في خطوة جريئة نحو المستقبل، يقود إقليم كوردستان العراق ثورة مصرفية تطور القطاع المالي إلى مديات بعيدة. فقد كشف رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، عن نجاح مذهل لمبادرة «حسابي» الرقمية، إذ تخطى عدد المنضمين إليها حاجز النصف مليون موظف حكومي.

وخلال لقاء مثمر جمع بارزاني بمحافظ البنك المركزي العراقي، علي محسن العلاق، تم الكشف عن خطط طموحة لتوسيع نطاق هذا المشروع الرائد. ومن المتوقع أن يشهد الشهر المقبل تحولاً نوعياً مع صرف رواتب 200 ألف موظف عبر هذا النظام الإلكتروني المتطور.

وأشاد بارزاني بالدعم القوي الذي يقدمه البنك المركزي العراقي، مؤكداً أن هذا التعاون يمثل دفعة قوية لجهود الإصلاح المالي في الإقليم. كما لفت الانتباه إلى الاهتمام المتزايد من قبل المؤسسات المالية المحلية والدولية بالاستراتيجية المالية المبتكرة التي تتبناها حكومة الإقليم.

من جانبه، شدد محافظ البنك المركزي على ضرورة تسريع عملية الشمول المالي في كوردستان، معتبراً إياها ركيزة أساسية في الأهداف الاستراتيجية للبنك. وتناول الطرفان سبل تعزيز رقمنة القطاع المصرفي في الإقليم، مما يبشر بعصر جديد من التطور الاقتصادي والإداري.

هذه الخطوات الجريئة تضع كوردستان في طليعة الجهود الرامية إلى تحديث البنية المالية وتعزيز الشفافية في العراق. وفي خضم التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، تبرز هذه المبادرة كنموذج يحتذى به في مجال الإصلاح المالي ومكافحة الفساد.