من يعرف الإيمان يعرف معنى الحب، ومن يعرف المعنى الحقيقي للحب ينشر الخير في كل مكان، ولعل هذا هو حال قس سويسري من أصل ألماني، فضل المغامرة والتحدي، حتى استقر به المقام في كنيسة تاريخية بقلب مدينة السليمانية في إقليم كوردستان، ليحولها إلى مركز إشعاع تنويري ومعرفي يخدم أبناء المنطقة على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم.
شاهد على جحيم داعش
إنه القس يانس، أو (جانز) بيتزولد Jens Petzold، الذي خدم 16 عاماً (1995 - 2010)، في سوريا بدير مار موسى الحبشي، المقام على ارتفاع 75 متراً فوق جبل «المدخن»، يبعد 20 كلم شرق بلدة «النبك» الواقعة في منتصف الطريق بين العاصمة دمشق ومدينة حمص، وكان شاهداً على جرائم تنظيم داعش الإرهابي، حتى أقنعه البطريرك لويس ساكو، مطران كركوك والسليمانية حينها، بالقدوم إلى مدينة السليمانية، عام 2011، حيث استقر في كنيسة مريم العذراء للكلدان، التي شيدت عام 1862، في حي صابونكران (الصابونجية) التاريخي، حيث يقطن المسلمون والمسيحيون واليهود جنباً إلى جنب، ويعد من بين أقدم أحياء السليمانية، قبل أن يهجره غالبية سكانه بمن فيهم المسيحيون، مثلما انتقل المركز الكنسي الرئيس في المدينة، إلى كنيسة مار يوسف، في حي «بختياري» الراقي وسط السليمانية.