البارزاني في استقبال رفاقه... التاريخ يهزج في ميناء البصرة
البارزاني في استقبال رفاقه... التاريخ يهزج في ميناء البصرة
October 22, 2024

كتب الكاتب والصحفي الراحل حافظ القاضي في مذكراته «ذكريات» الجزء الأول، معلقاً على زيارة البارزاني للبصرة عام 1959 ما يلي:

(بعد طيران استغرق أكثر من ساعة زمن، هبطت الطائرة من بغداد أرض مطار البصرة. أحاط المستقبلون البصريّون الأوفياء بالطائرة إحاطة السوار بالمعصم وهم يرددون «بارزاني أهلاً بيك - شعب البصرة يحيك»، وبلغ الازدحام حداً تعذر على العاملين في مطار البصرة، فتح أبواب الطائرة كي يغادرها وفد أعضاء الاستقبال…).

ثم يستمر الكاتب والصحفي الراحل حافظ القاضي في الكتابة عن الأجواء التي رافقت استقبال البارزاني مع رفاقه والذين وفدوا إلى البصرة لاستقبال البارزانيين العائدين على متن الباخرة (گروزيا) القادمة من الاتحاد السوفييتي، فكتب قائلاً:

(كان الفلاحون والمزارعون وسكان القرى الواقعة على ضفتي «شط العرب» مصطفين حاملين المساحي، يقدمون الدبكات والهوسات والجوبيات العربية ويحيّون البارزاني والأخوة العربية - الكردية…).

لعل هذا الوصف المذهل الذي قل نظيره في تاريخ العراق المعاصر من الكاتب والصحفي حافظ القاضي، يظهر عمق المشاعر والتضامن مع كفاح الشعب الكوردي الذي قاده البارزاني الخالد لعدة عقود، ويظهر ارتباطاً بالكفاح المشترك الذي ناضل من أجله الشعب العراقي وقواه السياسية المختلفة.

إن برقية اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي المنشورة أدناه هي رسالة تاريخية من شواطئ شط العرب والبصرة الخالدة إلى سفوح كوردستان المهيبة، رسالة تحمل في طياتها كفاح شعب وتضامن لا حد له مع الكورد، وكفاحاً متواصلاً في سبيل الديمقراطية والحرية في العراق، وهي رسالة تؤكد أيضاً على كفاح الشعوب من أجل حريتها:

(إن اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، إذ تشيد بموقف الاتحاد السوفييتي المشرّف، ترحب أجمل ترحيب بالإخوة البارزانيين وتدعو الجماهير وكافة المنظمات إلى إبداء الحفاوة بالمناضلين الأشداء الذين ضحوا بأعز ما يملكون في سبيل شعبهم وأمتهم / مقطع من نص البرقية المنشورة أدناه).


كفاح الأمين

كاتب صحفي وباحث فوتوغرافي كوردي. ولد في بغداد عام 1954. تخرج من كلية الصحافة بجامعة موسكو. يهتم بالتوثيق والأرشفة.


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved