كوردستان تستقبل الآلاف من زوار الحسين
كوردستان تستقبل الآلاف من زوار الحسين

في كل عام، يتوافد مئات الآلاف من المسلمين الشيعة لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين، حيث يأتون من المدن العراقية ومن خارج العراق إلى مرقد الإمام في كربلاء. ومنذ ثلاث سنوات، يمر عشرات الآلاف من الزوار عبر إقليم كوردستان، حيث يتم الترحيب بهم في أربيل والعديد من المناطق الأخرى.

نقطة التقاء الزوار ومبتغاهم هي مرقد الإمام الحسين في كربلاء، على بعد 105 كيلومترات جنوب بغداد. وأعلنت العتبة العباسية المشرفة على العتبات الشيعية في العراق في بيان لها، أن أكثر من 21 مليوناً و480 ألف زائر قد زاروا الضريح هذا العام. وذكر العميد مقداد ميري، المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا لتنظيم رحلة الأربعين، أن أكثر من 3 ملايين و300 ألف من هؤلاء الزوار هم من الأجانب الذين يتوافدون إلى كربلاء عبر منافذ صفوان، والقائم، والشلامجة، وزرباطية، والشيب، والمنذرية، وحجي عمران، وباشماخ الحدودية، بالإضافة إلى مطاري بغداد والنجف.

صورة: ريبند سعدالله

وأدى تطور العلاقات بين إقليم كردستان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، فضلاً عن احترام ثقافة التعايش المشترك في كردستان، إلى توافد آلاف الزوار عبر منافذ حجي عمران وباشماخ الحدوديتين إلى إقليم كردستان كل عام، ومن هناك يتوجهون إلى كربلاء. وذكر محافظ أربيل، أوميد خوشناو، أن قسماً من الزوار الإيرانيين ومن بلدان أخرى يتوجهون إلى كربلاء عبر إقليم كردستان منذ ثلاث سنوات.

وتوفر حكومة إقليم كردستان الحماية والأمن اللازمين للزوار الإيرانيين. وفي الطريق بين معبر حجي عمران الحدودي وأربيل، قامت الحكومة بتوفير أماكن للاستراحة لهم في موقعين: كاني ماران في إدارة سوران المستقلة، ومتنزه سامي عبد الرحمن في عاصمة إقليم كوردستان أربيل.

وخلال فترة إقامة الزوار الإيرانيين في إقليم كردستان، تقوم مؤسسة بارزاني الخيرية بتقديم خدماتها من خلال توفير الطعام والاحتياجات الأساسية، بالإضافة إلى الفرق الصحية والمأوى وأماكن الراحة.

وأشادت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مستوى رسمي رفيع بإقليم كردستان لاستقباله الزوار وتوفير السكن والراحة لهم. وقد قام محافظ أربيل في 20 أغسطس 2024 بزيارة إلى سكن الزوار في متنزه سامي عبد الرحمن، برفقة نصر الله رشنودي، القنصل العام لجمهورية إيران الإسلامية في أربيل، الذي عبّر، خلال زيارته، عن شكره للرئيس مسعود بارزاني، ورئيس إقليم كردستان، ورئيس وزراء إقليم كردستان على توفير وتقديم كافة التسهيلات للزوار.

يتغير عدد الزوار الإيرانيين الذين يستخدمون أراضي حكومة إقليم كردستان للذهاب إلى كربلاء من سنة إلى أخرى. ففي هذا العام، استقبلت محافظة أربيل التي تستقبل الزوار منذ ثلاث سنوات، 75 ألف زائر عند معبر حجي عمران الحدودي.

وعبّر الزوار الإيرانيون عن إعجابهم بالتقدم الذي يشهده إقليم كردستان بشكل عام، وأربيل بشكل خاص، وغالباً ما يخططون لرحلة أخرى إلى أربيل. وقال إحسان نصر اللهي، زائر شاب، لـ«كوردستان بالعربي»، في قاعات معرض أربيل الدولي (داخل متنزه سامي عبد الرحمن)، إن رحلتهم كانت جيدة جداً وقد نالوا أفضل ترحيب وأحسن خدمة في أربيل. وأضاف أن «شعب كردستان طيب ونبيل للغاية. وأربيل ليست مدينة آمنة فحسب، بل هي أيضاً واحدة من أجمل المدن في العالم».

ولا يخفي هذا الزائر الإيراني، الذي يزور أربيل للمرة الأولى، أنه قرر إعادة زيارته لها مرة أخرى مع عائلته في المستقبل. يقول: «لقد قررت أنا وأختي أن نأتي مع عائلتنا إلى أربيل مرة أخرى للسياحة في أقرب وقت». ليست عائلته فحسب، بل إنه سيخبر أصدقاءه أيضاً عن التقدم الذي أحرزته أربيل، وينوي القدوم إلى أربيل مع أصدقائه أيضاً في المستقبل.

أما عند معبر المنذرية في خانقين، وهي مدينة كردية تقع على بعد 200 كيلومتر جنوب غربي كركوك، فقد أعلنت إدارة المعبر أن أكثر من 435 ألف زائر إيراني وأفغاني وباكستاني قد عبروا من خلاله هذا العام وتوجهوا منه إلى كربلاء.

يُذكر أنه يتم الاحتفال بذكرى الأربعينية بعد أربعين يوماً من عاشوراء (اليوم العاشر من شهر محرم في السنة الهجرية)، الذي يوافق يوم استشهاد الإمام الحسين في كربلاء، حيث دفن الإمام الحسين سنة 61 هـ (10 أكتوبر 680 م). 

وقد تم بناء الضريح على مساحة 15 ألف متر مربع في وسط مدينة كربلاء.


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved