من خلال تجربتي السياسية الممتدة لخمسين سنة مضت، تعلمتُ أن الأحزاب السياسية لا تُقيَّم بكتاب حول عقيدة دينية أو مذهب فكري أو نظرية سياسية، ماركسية كانت أو غيرها.
والأحزاب لا تُقيّم أيضاً من قبل من تمنعهم المصالح من اتخاذ جانب الحياد أثناء التقييم. فالحزب الديمقراطي الكوردستاني إذا ما قيّمه شخص أمريكي سيتأثر تقييمه بالمصالح الأمريكية أو مدى الرؤية الأمريكية في المنطقة، وإذا قيمهُ شخص إيراني سيتأثر تقييمه بما يريده وتريدهُ إيران في كوردستان أو المنطقة. وكذلك الحال إذا كان كوردياً أو إذا كان عربياً.
وقدر الحزب الديمقراطي الكوردستاني، أنه يمثل الثورة الكوردية وأنه يسعى إلى بناء أمة كوردية حصينة منيعة متطورة، تستطيع أن تعيش بين الأمم المتطورة والمتحضرة والمتمدنة المستقرة.
الأحزاب لا تُقيّم أيضاً من خلال الخطاب الإعلامي، وإن كان الإعلام مؤثراً، ولا شك أن تطبيل الإعلام تأثيره أكثر. أنا في رأيي، أن الديمقراطي الكوردستاني، لو لم يكن فيه مسعود بارزاني، ولو لم يكن فيه مسرور بارزاني، ولو لم يكن فيه القائد الخالد الملا مصطفى البارزاني، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من نجاحاتٍ وتطور.. من حلفاء وأعداء في كوردستان.
وحلفاء كوردستان، الذين أتشرف أن أكون واحداً منهم، هم حلفاء المدنية والإعمار والبناء، حلفاء القيم والتسامح والعلم.
وحلفاء كوردستان هم الذين يرفضون الدمار والتخلف الذي يُحيط بكوردستان، والذي يُريد أن يطيح بكوردستان وأحلام كوردستان المشروعة.
وأود أن أضيف أن قيمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، هي بقيمة نضاله بالبيشمركة وبالصمود وبالتحدي، عندما كان كل الشعب الكوردي يدعمون البيشمركة بلبسه البسيط وسلاحه البسيط من أجل تحدي أنظمةٍ شرسةٍ بشعة أمام مرأى ومسمع العالم كله.
وإذا ما أردنا أن نُقيّم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، فعلينا أن نُقيمه من خلال مشاريع البناء ومن خلال البنية التحتية التي يقوم بها الآن رئيس وزراء الحكومة التاسعة السيد مسرور بارزاني، من سدود وعمران وزراعة، ومن خلال تأسيس دولة عميقة ناجحة أصيلة ترفع المجتمع وقيّم المجتمع وتحميه من تداعيات الزمن.
هذا الإصرار، إصرار البناء، والتطور، والمدنية، والنجاح، لا يوجد عربي أو تركي أو إيراني وحتى غربي يرتاح إليه! لذا يجب علينا ألا نستغرب، أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني سيحلق دائماً بقيادة رجال مثل مسرور بارزاني.
والحزب الديمقراطي الكوردستاني لديه أعداء كُثر، ولربما هم في الغرب أكثر منهم في الشرق أو غيره. لا لشيء، لكن فقط لأنهم لا يريدون أن يصل التحرر الكوردي إلى النجاح. وبالتالي سيخلقون ألف مشكلة، وألف فتنة. وحتى داخل الواقع الكوردي، الكل يخشى نجاح الكوردي، والكل يخشى نجاح مسرور بارزاني.
النقطة هي ليست في حزب لديه عقيدة سياسية كبيرة، وليست في حزب لديه تفسير للماركسية الجديد، وليس في حزب لديه عقيدة دينية سواء كانت طائفية أو غير طائفية. النقطة الأساسية أن الحزب لديه قيادة مُتمسكة بأصولها وجذورها وحقوق شعبها، ومُتمسكة بالنغمة واللغة والأخلاق في التعامل، وهي ناجحة ومُصرة على النجاح، ولا تساوم على حقوق شعبها.
مثال الآلوسي
سياسي عراقي