في عمل شجاع وملحوظ، أحبط بايواند زاهد، وهو شاب كوردي، مهاجماً يحمل سكيناً في توركو، فنلندا، في أغسطس 2023، مما أكسبه إشادة واسعة النطاق وشكرهُ على هذا العمل البطولي الرئيس الفنلندي السابق سولي نينيستو. وما قام به زاهد أنقذ الأرواح ومنع المزيد من الأذى، تردد صداه في جميع أنحاء البلاد وأوروبا.

ولد زاهد عام 1995 في قرية ماويليان في مدينة راوندوز في إقليم كوردستان، وانتقل إلى فنلندا مع عائلته في عام 2000. نشأ في بلد جديد، واحتضن وطنه الجديد، وتفوق في كل من الدراسة والرياضة. بعد الانتهاء من المدرسة الثانوية، تابع دراساته الطبية وطور شغفاً بـ(الجيو جيتسو) البرازيلي، الذي مارسه لأكثر من عقد من الزمان.

بدأت مساء الحادث في توركو مثل أي مساء آخر. كان زاهد عائداً من المكتبة عندما لاحظ أشخاصاً يركضون نحو مقهى ورأى رجلاً ينزف. وبسبب قلقه، سأل عن الموقف، فقيل له «إن رجلاً كان يهاجم الناس بسكين».

وبدافع من شعور فطري بالواجب والشجاعة، تحرك زاهد نحو الفوضى. ورأى المهاجم يعتدي على رجل مسن، فتدخل على الفور. ودون تردد، واجه زاهد المهاجم، وضربه في وجهه وألقاه أرضاً حتى وصلت الشرطة.

لقد شاهدت سبايدر مان وباتمان

لم تمر أفعاله الشجاعة دون أن يلاحظها أحد. فقد أشادت به وسائل الإعلام الفنلندية والأوروبية بسرعة باعتباره بطلاً، ودُعي إلى القصر الرئاسي الفنلندي، حيث شكره الرئيس نينيستو شخصياً على أفعاله الشجاعة. ولم يكن اعتراف الرئيس بزاهد فقط، بل كان أيضاً بمثابة تكريم للمجتمع الكوردي في فنلندا.

خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة الفنلندية، تحدث زاهد عن أفعاله بتواضع. وعندما سُئل عن شجاعته، ابتسم وقال: «عندما كنت طفلاً، وكنت أشاهد سبايدر مان وباتمان». وبصورة أكثر جدية، كشف أنه تصرف من أجل ذكرى والده، معتقداً أن والده كان ليفخر به.

بالإضافة إلى دراسته وعمله كمساعد طبي في المستشفى، يعمل زاهد كحارس أمن على متن سفن شركة الشحن الفنلندية Viking Line. أدت أفعاله البطولية في توركو إلى دفع شركة Viking Line إلى عرض هذا المنصب عليه، اعترافاً بقدرته على ضمان سلامة وأمن الآخرين. إنه مكرس للأدوار التي تسمح له بمساعدة الآخرين، وخاصة في حالات الطوارئ.

قصة زاهد هي شهادة على قوة الشجاعة الفردية والتأثير الذي يمكن أن يحدثه شخص واحد على مجتمعه. تستمر شجاعته في إلهام من حوله، وتعكس مساهماته المستمرة التزامه بجعل العالم مكاناً أكثر أماناً. بينما يتطلع إلى المستقبل، يظل زاهد يركز على مساعدة الآخرين والتمسك بقيم الشجاعة والرحمة التي ورثها.

ريبند سعدالله

مصور وصحفي محترف، وعضو في اتحاد الصحفيين في فنلندا.