شيرين خيرو، ناجية إيزيدية تبلغ من العمر 30 عاماً من الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش، تمكنت من تحدي كل الصعاب لتشق طريقها قدماً. في حزيران 2024، تخرجت بشهادة بكلوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في كوردستان (AUK) وحصلت على وسام شرف الصمود من مسرور بارزاني رئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان.
في يوم التخرج، كانت السعادة تغمرها وهي واقفة أمام مئات الأشخاص، بما فيهم أختها وشقيقها وأصدقائها. قالت لصحيفة «كوردستان بالعربي»: «شعرتُ بفخر شديد. أخيراً، تحقق حلمي وبمكافأة إضافية: شرف الصمود من رئيس الوزراء، وهو ما لم أكن أتوقعه».
كانت خيرو في سنتها الأخيرة في المدرسة الثانوية، تستعد للامتحانات النهائية، عندما هاجم تنظيم داعش قريتها، حردان، في قضاء سنجار شمال غرب الموصل. وبعد أن تم أسرها مع عائلتها، هربت بجرأة في شباط 2017 إلى دهوك.
حياتها اتخذت منعطفاً غير متوقع عندما تم قبولها في برنامج إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية في كوردستان. وكانت هذه الفرصة بمثابة بداية جديدة لها، حيث رحب بها أعضاء هيئة التدريس وزملاؤها الطلاب بحرارة، وقدموا لها الدعم والإلهام الذي كانت تحتاجه لمواصلة تعليمها.
قالت خيرو: «أثناء أسري، تعرضت للاحتقار واللعن والتعذيب. لكن في الجامعة الأمريكية في كوردستان، كان الجميع لطيفين معي. لقد جعلوني أشعر بالأمان».
منذ تخرجها، لم يتوقف هاتف شيرين عن الرنين، حيث يتصل الأقارب والأصدقاء لتهنئتها، ويسأل أعضاء آخرون من المجتمع الإيزيدي عن المنح الدراسية والدراسة في الجامعة الأمريكية في كوردستان.
علق خضر دوملي، أحد أصدقاء خيرو الذين حضروا حفل تخرجها، قائلاً: «إن خيرو تجسد حقاً المرونة. هناك ثلاثة أسباب تجعلها تستحق شرف المرونة.
أولاً، بعد هروبها من داعش، لم تسمح شيرين للصدمة بتعريفها وتحديد هويتها، ووجدت القوة لمواصلة تعليمها.
ثانياً، استخدمت بلا كلل كل علاقاتها لإنقاذ أختها وعائلتها الذين وقعوا أيضاً في قبضة داعش.
ثالثًا، رفعت شيرين صوتها بشجاعة وسافرت إلى مدن مثل بغداد للتحدث عن الجرائم التي ارتكبها داعش والدعوة لحقوق وحماية الإيزيديين».
وأضاف دوملي أن «كل جامعة في إقليم كوردستان والعراق لديها واجب دعم الناجيات الإيزيديات. لذا، أحث جميع المؤسسات، بما في ذلك الجامعات الخاصة، على منح المِنَح الدراسية لهؤلاء النساء. التعليم يمكّنهن من أن يصبحن رموزاً للمرونة للآخرين وبناء مستقبل أكثر إشراقًاً».