«باغي شار»... ملتقى المتقاعدين في أربيل
«باغي شار»... ملتقى المتقاعدين في أربيل
September 10, 2024

قرب قلعة أربيل الشهيرة، وعلى بعد أمتار قليلة من ساعة القلعة، يقع مقهى «باغي شار»، وتعني (حديقة المدينة) ويعود تاريخ تأسيسها إلى منتصف ثلاثينات القرن الماضي، المخصص للمتقاعدين الذين تتجاوز أعمارهم خمسين عاماً، حيث يجمع الموظفين الحكوميين بمختلف مجالاتهم، الذين أحيلوا إلى التقاعد بسبب السن القانوني أو المرض. ويقضون ساعات طويلة من اليوم، يتبادلون الأحاديث والنقاش في مختلف المواضيع، ويسترجعون ذكرياتهم وتجاربهم في الحياة، ويمارس بعضهم التمارين الرياضية، او يطالعون الكتب.

افتتح المركز في 8 أغسطس 2008، بعد أن بادرت مجموعة من المتقاعدين بتقديم الفكرة وحصلوا على موافقة ودعم من محافظ أربيل الأسبق نوزاد هادي. هذا المركز، الذي يتوسط مدينة أربيل، أصبح ملاذاً لجميع المتقاعدين من حاملي الهوية التقاعدية، سواء من أربيل أو من كافة المدن الكوردية والعراقية. الإعلان عن المركز في الصحف المحلية لاقى اهتماماً واسعاً، مما عزز من مكانته كمحور رئيسي يجمع بين المتقاعدين ويوفر لهم بيئة داعمة ومجتمعاً مترابطاً.

صورة: صابر صالح

 

مجلة «كوردستان بالعربي» زارت المركز وكان لها لقاء مع رئيس مركز متقاعدي أربيل محسن محمد غريب برزنجي، وخلال اللقاء أكد أن «شرط الانتساب لمركز «باغي شار» هو أن يحمل المنتمي هوية التقاعد، ليتم بعدها استخراج هوية انتساب للمركز، ومن ثم يُسمح له بدخول المركز كعضو دائم».

برزنجي قال إنه «يتم أخذ مبلغ قدره 12 ألف دينار سنوياً، مقابل منح المتقاعدين كافة الخدمات مجاناً»، مشيراً إلى أن عدد المنتسبين لمركز «باغي شار» أكثر من 3 آلاف متقاعد.

وعن الدعم الحكومي لمركز «باغي شار» أكد برزنجي أن «محافظة أربيل تدعمنا بكافة المستلزمات التي نطلبها منهم، بكتب رسمية وحسب إمكانياتهم»، مشيراً إلى أن «هنالك منظمات إنسانية تدعمنا أيضاً مثل شركة شيخ باز ومنظمة بارزاني الخيرية».

مركز «باغي شار» هو وجهة ثقافية يحتوي على باحة كبيرة ومكتبة ومقهى، كما يتم توفير الصحف اليومية فيها كل صباح، ويضم أيضاً قسماً مخصصاً للرياضة في الهواء الطلق، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات ثقافية دورية للأدباء والفنانين مما يجعله مركزاً حيوياً للأنشطة الثقافية والاجتماعية وملتقى للفنانين والمبدعين.

صورة: صابر صالح

 

جمال مولود محمود، متقاعد من سلك الشرطة، ومن رواد مركز «باغي شار» تحدث قائلاً إن «المتقاعدين من المحافظات الأخرى عندما يزوروننا يتمنون أن يكون في مدنهم مثل مركز باغي شار»، منوهاً إلى أن المركز «يقدم وجبات الطعام للمنتسبين في المركز، وما يزيد من طعام يتم توزيعه على عابري السبيل خارج المركز».

المدرس المتقاعد علي أحمد محمد الجاف، من رواد مركز «باغي شار» بشكل شبه يومي، قال إن «المتقاعدين هنا سواسية، فالجميع يجلسون بنفس المكان سواء كان وزير متقاعد أو مدير عام أو موظف خدمة»، مشيراً إلى أن المركز يمتاز بصفات مهمة جداً وهي أن «مركز باغي شار يقدم المساعدة للمتقاعدين الفقراء، وذلك بدعمهم بالمواد الغذائية والملابس وكذلك الأدوية وعلاجات الأمراض المزمنة».

ومن أبرز مشكلات مركز «باغي شار» التي عرضها برزنجي، هي أن «المركز الصحي يحتاج إلى أدوية وعلاجات للأمراض المزمنة، لأن أغلب المتقاعدين يعانون من أمراض (السكر وارتفاع ضغط الدم)، والأدوية في المركز الصحي قليلة ولا تكفي»، مؤكداً أن «المركز الصحي الخاص التابع لباغي شار يحتاج إلى دعم، بتوفير كميات علاج أكثر لتسد حاجة المتقاعدين».


رياض الحمداني

صحفي عراقي عمل في العديد من المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved