كوردية تحمل شعلة باريس للأولمبياد
كوردية تحمل شعلة باريس للأولمبياد

لم تكن شيلان شمال مصطفى المتجهة من العاصمة العراقية بغداد الى العاصمة الفرنسية باريس تعلم، وهي في العاشرة من عمرها، أن يوماً ما سياتي عليها وتضع أحلامها على «شعلة الأولمبياد» لتدور بها المدن الفرنسية أثناء افتتاح دورة الأولمبياد في فرنسا هذا العام.

فشيلان الكوردية الأصل والممتدة جذورها إلى عاصمة إقليم كوردستان أربيل حملت أحلامها وعائلتها المتكونة من والديها وإخوتها الثلاثة الأصغر منها سناً ووضعتها في حقيبة سفر بعد أن حصل والدها على عقد عمل في فرنسا.

الحياة لم تكن سهلة أبداً لعائلة شيلان كما تقول والدتها لـ«كوردستان بالعربي»، فالأحلام مع وجود صغار قد تقيدها بالتنفيذ الصعب، لكن إصرار العائلة على النجاح جعلهم يغامرون للوصول إلى هدفهم ويكونوا مثالاً جميلاً لكل العوائل، أو الشباب الذين سبقوهم بالرحلة، أو حتى ممن جاؤوا بعدهم إليها.

تستذكر شيلان أيامها في المدرسة التي انتمت إليها في ضواحي باريس، كانت طفلة تحب ممارسة الرياضة والرسم عندما كانت في بغداد، فيا ترى هل ستمنحها الحياة فرصة جديدة لممارسة هواياتها، أم أنها ستتطور نحو عالم جديد؟ أسئلة دارت في ذهن شيلان الصغيرة، التي كانت تتوق للعلم والحياة ومعرفة أسرار هذا العالم الجديد الذي وضعت فيه ولم تكن تعلم عنه شيئاً.

بدأت شيلان تتخذ من كل فرصة أمامها هدفاً للحياة، يساعدها في تحقيقها والداها وإخوتها الذين لم يدخروا جهداً لأن تكون شيلان متميزة كما كانت في بلدها العراق. قامت شيلان، كما تقول لـ«كوردستان بالعربي» بالبحث عن رياضة غير منتشرة في المدينة التي تسكنها فوجدت ان رياضة «التايكواندو» هي الرياضة الوحيدة غير المعروفة على نطاق واسع، لتجد نفسها في تحد جديد ربما سيدخل إليها هدفاً جديداً في الحياة، بأن تقوم بتدريب وتعليم هذه الرياضة للأطفال. لذا، كان عليها أن تقوم بتشكيل جمعية تعنى بهذا الأمر ومعها أخوتها الثلاثة وبدعم من والديهم.

كانت شيلان تفتح أبوابها لعوائل الأطفال الذين تقوم بتدريبهم لتعرفهم أهمية هذه الرياضة لأطفالهم. وفعلاً، أثارت خطواتها إعجاب وتقدير كل العوائل الفرنسية وغير الفرنسية.

تبلغ شيلان الآن من العمر 32 عاماً، وهي مؤسسة وصاحبة جمعية للتايكواندو ومتخصصة في مجال التصميم الهندسي، في نفس الوقت الذي تم فيه صعود اسمها مترشحة لتحمل شعلة الأولمبياد التي سيتم افتتاحها في باريس في شهر تموز لهذا العام.

رُشِّح اسم شيلان وتمت الموافقة عليها من قبل اللجنة العليا لأولمبياد باريس، مع مجموعة من الشباب والشابات الذين سيتسلمون الشعلة من بعضهم بعضاً ولمدة خمس دقائق على أن يلفوا المدن الفرنسية متجمعين في مقر إقامة الأولمبياد في باريس في الموعد المحدد.

سعادة شيلان بهذا الترشح واختيارها كعلامة لـ«كوكاكولا» (الراعي الرسمي للأولمبياد)، جعلها تقرر في كل خطوة لها في هذا العالم أن تكون مثالاً لكل الشباب ممن يملك طموحاً للوصول الى الهدف. وتصف شيلان سعادتها قائلة: «علينا أن نبدأ من أي مكان نحن فيه، فالمهم أن نبدأ لأن البداية حتماً هي طريق مؤكد للنجاح، أقول لكل شاب وشابة، ابدأ من النقطة التي أنت فيها ولا تفكر كثيراً حتى تبدأ، كن مصراً على النجاح وستفتح لك كل الأبواب المغلقة».

وتؤكد شيلان أن ترشحها كان قبل شهر، وعندما جاء الاتصال بالموافقة على أن تحمل شعلة باريس، كان هذا جرس النجاح وتلك ستكون واحدة من البدايات التي تؤكد عليها في طريق النجاح.

شيلان الشابة الكوردية حاملة شعلة باريس واحدة من قصص النجاح في الغربة التي «أصرت على أن تكون فكانت».


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved