بحضور مسرور بارزاني برنامج الدعم المالي للناجين من «داعش»
بحضور مسرور بارزاني برنامج الدعم المالي للناجين من «داعش»

بحضور رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، انطلقت يوم الثلاثاء 2 تموز / يوليو 2024، مراسم للإعلان عن برنامج الدعم المالي للناجين من إرهابيي تنظيم «داعش». في قاعة سعد عبد الله بالعاصمة أربيل.

أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، خلال كلمته التي ألقاها، على تطبيع الأوضاع في منطقة سنجار، ليتمكن النازحون من العودة إلى مناطقهم، وإعادة إعمارها.

وقال رئيس الحكومة: إن «الميليشيات والمجموعات المسلحة منعت عودة الإخوة الإيزيديين لمناطقهم، وإعادة إعمارها»، وبعد مرور عشر سنوات على هذه المأساة والمجزرة، لم يعد الوضع في سنجار إلى طبيعته،  «وبسبب فرض الجماعات المسلحة غير الشرعية، بقي إخواننا وأخواتنا الإيزيديون في المخيمات ولم يتمكنوا من العودة إلى أماكنهم، وبالتالي لم يتم إعادة إعمار مناطقهم بعد».

وعاشت سنجار فصلين من النزوح أولهما حين هاجمها داعش في آب / أغسطس 2014 وارتكب فيها مذابح واسعة، والثاني في أعقاب أحداث أكتوبر / تشرين الأول 2017 التي مكنت مجاميع مسلحة غير قانونية من السيطرة على المدينة وهو ما زاد من تفاقم الوضع.

فاجعة سنجار ومحيطها

«نتشرف اليوم بتكريم الناجين من قبضة إرهابيي داعش، ورغم أننا نحيي هذا العام الذكرى العاشرة لفاجعة سنجار ومحيطها، إلا أن معاناة إخواننا وأخواتنا الإيزيديين في منطقة سنجار لم تنتهِ بعد». بهذه الكلمات ذكر الرئيس مسرور بارزاني، الكورد الإيزيديين. مُتابعاً: «اليوم، نستذكر بكل احترام وكرامة وتقدير جميع ضحايا فاجعة الإخوة والأخوات الإيزيديين على يد إرهابيي داعش، كما نستذكر بتقدير كبير مقاومة وبطولات وتضحيات قوات البيشمركة الكوردية التي هزمت إرهابيي داعش، بقيادة الرئيس بارزاني، وحررت سنجار».

وفي تشرين الثاني / نوفمبر 2015، تمكّنت قوات البيشمركة بغطاء جوي من قوات التحالف، من طرد إرهابيي داعش من سنجار، بمساندة من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لكن بعد كل هذه السنوات، لا تزال قرى وأحياء بكاملها مدمّرة، فيما تعرقل النزاعات السياسية عملية إعادة إعمار منطقة شهدت العديد من المآسي.

وجدد بارزاني دعمه للمطالب المشروعة للإيزيديين، مشدداً على وجوب إنهاء حالة الطوارئ في سنجار، وكذلك تنفيذ اتفاقيتها كما هي، ويجب أن تعود المنطقة إلى أيدي سكانها الأصليين.

وأعلنت وزارة الهجرة مؤخراً عودة المئات إلى مناطقهم. لكن أكثر من 183 ألفاً من أهالي سنجار ما زالوا نازحين، وفق تقرير صدر مؤخراً عن منظمة الهجرة الدولية. ويشير التقرير إلى أن مناطق عدة استقبلت نصف عدد سكانها الأصليين أو أقل، لكن لم تُسجّل أي عودة إلى 13 موقعاً على الأقل منذ 2014.

دور حكومي مهم

وأضاف رئيس الحكومة مسرور بارزاني أن حكومة إقليم كوردستان «اتخذت خطوات جيدة لتخفيف معاناة أسر ضحايا إرهابيي داعش، كما لعبت دوراً مهماً في إطلاق سراح عدد كبير من المختطفين، وستواصل جهودها لمعرفة مصير جميع من لا يزال مصيرهم مجهولاً».

واسترسل قائلاً: «عملت حكومة إقليم كوردستان على التعريف الدولي بجرائم داعش كإبادة جماعية وجرائم حرب. وبدعم من المجتمع الدولي للتحقيق في جرائم داعش، طالبنا بإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة إرهابيي داعش على جرائمهم الدولية، ولاقى ذلك ترحيباً دولياً كافياً».

ووجه رئيس حكومة الإقليم الشكر لجميع الدول التي اعترفت رسمياً بجرائم إرهابيي داعش ضد الكورد الإيزيديين، باعتبارها إبادة جماعية، مُردفاً بالقول: «نأمل أن يساعدنا المجتمع الدولي في تخفيف معاناة إخواننا وأخواتنا الإيزيديين وإعادة اللاجئين إلى أماكنهم بكرامة وحرية».

وسنجار هي واحدة من بين المناطق المتنازع عليها بين إقليم كوردستان وبغداد، وهي بحاجة إلى ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار لإعادة تأهيل بنيتها التحتية، بحسب تقارير منظمات دولية.

وأكد رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني أن «هذه الجائزة تبرع شهري لأكثر من 3000 أخت إيزيدية نَجين من أيدي داعش، وبالطبع مع تحسن الوضع المالي، سوف يتوسع مستوى مساعدتنا لهؤلاء الأحباء»، مؤكداً «سنقدم كل المساعدة لينعموا بحياة كريمة ونشفي جزءاً بسيطاً من جراحهم، خاصة في إيجاد فرص عمل ومواصلة تعليمهم وعلاجهم، وسنيسر لهم كل ما في وسعنا».

الإيزيديون رمز الكفاح

أثنى رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني خلال كلمته على الإيزيديين، بأنهم «رغم كل الألم والمعاناة التي واجهوها، إلا أنه من دواعي الفرح والفخر أن يستمروا في الكفاح والعمل والمثابرة، من أجل مواصلة الحياة، وأصبح الكثير منهم أمثلة ورموزاً للمهارة وقصصاً ملهمة للمثابرة والنجاح».

وجاء في كلمته أيضاً: «سعدت بتقديم شهادة شرف الصمود، لإحدى الناجيات من داعش، وهي شيرين خيرو خوديدا، في حفل تخرج طلاب الجامعة الأمريكية في كوردستان بدهوك الشهر الماضي، وهي قصة غير مسبوقة، على الرغم من اختطافها واحتجازها عدة سنوات على يد داعش، لكنها أصرت على مواصلة دراستها وأصبحت رمزاً لمقاومة إخواننا وأخواتنا الإيزيديين».

وأضاف بارزاني أن «الإخوة والأخوات الإيزيديين جزء مهم ومتكامل من الشعب الكوردي وتتلى شعائرهم الدينية باللغة الكوردية النقية، ورغم كل مؤامرات ومحاولات الأعداء لفصلهم عن الشعب الكوردي، إلا أنهم كانوا دائماً مكوناً أصيلاً للشعب الكوردي وسيبقون جزءاً مهماً من العيش المشترك في إقليم كوردستان».

من قاد معركة تحرير سنجار؟

وقبل أن يختتم رئيس حكومة الإقليم كلمته، انتهز الفرصة قائلاً: «ومن المناسب أن نشكر الرئيس بارزاني والبيشمركة الأبطال، وبعد سقوط سنجار في أيدي إرهابيي داعش، وعد بأنه لن يستسلم حتى يتم تحرير سنجار، فقرر أن يقود المعركة لتحرير سنجار بنفسه».

موضحاً أن الكثير من الناس حاولوا رواية هذه القصة بشكل غير صحيح، مؤكداً أن «إخواننا وأخواتنا الإيزيديين كانوا دائماً في قلبه، وكان أكثر اهتماماً بالإيزيديين من أي شخص آخر، وتمكن من استعادة عزة وكرامة الإيزيديين وهزيمة إرهابيي داعش، ويجدر بنا شكر أبطال البيشمركة الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحرير سنجار».

وختم رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني كلمته قائلاً: «نحن هنا اليوم لنعرب عن امتناننا لمقاومة شعبنا الإيزيدي، رغم كل المآسي، ورغم كل القمع الذي ارتكب ضدكم، لقد قاومتم، ولم تفقدوا هويتكم، ولم تفقدوا الأمل».

وتقع سنجار غرب محافظة نينوى، يحدها من الشمال ناحية ربيعة ومن الشرق قضاء تلعفر وغربها الحدود السورية ومن الجنوب قضاء البعاج، ويسكنها أغلبية من الكورد الإيزيديين وأقلية من العرب. واجتاح تنظيم داعش الإرهابي المنطقة في آب / أغسطس 2014، واستهدف بشكل خاص الأقليات، لا سيما الإيزيديين، فقتل الكثير منهم وهجّرهم وخطف العديد من نسائهم.

وأبرمت أربيل وبغداد في تشرين الأول أكتوبر 2020، اتفاقاً يُفترض أن يهدف إلى إعادة الاستقرار إلى سنجار. ومن بين جملة أهداف، يشتمل الاتفاق على إخراج المجاميع المسلحة غير القانونية من المدينة، وتشكيل قوة أمنية في سنجار قوامها 2500 شخص، جزء منهم من النازحين، بيد أنه للأسف لم يتم تشكيلها لحد الآن.


رياض الحمداني

صحفي عراقي عمل في العديد من المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved