أربيلي يترجم القرآن الكريم إلى لغة الإشارة
أربيلي يترجم القرآن الكريم إلى لغة الإشارة
November 23, 2024

في مبادرة رائدة تجمع بين الإبداع والإيمان، نجح المعلم عز الدين حامد من مدينة أربيل في إنجاز مشروع استثنائي يُعد الأول من نوعه على مستوى العالم الإسلامي. فقد تمكن هذا المعلم الطموح من ترجمة القرآن الكريم بأكمله إلى لغة الإشارة، مُفتتحاً بذلك باباً واسعاً أمام الصم لقراءة كتاب الله وفهم معانيه السامية.

عز الدين حامد، المولود عام 1978 في أربيل والحاصل على شهادة في الشريعة، لم يكتفِ بعمله كمدرس للتربية الدينية في إحدى المدارس الثانوية بالمدينة. فمنذ ثماني سنوات، دأب على ترجمة خطبة الجمعة للصم في مسجد أحمد درماناوي، مدفوعاً بحالة أربعة من أفراد عائلته الذين يعانون من الصمم.

يقول حامد: «شعرت أن الصم محرومون من قراءة القرآن. ربما كانوا يرغبون في قراءته مثل الآخرين، لكن لم تكن هناك طريقة لتسهيل ذلك لهم». هذا الشعور، إلى جانب ملاحظته لبعض المحاولات المحدودة لترجمة سور قصيرة بلغة الإشارة على يوتيوب، ألهمه لإطلاق مشروعه الطموح.

رغم صعوبة المهمة التي كان من المفترض أن تستغرق خمس سنوات، تمكن حامد من إنجازها في غضون عامين فقط، مكرساً كل وقته وجهده لهذا العمل النبيل. وقد أثمرت جهوده عن ترجمة كاملة للقرآن الكريم بلغة الإشارة، جُمعت في ثلاث مجلدات تضم الأجزاء الثلاثين للمصحف الشريف.

يؤكد حامد: «بحسب بحثي، تبين لي أنني أول شخص على مستوى العالم الإسلامي يترجم القرآن بأكمله إلى لغة الإشارة». هذا الإنجاز الفريد لم يمر دون أن يلفت الأنظار، إذ أشاد به اتحاد علماء كوردستان، مقترحاً إدراج اسم حامد في كتاب غينيس للأرقام القياسية.

الأهم من ذلك، حصل المشروع على مباركة دينية من خلال فتوى أصدرتها اللجنة العليا للفتوى في إقليم كوردستان، مما يتيح الآن للصم قراءة القرآن وختمه مثل أي شخص آخر.

ردود الفعل على هذا العمل الجليل كانت مؤثرة للغاية. يروي حامد: «بعض الصم بكوا من الفرح، وأرسل لي أحدهم رسالة يخبرني فيها أنه بعد وصول القرآن، يشعر بالنور يغمر بيته». هذا الاستقبال الحار دفع إلى زيادة الطلب على النسخ المترجمة، التي طُبع منها ألف نسخة في المرحلة الأولى بمساعدة الأصدقاء والزملاء.

طموح حامد لا يقف عند حدود مدينته أو حتى بلده. فهو يرى في مشروعه رسالة عالمية، قائلاً: «من المهم بالنسبة لي أن أرى في المستقبل أن أصماً أردنياً أو إماراتياً أو مصرياً أو من أي بلد إسلامي آخر يستفيد من مشروعي». ولتحقيق هذه الرؤية،


آريان تحسين

صحفي كوردي عمل في مجال الصحافة منذ عام 2006


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved