ضمن احتفالية تكريم المفكّر العراقي عبد الحسين شعبان، في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، وبرعاية مؤسسة «كوردستان كرونيكل» و «دار سُعاد الصباح الكويتية للثقافة والإبداع»، زار الوفد العربي الذي شارك في الاحتفالية منطقة بارزان (أحد النواحي التابعة لمنطقة ميرْگَسور على نهر الزاب الكبير).
زيارة ضريح ملا مصطفى البارزاني
وتضمن الوفد العربي، مجموعة من المفكرين والمبدعين والكتّاب العرب من الأردن ولبنان ومصر والسودان وسوريا والعراق والكويت، حيث ألقى المفكّر العراقي عبد الحسين شعبان كلمة وفاء أمام ضريح القائد الكوردي ملا مصطفى البارزاني.
فيلم وثائقي
وخلال الجولة، شاهد الوفد فيلماً وثائقياً يتحدث عن قصة نضال القائد الكوردي ملا مصطفى البارزاني، إضافة إلى زيارة المتحف الذي يحتوي على الشخصية وسلاحه ليكون ذكرى لتاريخ نضال الشعب الكوردي برمَّته.
حقوق الشعب الكوردي
وعبّر الزوار عن إعجابهم بطبيعة كوردستان وجبالها الشامخة، وقالت الصحفية اللبنانية سوزان أبو حسن، لـــ «كوردستان بالعربي»، إن هذه الزيارة لمنطقة بارزان أعطتنا معلومات جديدة عن نضال الشعب الكوردي، نحن منذ عقود ندعم القضية الكوردية، وقد حضرت سابقاً مؤتمراً عن معاناة الكورد الفيليين، وبعد هذه الزيارة زاد إيماننا بأحقية الكورد بتقرير مصيرهم.
السودان تدعم الكورد
ومن جهتها، قالت وزيرة خارجية السودان السابقة مريم الصادق المهدي لـ «كوردستان بالعربي»: أشعر بسعادة بالغة لأنني كنت جزءاً من هذه الزيارة، ليس فقط لأنني تعرّفت على قصة حياة شخص مهم كالمناضل مصطفى البارزاني، بل أيضاً «تعلّمنا معاني الإصرار من خلال الثورات التي خاضها بقوة الإرادة والصمود».
وأوضحت المهدي أن أكثر ما أعجبها هو «كيف كرّست عائلة البارزاني حياتها لخدمة قضية الشعب الكوردي، وثابرت على أداء هذه المهمة الصعبة شهيداً بعد شهيد، دون أن يتراجع أفرادها أو يتوقفوا، أو يستسلموا». إن هذه القصة مهمة جداً وملهمة لجميع الشعوب التي تناضل من أجل حقوقها.
وكشفت المهدي أنها أيضاً تنتمي لعائلة ثائرة في السودان، ناضلت ضد الاحتلال الإنكليزي، واستشهد الكثير منهم، وقالت: «قصة عائلة البارزاني ذكرتني بقصة عائلتي، نحن جميعاً شهداء من أجل تراب هذا الوطن». مضيفة: شعرت أن الله سخّر هذه الزيارة لي لتكون إشارة إلى أن النصر في السودان سيكون قريباً. وأقول قلم الظلم دائماً مكسور.
من لبنان هنا كوردستان
وفي السياق ذاته، قال محافظ بيروت السابق والمدير الحالي لدار النهار زياد شبيب لمجلة كوردستان إن هذه الزيارة أعطتنا الفرصة للتعرّف على قضية الشعب الكوردي من جهة، وأيضاً كنا جزءاً من هذه الطبيعة الخلابة بجبالها وأنهارها وألوانها.
وأوضح شبيب أن هذه الرحلة أعطتنا الفرصة أيضاً لزيارة ضريح القائد مصطفى البارزاني والمتحف الخاص به، استمعنا إلى شرح مفصل عن قصة حياة القائد البارزاني ومسيرة الشعب الكوردي نحو الحرية وتحصيل حقوقه التاريخية المشروعة.
وأضاف شبيب: للأسف دائماً خلال مسيرة الشعوب هنالك من يدفع ثمناً كبيراً، و «الشعب الكوردي عانى من الظلم والقهر والإبادة الجماعية، لكن هذه الأرض الصلبة أعطت القادة الكورد القدرة على الصبر والمقاومة، ولابد لهذه القضية أن تنتصر».
وأكد شبيب، أننا اليوم في زمن المفاهيم الجديدة التي لا مفر من الإقرار بها، ولا مجال إلا أن تكون حياة الشعوب على أساس هذه المفاهيم، وهي التسامح واللاعنف، إنها الطريق إلى قبول الآخر والمساواة على أساس المواطنة، ولابد أن تصاغ الدساتير على أساسها.
المغرب العربي
من جهته قال الكاتب والصحفي المغربي، عبد السلام بو طيب، إنها ليس المرة الأولى التي يزور فيها أربيل، لكن هذه الزيارة مختلفة، لأنها أتاحت الفرصة للتعرّف على القضية الكوردية عن قُرب، مضيفاً: «التقيت بالكثير من المناضلين الكورد في المغرب وفرنسا وأوروبا، ونحن ندعم القضية الكوردية منذ عقود، ونؤكد على حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره».
ومنطقة بارزان التابعة لمحافظة أربيل، منطقة جبلية خلابة تقع إلى الشمال الشرقي من أربيل. وهي مهد الثورات الكوردية التي انطلقت منذبدايات القرن الماضي وإليها ينتسب البارزانيون الذين حملوا لواء الثورة لعقود طويلة.