في تصعيد دبلوماسي لافت، حثت الولايات المتحدة الأمريكية الحكومة العراقية على تكثيف جهودها لحماية البعثات الدبلوماسية ومقرات التحالف الدولي في العراق. جاء ذلك في أعقاب هجوم استهدف مجمع الخدمات الدبلوماسية الأمريكي في بغداد يوم 10 سبتمبر.
وصرح المتحدث باسم السفارة الأمريكية في بغداد قائلاً: "نؤكد مجدداً على التزام الحكومة العراقية بحماية البعثات الدبلوماسية والأفراد العسكريين الأمريكيين المتواجدين في العراق بناءً على دعوة رسمية". وأضاف: "نحتفظ بحقنا في الدفاع عن النفس وحماية أفرادنا أينما كانوا في العالم".
وأشار المتحدث إلى أن الهجوم الأخير، الذي لم يسفر عن خسائر بشرية، يُعتقد أنه من تنفيذ جماعات مسلحة موالية لإيران تنشط بحرية داخل الأراضي العراقية.
في سياق متصل، تستمر المفاوضات بين بغداد وواشنطن حول مستقبل القوات الأمريكية في العراق، في وقت تطالب فيه الحكومة العراقية بانسحاب قوات التحالف الدولي. وفي المقابل، يؤكد القادة الأكراد على أهمية استمرار الدعم الدولي، خاصة لقوات البيشمركة.
يأتي هذا التطور في ظل توتر متصاعد بين الولايات المتحدة وإيران على الساحة العراقية. فمنذ هزيمة تنظيم داعش عام 2017، تزايدت المطالبات بانسحاب القوات الأجنبية من العراق، خاصة من قبل الفصائل المسلحة الموالية لإيران. وتواجه الحكومة العراقية تحدياً في الموازنة بين علاقاتها مع واشنطن وطهران، في وقت تسعى فيه لتعزيز سيادتها وأمنها الوطني. ويبقى مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق محور نقاش ساخن على المستويين المحلي والإقليمي.