في عالم مليء بالتحولات والتحديات، ورغم التمييع والتشويه الذي طال العديد من الظواهر في مجتمعاتنا يبقى التكريم علامة رقي أخلاقية ومعرفية تُضيء دروب المبدعين وتُحافظ على نتاجاتهم من النسيان. أحمد إسماعيل الكاتب المسرحي الكوردي السوري البارز، هو واحد من هؤلاء المبدعين الذين لامست إبداعاتهم قلوب الجماهير ولاقت صدىً طيباً سواء من النقاد أو القراء والمتفرجين.
وفي حفل نظمه في مدينة إيسن بألمانيا الاتحادُ العام للكتاب والصحفيين الكورد - سوريا، تم تكريم هذا المبدع تقديراً لمساهماته الفريدة في الأدب والمسرح. ورغم التكريمات العديدة التي حصل عليها في مسيرته الإبداعية، عربياً وكوردياً، إلا أن هذا التكريم أدخل السرور إلى قلبه الذي تهدمت جدرانه بفعل خيبات سياسية وانكسارات أحلام كثيرة، حيث عبّر الكاتب في كلمته أثناء الحفل عن شكره للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكورد على هذه البادرة الجميلة وللحضور الذين غمروه بمحبتهم.
إسماعيل الذي تحدث عن تأثير الغربة على كتاباته، والعقبات التي تواجه المسرح الكوردي في المهجر، وتأثير أعمال المسرحي السوري الكبير سعد الله ونوس على جوانب مختلفة من تجربته الإبداعية ومسيرته الأدبية، نال جوائز عديدة ومثلت مسرحياته في أكثر من بلد.
وبعد لجوئه إلى ألمانيا في عام 2013، شهدت كتابات أحمد إسماعيل تغييرات جذرية. فتحول من الكتابة عن الثورة والحرية والتحدي والحب الى الغربة والخيبة والهجرة، لقد تبدل قاموسه الإبداعي منذ أن وصل إلى ألمانيا لاجئاً هارباً من جحيم الحرب في بلاده. ولم تكن هذه التغييرات عشوائية بل «نتاج الهزائم الوطنية والسياسية التي لحقت بمشاريعنا وأنتجت خيبات طالت الجميع» كما يقول.
المفاجأة الكبرى بالنسبة للكاتب أحمد إسماعيل، كما يقول لـ«كوردستان بالعربي»، «كانت ملاحظة عجزي عن كتابة نص مسرحي للأطفال منذ مغادرتي الوطن، رغم غزارة إنتاجي وتميزي في هذا المجال سابقاً».
لقد اشتهر في سوريا والبلاد العربية بغزارة الإنتاج وتميزه وتنوع موضوعاته، وما حصوله على أكثر من جائزة كان آخرها جائزة الهيئة العربية للمسرح، المرتبة الأولى في عام 2010 إلا دليل على مسرحياته المميزة.