احتضنت مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، اليوم 17 ديسمبر 2024، والذي يصادف يوم العلم الكوردي، حفل تكريم المفكّر العراقي الدكتور عبد الحسين شعبان، وذلك برعاية مجلة «كوردستان بالعربي»، و «دار سُعاد الصباح الكويتية للثقافة والابداع».

وحضر الحفل الذي حمل عنوان «يوم الوفاء»، مجموعة كبيرة من المثقفين والمفكرين والإعلاميين والسياسيين الكورد والعرب، الذين جاءوا من بلادنهم إلى مدينة أربيل للمشاركة في هذا الحفل التكريم. وليكونوا جزءاً من هذا الحدث الثقافي المميز.

مشاركة عربية

وافتتحت الحفل، الشاعرة والإعلامية اللبنانية لوركا سبيتي، التي رحّبت بالضيوف وألقت كلمة الدكتورة سُعاد الصباح، استعرضت خلالها تاريخ المفكّر عبد الحسين شعبان، ودوره الثقافي الفاعل في مختلف البلدان العربية منها الكويت ولبنان وسوريا وكوردستان.

وشارك في حفل التكريم، الأمين العام لمجموعة السلام العربي في الأردن المهندس سمير الحباشنة، والكاتب والروائي التونسي خالد شوكت، ووزيرة الخارجية السابقة لدولة السودان الدكتورة مريم الصادق مهدي، والوكيل الأول لوزارة الثقافة والسياحة والآثار في العراق الدكتور نوفل أبو رغيف، ورئيس المركز العربي لتطوير وحكم القانون والنزاهة اللبناني الدكتور وسيم خوري، والكاتب الصحفي الكويتي حامد الحمود العجلان، إضافة إلى رئيس مؤسسة كوردستان كرونيكل الأستاد بوتان تحسين، وعائلة كوردستان بالعربي.

فيلم وثائقي

وتم خلال الاحتفالية عرض فيلم وثائقي، يتضمن حواراً مع المفكر عبد الحسين شعبان، ويستعرض آراءه بالحرية والديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ويؤكد على أهمية التسامح والتعايش وقبول الآخر، والنضال من أجل الحياة الكريمة المشتركة بين جميع المكوّنات والأطياف والأعراق.

وألقى رئيس تحرير مجلة «كوردستان بالعربي» جان دوست كلمة، أثنى خلالها على جهود المفكر عبد الحسين شعبان في الدفاع عن القضية الكوردية، ودوره التنويري في عرض الجرائم التي تعرض لها الشعب الكوردي، والدعوة إلى التعايش السلم والتسامح بين جميع مكوّنات المنطقة.  مؤكداً أن مؤسسة كوردستان كرونيكل شاركت في تنظيم هذه الاحتفالية، تقديراً منها للمفكر عبد الحسين شعبان. 

دار سعاد الصباح

وقال منسّق دار سعاد الصباح، عبد الرؤوف سالم، لـ «كوردستان بالعربي»، إن دار سعاد الصباح، نظّمت هذه الاحتفالية، لتؤكد على «اهتمامها بالمفكرين العرب في الوطن العربي، وذلك ضمن مبادرة يوم الوفاء، التي أطلقتها الدار لتكريم المفكرين و الأدباء والشعراء أثناء حياتهم وليس بعد مماتهم كما هو مُعتاد».

وأوضح عبد الرؤوف أن دار سعاد الصباح، طبعت مؤخراً إصداراً للمفكر عبد الحسين شعبان، حمل عنوان «جواهر الجواهري» يتحدث عن الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري، وصدر أيضاً كتاب تم توزيعه في الاحتفالية يتحدث عن حياة المفكر عبد الحسين شعبان.

وأكد عبد الرؤوف أن تنظيم هذه الاحتفاليات ضروي جداً، خاصة في ظل الحاجة الماسة خلال هذه المرحلة لدور الثقافة والمثقفين، وأهم ما يمكن أن نقدمه هو «جمع المثقفين والشعراء والأدباء ليتبادوا الأفكار والآراء».

وعبّر عبد الرؤوف عن إعجابه بمدينة أربيل وحضارتها وطبيعتها، مؤكداً أن كوردستان بلد الثقافة والفن والطبيعة، والعراق بشكل عام مهما واجه حروب وصعاب، يبقى متكئاً على أبنائه الأقوياء.

حقوق الكورد

وفي حوار لــ «كوردستان بالعربي»، مع المفكر عبد الحسين شعبان، أكد على حقوق الشعب الكوردي، وحقه في تقرير مصيره، وهنأ جميع الكورد في جميع أنحاء العالم بيوم العلم الكوردي الذي يصادف 17 ديسمبر من كل عام.

وأكد شعبان أنه «من حق الشعب الكوردي أن يحصل على موقف واضح من المجتمع الدولي تجاه حقوقه المشروعة، التي نمت وتطورت خلال هذه السنوات، من الدعوة إلى مواطنة متساوية إلى الحكم الذاتي ثم الفيدرالية، وهي تطلع إلى المزيد من تأكيد هذه الحقوق، بقيام كيان كوردي مستقل يضمن حقوق الشعب الكوردي كاملة غير منقوصة».

وأوضح شعبان أن 17 دسيمبر يوم العلم الكوري، يشكل رمزية يُجمع عليها الكورد، لما قدموه من تضيحات من جهة، وتعبيراً عن حقهم في تقرير المصير، وهذا الحق ليس مكرمة من أحد، بل اعترف بواقع أليم عانى منه الشعب الكوردي لسنوات طويلة منذ تأسيس الدولة العراقية، إضافة إلى ما تعرض له الشعب الكوردي من اضطهاد من دول المنطقة، الأمر الذي يتطلب المزيد من الالتفاف حول العلم الكوردستاني.

رسائل محبة

ووصلت خلال الاحتفالية، الكثير من رسائل المحبة والتكريم للمفكر عبد الحسين شعبان، منها رسالة محبة من الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية علي ناصر محمد، ورسالة من الحقوقي الجزائري أبو الفضل البعجي، أيضاً رسالة محبة ووفاء من نقيب صجفيي كوردستان آزاد حمد أمين إلى المفكر عبد الحسين شعبان.

وتضمنت الاحتفالية أيضاً، ندوة فكرية جمعت بعض المفكرين والأدباء للنقاش حول مؤلّفات المفكّر العراقي عبد الحسين شعبان، حملت الندوة عنوان: «قراءة في فكر الدكتور عبد الحسين شعبان».

وعبد الحسين شعبان، مفكّر سياسي عراقي، ولد في مدينة النجف جنوبي العراق، تخرّج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في كلية الاقتصاد في جامعة بغداد، حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم القانونية، ناضل على مدى عقود من أجل حقوق الانسان، كما كتب أكثر من 60 مؤلفاً وكتاباً، إضافة إلى المقالات والأبحاث التي ينشرها بشكل دوري.