في خطوة تعكس نهضة اقتصادية متنامية، شهدت مدينة زاخو الحدودية اليوم حدثاً بارزاً مع افتتاح رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، لمعمل سيلفانا لتسويق القمح. هذا الصرح الاقتصادي الجديد يمثل حلقة مهمة في سلسلة التنمية التي تشهدها المدينة منذ نيلها صفة الإدارة المستقلة.
قبل ثلاث سنوات، وتحديداً في 20 سبتمبر 2021، منحت حكومة الإقليم زاخو استقلالاً إدارياً، فاتحةً بذلك صفحة جديدة في تاريخ هذه المدينة العريقة. ومنذ ذلك الحين، شهدت زاخو تحولاً ملحوظاً، إذ تدفقت الاستثمارات وتسارعت وتيرة المشاريع التنموية.
في غضون هذه الفترة القصيرة، أقرت الحكومة 13 مشروعاً استراتيجياً بقيمة تتجاوز 83 مليون دولار، محدثةً نقلة نوعية في القطاعات التجارية والسياحية والصناعية. وكأن ذلك لم يكن كافياً، فقد تم إطلاق 286 مشروعاً إضافياً، أنجز منها 218 مشروعاً، بينما يقترب 68 آخر من الانتهاء، لتضع زاخو على عتبة عصر ذهبي من النمو والازدهار.
يأتي افتتاح معمل سيلفانا ليتوج هذه الجهود، ويؤكد على نجاح سياسة توسيع الصلاحيات الإدارية التي انتهجتها التشكيلة الوزارية التاسعة. هذه السياسة لم تقتصر على تسهيل الإجراءات الإدارية فحسب، بل منحت المسؤولين المحليين قدرة أكبر على صناعة القرار، مما أسهم في تسريع عجلة التنمية.
وفي الوقت الذي يستعد فيه المعمل الجديد لبدء عملياته، تتهيأ المديرية العامة للاستثمار في زاخو لدراسة حزمة جديدة من المشاريع الاستثمارية المتنوعة، مبشرة بمزيد من فرص العمل والنمو الاقتصادي.
إن افتتاح معمل سيلفانا ليس مجرد إضافة لقائمة المنشآت الصناعية في زاخو، بل هو شاهد حي على قصة نجاح متكاملة، تروي كيف يمكن للرؤية السياسية الثاقبة، مقرونة بالإدارة الرشيدة والاستثمار الذكي، أن تحول مدينة حدودية إلى نموذج للتنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي.