في خطوة تاريخية تعكس تطور العلاقات الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، أعلن البلدان عن خارطة طريق لإنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي ضد داعش في العراق. هذا الإعلان يأتي كثمرة لمشاورات مكثفة وجهود دبلوماسية متواصلة، مؤكداً على التزام الطرفين بمستقبل مشترك يقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الأمني.
أبرز النقاط في البيان:
1. إنهاء المهمة العسكرية: سيتم إنهاء المهمة العسكرية للتحالف في العراق خلال 12 شهراً، بحد أقصى نهاية سبتمبر 2025.
2. استمرار العمليات في سوريا: ستستمر المهمة العسكرية للتحالف في سوريا حتى سبتمبر 2026، انطلاقاً من منصة يتم تحديدها لاحقاً.
3. الانتقال إلى شراكات ثنائية: سيتم الانتقال إلى شراكات أمنية ثنائية لدعم القوات العراقية ومواصلة الضغط على داعش.
4. ضمان الحماية: التزام بصياغة إجراءات لضمان حماية مستشاري التحالف خلال الفترة الانتقالية.
5. تقدير متبادل: إشادة من الجانبين بالجهود والتضحيات المبذولة في مكافحة الإرهاب.
6. تطلعات مستقبلية: التأكيد على تعزيز العلاقات الثنائية وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي والدستور العراقي.
يمثل هذا البيان المشترك نقطة تحول في العلاقات العراقية الأمريكية، مؤكداً على نضج التعاون الاستراتيجي بين البلدين وقدرة العراق المتزايدة على مواجهة التحديات الأمنية. كما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الشراكة تتجاوز الجانب العسكري لتشمل مجالات أوسع من التعاون الاقتصادي والثقافي.
يأتي هذا الإعلان في سياق تطورات إقليمية ودولية متسارعة. فمنذ تشكيل التحالف الدولي ضد داعش في عام 2014، شهد العراق تحولات كبيرة في بنيته الأمنية والسياسية. نجحت القوات العراقية، بدعم من التحالف، في استعادة الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش، وتعزيز قدراتها القتالية والاستخباراتية.
هذا التحول يعكس أيضاً رغبة الحكومة العراقية في تأكيد سيادتها الكاملة وقدرتها على إدارة شؤونها الأمنية. في الوقت نفسه، تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة تموضع قواتها في المنطقة، مع الحفاظ على التزامها بدعم استقرار العراق ومكافحة الإرهاب.
يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استمرار الضغط على فلول داعش وخلاياه النائمة، خاصة في المناطق الحدودية مع سوريا. كما أن نجاح هذا التحول سيعتمد بشكل كبير على قدرة القوات العراقية على ملء أي فراغ أمني قد ينتج عن انسحاب قوات التحالف.