السياحة الإنتاجية في كوردستان… توفير أجواء لجذب الزوار
السياحة الإنتاجية في كوردستان… توفير أجواء لجذب الزوار
July 03, 2024

تعتبر السياحة في إقليم كوردستان مفصلاً أساسياً في توفير الأجواء المناسبة لخلق قطاع اقتصادي إنتاجي مزدهر يسهم في جذب السياح المحليين والأجانب، لما تتوافر فيه من عناصر استقطاب لرأس المال والمستثمرين في تطوير هذا الجانب المهم، خصوصاً في العاصمة أربيل، التي تتوافر فيها عناصر الجذب والإنتاج السياحي كافة، من المياه والأنهار والسهول إضافة إلى الجبال والوديان والمناطق الخلابة المناسبة لإقامة المشاريع السياحية المنتجة، التي تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني، خصوصاً على ضفاف نهر الزاب الكبير، أو الأعلى وهو ثاني روافد نهر دجلة، ويمتد من المثلث الحدودي العراقي - التركي، وصولاً إلى جنوب غرب مركز المحافظة، عند التقائه بنهر دجلة في منطقة (الفتحة) بقضاء (بيجي) في محافظة صلاح الدين.

وتشكل منطقة (ريزان) ضمن قضاء (ميرگسور)، أقصى الشمال من محافظة أربيل، بالقرب من المثلث الحدودي العراقي الإيراني التركي، بطابعها الأخاذ، دليلاً على مناطق الجذب السياحي، وكذلك مناطق سد (بخمة) قرب قضاء (عقرة) في محافظة (دهوك)، وقرية (قنديل) إلى قضاء (خبات) غرب محافظة أربيل، حيث توجد تلال ومرتفعات على ضفتي النهر في قرى مناطق (برانتني) و(جمة) و(زرارتي)، التي لا تبعد سوى عشرين دقيقة إلى الشمال الشرقي من العاصمة أربيل، وفي خط يمتد من مناطق مركز المدينة، كـــــــ بختياري وعنكاوا ودريم ستي وإمباير ومطار أربيل الدولي، باتجاه طريق دهوك، حيث الأماكن السياحية التي تتوافر فيها المناظر الخلابة ووسائل الراحة الحديثة، خاصة منطقة التلال المحاذية لنهر الزاب الكبير، حيث تنتشر الحقول وتكثر الثروة الحيوانية التي تسهم في تطوير القطاعين الزراعي وصناعة الألبان والإنتاج الحيواني.

كما تتمتع تلك المناطق، بطابعها السياحي التقليدي المحبب والمعروفة، لاسيما (شقلاوة)، (جبل كورك)، وشلالات (گلي علي بك) و(بيخال) و(جنديان)، ومنطقة (رواندوز)، وجبل (سكران) و(حسن بك)، التي اكتسبت جمالاً مضافاً من خلال البحيرات والسدود الجديدة التي افتتحت في مختلف مناطقها الجبلية والسهلية، مثل (سماقولي)، (گومسپان)، (توسكة)، ووادي (الانة) وقرية (بناوي) الجميلة، فضلاً عن توافر المناطق الأثرية التي تدلل على عراقة المنطقة وعمقها الضارب في تاريخ البشرية، مثل كهف (شاندر)، الذي أصبح محط أنظار العالم مؤخراً بعد الإعلان عن الاكتشافات الأثرية الجديدة فيه، وقلعة (أربيل) التي تعد من بين أقدم قلاع العالم، حيث يعود تاريخ بنائها لأكثر من ستة آلاف عام إلى العصر الآشوري، ما أدى إلى إدراجها على قائمة التراث العالمي، وقلعة (دوين) التي يعود تاريخها للإمارة السورانية (1816 - 1838م)، وقلعة (صلاح الدين)، 25 كلم عن مركز مدينة أربيل، التي تم بناؤها في زمن (شادي بن مروان) رئيس عشيرة (الراونديين) أجداد القائد صلاح الدين الأيوبي، وجبل (پيرمام) المطل على العاصمة أربيل.

وهنالك مشاريع أخرى يمكن أن تفتح الأبواب للاستثمار في مجال السياحة الإنتاجية، التي تمهد لتطوير البنية التحتية، لاسيما طرق النقل والمواصلات المتطورة، وبناء حقول الإنتاج الزراعي والحيواني في المناطق المطلة على النهر، في (بَرانَتي) و(زرارَتي) شمال غرب أربيل، عن طريق إقامة مصانع الألبان وغيرها من الصناعات الغذائية، وحقول إنتاج العسل الطبيعي ومشاريع زراعية أخرى اعتماداً على الثروات الطبيعية في المنطقة.

إلى ذلك يمكن أن تستوعب تلك المناطق، إقامة مدن ألعاب وحدائق حيوان ومنتجعات سياحية، على وفق المواصفات العالمية، بما في ذلك حمامات للمياه الطبيعية الصحية، ومسابح وفنادق ومدن رياضية كبرى لاستضافة البطولات الدولية، وكذلك مطار خاص لخدمة تلك المجمعات، يرتبط بمطار أربيل الدولي، وباقي المطارات العراقية، في بغداد والبصرة والمحافظات الأخرى ليتسنى للسياح العراقيين والأجانب، سهولة الوصول والتنقل، الأمر الذي يسهم في توفير فرص عمل تستقطب آلاف الأيدي العاملة وينعش القطاعين السياحي والاقتصادي في آن معاً، لاسيما في ظل الأمن والاستقرار الذي يتمتع به الإقليم عامة وعاصمته أربيل خاصة، إضافة إلى توافر المناخ المناسب للعمل والسكن في هذه المحافظة، التي تناهز مساحتها مساحة لبنان، وتصل حدودها إلى إيران وتركيا، وتتمتع بطبيعة خلابة ومتنوعة تناسب السياحة المستمرة على مدار فصول العام بنحو يجذب محبي المناظر الجبلية والمائية والثلجية.

كما تعد أربيل، مدينة اقتصادية وتجارية عالمية الطابع، تربط بين المحافظات العراقية وباقي محافظات الإقليم ودول الجوار، وتتواجد فيها شركات عالمية متنوعة النشاطات، إضافة إلى الجامعات المحلية والدولية، والمراكز أو الأماكن المتعددة الديانات والثقافات والتوجهات، من الكوردية إلى السريانية والتركمانية والأرمنية والمندائية، ما يكسبها بعداً إثنياً وتاريخياً وحضارياً، يجعل منها عاصمة للتنوع الثقافي، ونموذجاً للسلم المجتمعي في العراق الجديد، كيف لا وهي العاصمة الثانية للعراق، والملاذ الآمن لا للعراقيين بمختلف مكوناتها ومذاهبهم فحسب، بل وأيضاً للعرب وأبناء دول الجوار، ما جعل منها مركزاً للاستقطاب الثقافي والسياسي والاقتصادي في آن واحد.


نوزاد حكيم

إعلامي وباحث في الشؤون الاقتصادية


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved