استضافت جامعة بوليتكنك أربيل وفداً طلابياً مكوناً من 22 طالباً من 6 جامعات في دول عربية، شملت مصر، ليبيا، فلسطين، وسلطنة عمان، وذلك ضمن برامج التدريب الصيفي لاتحاد الجامعات العربية. وحظي الطلاب خلال فترة إقامتهم التي استمرت 14 يوماً، بفرصة فريدة للتعرف على بيئة أكاديمية وثقافية جديدة في إقليم كوردستان.

برنامج تدريبي شامل

قدمت جامعة بوليتكنك أربيل كافة التسهيلات للطلاب، بدءاً من تأشيرة السفر والطيران والسكن وتوفير المصاريف اليومية، وصولاً إلى تنظيم برنامج تدريبي أكاديمي مكثف في الكليات والمعاهد التابعة لها. بدعم من اتحاد طلبة كوردستان الذي أشرف على تنظيم برامج التبادل الثقافي اليومي وفق جدول محدد. كما تضمن البرنامج أيضاً زيارات ميدانية إلى منشآت ومراكز ذات صلة بمجالات دراستهم في مختلف أنحاء مدينة أربيل، مما أتاح للطلاب فرصة تطبيق ما تعلموه نظرياً على أرض الواقع.

غوص في التراث والثقافة الكوردية

في إطار التبادل الثقافي، نظم اتحاد طلبة كوردستان سلسلة من الأنشطة الثقافية للوفد الزائر. شملت هذه الأنشطة زيارة مواقع تاريخية ورموز وطنية مهمة في إقليم كوردستان. من أبرز هذه الزيارات كانت إلى منطقة بارزان، حيث تعرف الطلاب على صرح البارزاني ومزار القائد الخالد الملا مصطفى البارزاني. كما زاروا «مونيومنت الأنفال» والمعالم السياحية في قضاء العمادية التابع لمحافظة دهوك، مثل قلعة العمادية وجسر دلال. وزار الطلاب أيضاً قلعة أربيل الأثرية، التي تعتبر من أهم المواقع التاريخية في المدينة، مما أتاح لهم فرصة للتعرف على تاريخ المنطقة العريق. هذا بالإضافة إلى استكشاف مناطق بارزان السياحية التي تزخر بالطبيعة الخلابة والتاريخ العريق.

إلى جانب الجولات الثقافية، شهدت الزيارة أيضاً لقاءات مهمة مع شخصيات بارزة في الإقليم. فقد أقيمت مأدبة عشاء مع الدكتور حمدي سنجاري، مستشار رئيس وزراء إقليم كوردستان لشؤون الدول العربية، حيث تبادل الطلاب الأفكار حول العلاقات الأكاديمية والثقافية بين إقليم كوردستان والدول العربية. كما حضر الطلاب مأدبة عشاء مع السيد نظمي حزوري، القنصل العام لدولة فلسطين في أربيل، مما أتاح لهم فرصة التعرف على الأبعاد الدبلوماسية والتعاون الثقافي. إلى جانب ذلك، شارك الطلاب في مأدبة عشاء مع مكتب المبادرة والعلاقات في سكرتارية رئاسة وزراء إقليم كوردستان، حيث تمت مناقشة العديد من القضايا الثقافية والتعليمية.  

وكانت تجارب الطلاب وانطباعاتهم جزءاً أساسياً من هذا التدريب، والتقت مجلة «كوردستان بالعربي» بعدد من الطلاب الذين عبروا عن تجربتهم بشكل إيجابي.

آيات إعمار طالبة إعلام تخصص علاقات عامة من جامعة القدس المفتوحة في فلسطين، عبرت لمجلة «كوردستان بالعربي» عن سعادتها الكبيرة بالتجربة، مشيرة إلى «أنها تعلمت بعض الكلمات الكوردية وشعرت كأنها في بلدها الثاني». ومن بين المصطلحات التي تعلمتها، «دَست خوش» والتي تعني (سلمت يدك / شكراً) بالكوردية.

ثابت سعيد الفزاري طالب من جامعة نزوى في سلطنة عمان، أشاد بحفاوة الاستقبال والضيافة، مؤكداً أنه لم يشعر بالغربة، وكأنّه بين أهله. وأشار إلى أن «اللغة كانت حاجزاً في البداية، إلا أنها أصبحت حافزاً لتعلمها». مُضيفاً أن «التدريب كان غنياً ومفيداً لمسيرتي المهنية».

أحمد العشيبي طالب هندسة ميكانيكية من ليبيا، تحدث عن استفادته من التجارب العلمية والسياحية، مشيراً إلى أن كوردستان فاجأته بثقافتها وتطورها. وقال: «تعلمت بعض المصطلحات الكوردية مثل كلمة (سوپاس)، أي شكراً بالعربية، وأقول لهذا البلد سوپاس كوردستان لحسن ضيافتهم وكرمهم وتعاملهم الرائع ولتطور وثقافة هذا البلد شعباً وحكومة».

دارين محمد طالبة إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، شكرت الجامعة على منحها هذه الفرصة القيمة. وأشارت إلى أن «التدريب أثر إيجاباً على مسيرتها المهنية»، مُضيفة أن «مهارتها تحسنت في تقديم العروض، وزادت ثقتها بنفسها». وأعربت عن رغبتها في زيارة كوردستان مرة أخرى للتعرف على هذا البلد الجميل وثقافته.  

وفي نهاية التدريب تم تقييم أداء الطلاب من الجانبين الثقافي والعلمي حيث عكست هذه الزيارة جوانب التعاون الأكاديمي والثقافي بين الدول العربية وإقليم كوردستان، وساهمت في تعزيز العلاقات الطلابية والأكاديمية بين الطرفين. وقُدِّمت للطلاب تجربة غنية من خلال الأنشطة والزيارات المنظمة، مما أتاح لهم الفرصة لاكتساب معارف جديدة والتفاعل مع الثقافة الكوردية بصورة مباشرة وملهمة. هذه المبادرات تعزز من جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب، وتبني علاقات قوية ومستدامة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.

إيمان أسعد

صحفية وناشطة كوردية مقيمة في إقليم كوردستان شاركت في العديد من النشاطات والمؤتمرات الدولية والمحلية لمناصرة المرأة