في خطوة جديدة ومهمة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية وتطلعات الشراكة الاقتصادية المتنامية بين جمهورية مصر العربية وإقليم كوردستان العراق، شهدت مدينة أربيل، عاصمة الإقليم، لقاءً تجارياً رفيع المستوى جمع بين ممثلي الشركات المحلية والمصرية. هذا اللقاء، الذي عُقد يوم السبت الموافق 5 أكتوبر 2024، يمثل حلقة جديدة في سلسلة الجهود المبذولة لتعزيز أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين، ويفتح آفاقاً واعدة لمستقبل الشراكة الاستراتيجية بين مصر وإقليم كوردستان.
حضر اللقاء شخصيات بارزة من الجانبين، في مقدمتهم گیلان حاجي سعيد، رئيس غرفة تجارة وصناعة أربيل، وعمرو هزاع، مستشار وزير التجارة والاستثمار المصري، وفاروق محمود عامر، القنصل العام لجمهورية مصر العربية في أربيل. كما شارك في اللقاء أعضاء المجلس الإداري لغرفة تجارة وصناعة أربيل، وطاقم القسم التجاري في القنصلية المصرية، إضافة إلى عدد من أصحاب الشركات المحلية والمصرية. هذا التنوع في الحضور يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها الجانبان لتعزيز العلاقات الاقتصادية وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك.
استهل گیلان حاجي سعيد، رئيس غرفة تجارة وصناعة أربيل، اللقاء بكلمة ترحيبية أكد فيها على الدور المحوري الذي تلعبه الغرفة في دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين إقليم كوردستان ومصر. وفي تصريحات خاصة لمجلة «كوردستان بالعربي»، شدد حاجي سعيد على أهمية التواصل المستمر مع القنصلية المصرية في أربيل لتطوير العلاقات الاقتصادية، مؤكداً استعداد الغرفة الدائم لدعم وتسهيل عقد المزيد من الاجتماعات، سواء في أربيل أو في مصر.
وأبرز رئيس الغرفة مكانة إقليم كوردستان كبوابة اقتصادية حيوية للعراق بأكمله، مشيراً إلى الإمكانات الاقتصادية المتنوعة في الإقليم وتوفر فرص استثمارية واعدة، مدعومة ببيئة تشريعية محفزة للاستثمار. وقال حاجي سعيد: «إن وجودكم هنا اليوم دليل واضح يستحق الإشادة على تنظيم هذه الزيارة. ونحن، كما كنا دائماً، نتعهد بتوفير كل ما في وسعنا لدعم ومساعدة عقد المزيد من الاجتماعات هنا أو في مصر لتطوير علاقاتنا الاقتصادية بما يخدم الطرفين».
من جانبه، أكد عمرو هزاع، مستشار وزير التجارة والاستثمار المصري، في مقابلة حصرية مع مجلة «كوردستان بالعربي»، على الرغبة الصادقة لمصر في تعزيز العلاقات مع العراق عموماً وإقليم كوردستان خصوصاً. وأشار هزاع إلى الزيارات المتكررة للوفود التجارية المصرية إلى إقليم كوردستان، مما يعكس أهمية المنطقة بالنسبة لمصر. وشدد على استمرارية الجهود الحكومية والدبلوماسية المصرية لتطوير العلاقات الثنائية، مؤكداً التزام مصر بالمساهمة في إعمار إقليم كوردستان عبر مختلف القطاعات الاقتصادية.
وصرح هزاع قائلاً: «سنستمر كحكومة وقنصلية مصرية في أربيل في تطوير علاقاتنا ودعم إعمار إقليم كوردستان في مختلف القطاعات، وسنعمل على تقوية الروابط القائمة والسعي الدائم نحو تحقيق مزيد من التقدم والتطوير». هذه التصريحات تعكس عمق الرؤية المصرية للعلاقات مع إقليم كوردستان وتؤكد على وجود إرادة سياسية واقتصادية قوية لدفع هذه العلاقات نحو آفاق أرحب.
عقب الاجتماع، انطلقت سلسلة من اللقاءات الثنائية (B2B) بين الشركات المصرية والكوردية المشاركة. هذه اللقاءات مثلت فرصة ذهبية لتبادل الخبرات، واستكشاف فرص التعاون المشترك، وبناء شراكات تجارية واستثمارية مستدامة. وقد فتحت هذه اللقاءات الباب واسعاً أمام آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين مصر وإقليم كوردستان في مجالات متعددة، بما فيها قطاع الطاقة، والبنية التحتية، والزراعة والأمن الغذائي، والسياحة، والتعليم والتدريب.
إن هذا اللقاء التجاري يمثل خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر وإقليم كوردستان. فمع استمرار هذه الجهود، يبدو مستقبل العلاقات المصرية الكوردية واعداً ومبشراً بشراكة استراتيجية مستدامة، تعود بالنفع على الشعبين الصديقين وتساهم في تحقيق التنمية والازدهار في المنطقة بأسرها.
هذا التعاون يقدم نموذجاً يحتذى به في العلاقات الإقليمية، مؤكداً على أن التعاون والشراكة هما السبيل الأمثل لمواجهة التحديات وتحقيق التطلعات المشتركة. وبينما تستمر الجهود لترجمة هذه اللقاءات إلى مشاريع ملموسة وشراكات فعالة، يتطلع الجانبان إلى مستقبل مشرق من التعاون المثمر الذي سيعزز من مكانة مصر وإقليم كوردستان كقوتين اقتصاديتين رائدتين في المنطقة.
رياض الحمداني
صحفي عمل في العديد من المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية