدارتنا، قمنا بتجديد ما يقرب من 80% من شوارع وطرق المدينة.
وأضاف شيخو أن إعادة إحياء مدينة زاخو لا تقتصر على الشوارع والطرقات فقط، بل تشمل المياه والصرف الصحي وغيرها من الخدمات الأساسية. إن التحول في المشهد الطبيعي للمدينة يعود إلى العمل الدؤوب الذي تقوم به إدارة زاخو، والعمل بشكل وثيق مع رئيس الوزراء مسرور بارزاني.
وأكد شيخو لـــــــ (كوردستان بالعربي) أنه بصفته رئيساً لإدارة زاخو، «يشرفني أن أشارككم التحول الملحوظ الذي حدث في مدينتنا الحبيبة خلال العامين الماضيين من ازدهار وتقدم. وذلك من خلال العمل الجماعي والدعم المستمر من حكومة إقليم كوردستان».
ومن الجدير بالذكر أن ظهور زاخو كمدينة حدودية شجع الزوار على استكشاف كنوزها الطبيعية والثقافية. وبانتشار قوات البيشمركة وحرس الحدود العراقي للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، أصبحت المدينة واحة من الهدوء، عملت على جذب السياح من كل مكان. كما حفزت الزيادة الناتجة في السياحة، النمو في قطاعي السياحة والخدمات، مما خلق فرصاً جديدة للشركات والمقيمين على حد سواء. ودفعت هذه الطفرة في النشاط الاقتصادي إدارة زاخو إلى التركيز بشكل أكبر على تطوير قطاع السياحة، والترحيب بالاستثمارات المحلية والأجنبية.
التميز الزراعي والتقدم الصناعي
وتشتهر زاخو بمنتجاتها الزراعية، ومنها القمح والتفاح والرمان والفراولة والتين وغيرها. وقد لعبت حكومة إقليم كوردستان دوراً محورياً في تصدير هذه المنتجات إلى الأسواق العالمية، بدءاً بالرمان. ومن أهم المشاريع، المشروع الزراعي الذي تدعمه دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يتضمن بناء مركز للأبحاث الزراعية. حيث إن هذه المبادرة سوف تعمل على تمكين المزارعين المحليين من تحسين جودة المحاصيل واستكشاف طرق الري المبتكرة.
علاوة على ذلك، من المقرر إنشاء منطقة صناعية تمتد على مساحة 800 فدان في زاخو، مما يعزز فرص العمل والإنتاج المحلي في الإدارة. باعتبارها نقطة تجارية مهمة بين الدول المجاورة، ومن المتوقع أن تصبح زاخو مركزاً صناعياً واقتصادياً حيوياً.
مستقبل مشرق
وبفضل موقعها الاستراتيجي ومشاريعها وإدارتها القوية، فإن لهذه المدينة مستقبلاً مزدهراً. وذلك بسبب التحول التي شهدتها، والدعم المستمر من السيد مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان، حيث تم إطلاق أكثر من 200 مشروع متنوع في زاخو في غضون عامين فقط. وتم الانتهاء من أكثر من 60% منها. ولا تعد المدينة مجرد مثال ساطع للتنمية في إقليم كوردستان العراق، لكنها أيضاً فرصة جاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب. وتستمر آفاقها في التوسع، مما يجعل زاخو منارة للتقدم يمكن أن تطمح المناطق الأخرى في إقليم كوردستان العراق وخارجه إلى محاكاتها. ويكشف التحول الذي تشهده زاخو ما يمكن تحقيقه عندما تتوافق القيادة والرؤية والالتزام في السعي لتحقيق التقدم والازدهار.