إبداعات كوردية تتألق في سماء الشارقة للخط
إبداعات كوردية تتألق في سماء الشارقة للخط

في مشهد فني بديع يجمع بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر، اختتمت أمس فعاليات الدورة الحادية عشرة من ملتقى الشارقة للخط، والذي حمل شعار «تراقيم». هذا الحدث الفني الرفيع، الذي يستمر معرضه حتى 30 نوفمبر القادم، يأتي تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وافتتحه سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة.

 

لوحة عالمية متنوعة

يشكل الملتقى لوحة فنية عالمية تضم 153 خطاطاً من شتى أنحاء العالم، قدموا 300 عمل خطي متميز. تتنوع هذه الأعمال بين الخطوط العربية الكلاسيكية كالثلث والنسخ والتعليق والديواني والكوفي والسنبلي، إضافة إلى تجارب إبداعية تتعامل مع الحرف كمفردة بصرية قابلة للتشكيل وفق رؤى الفنانين وخيالاتهم.

 

تألق كوردي لافت

برز الحضور الكوردي بشكل لافت في هذه الدورة، حيث مثّل إقليم كوردستان كل من الفنانين زياد المهندس وسيروان البرزنجي وسامان كاكا ديوانه. وقد تُوج هذا الحضور المميز بفوز الخطاط زياد المهندس بإحدى جوائز الاتجاه الأصيل عن عمله «سورة النجم»، مما يؤكد على المكانة الرفيعة التي يحتلها الخطاط الكوردي في المشهد الفني العالمي.

 

وفي إضافة تؤكد على الدور المحوري للخبرات الكوردية في مجال الخط العربي، كان من بين أعضاء لجنة التحكيم الخطاط الكوردي البارز بژار أربيلي، مما يعكس الاعتراف بالكفاءات الكوردية في تقييم وتقدير الفن الخطي على المستوى الدولي.

 

تكريم الرواد وتشجيع المبدعين

وخلال حفل الختام، كرّم سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي الشخصيات البارزة في عالم الخط، ومنهم الخطاط الإماراتي خالد علي الجلاف والعراقي إدهام محمد حنش والإسباني خوسيه ميغيل. كما تم الإعلان عن الفائزين بجوائز الملتقى، حيث نال الخطاط السوري محمد فاروق الجائزة الكبرى عن عمله «ارحمني».

 

إحياء التراث وتجديد الإبداع

اشتمل الملتقى على معرض «إحياء الخطوط» الذي سلط الضوء على جهود الخطاطين في إحياء الخطوط القديمة وتطويرها، مثل الخط الحجازي والكوفي المصحفي والكوفي المشرقي. وشارك في هذا المعرض فنانون من مصر والكويت وإيران والإمارات وتركيا، مقدمين نماذج مبتكرة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

 

ويُعد ملتقى الشارقة للخط منصة عالمية رائدة تجمع بين عراقة الفن الإسلامي وآفاق الإبداع المعاصر، مؤكدة على دور الإمارات الريادي في الحفاظ على التراث الثقافي العربي والإسلامي وتطويره. كما يبرز المشاركة الفعالة للخبرات الكوردية في تشكيل وتقييم المشهد الفني العالمي للخط العربي.


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved