«العلاقة بين القوات الأمنية المركزية وقوات البيشمركة متطورة وتتسم بتعاون كبير أسهم في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في المناطق ذات الاهتمام الأمني المشترك، مع تنسيق فعال في حماية حدود العراق»، هكذا استهل اللواء تحسين الخفاجي، المتحدث باسم العمليات المشتركة والمسؤول عن خلية الإعلام الأمني، حديثه.
وفي حوار خاص أجرته معه مجلة «كوردستان بالعربي»، رفض الخفاجي تسمية المناطق التي لم يُحسم مرجعيتها الإدارية بـ«المتنازع عليها» بين الإقليم والحكومة الاتحادية، مفضلاً وصفها بـ«المناطق ذات الاهتمام الأمني المشترك». وأكد أن قوات البيشمركة أظهرت مع القوات الأمنية المركزية تعاوناً منقطع النظير في منع كافة أشكال الجريمة المنظمة والإرهاب والتهريب.
لواءان خاصان مشتركان
وأوضح الخفاجي أن للبيشمركة دوراً محورياً في محاربة الإرهاب واستعادة المدن التي احتلها تنظيم داعش، مشيراً إلى مشاركتهم الفعالة في مساندة الجيش العراقي بكافة صنوفه لاستعادة الأراضي، حيث قدم منهم شهداء في سبيل العراق.
وشدد على أن تشكيل اللواءين الأول والثاني الخاصين المشتركين بين القوات الأمنية العراقية والبيشمركة تحت قيادة وزارة الدفاع يُعد خير دليل على عمق التعاون لحماية البلاد وملاحقة فلول الإرهاب. ويتم ذلك بتنسيق عالٍ من الجانبين لضبط الحدود ومنع الجريمة المنظمة وترسيخ الاستقرار.
وأشار الخفاجي إلى نجاح تجربة التعاون مع قوات البيشمركة بتنسيق بين حكومة الإقليم وحكومة بغداد وفق الدستور، مؤكداً تميز هذه العلاقة التي أثبتت فعاليتها في مواجهة التحديات الأمنية على الأرض، حتى في المناطق ذات الاهتمام الأمني المشترك.
منظومة أمنية متكاملة
وأوضح الخفاجي أن العمليات المشتركة بين القوات العراقية وقوات البيشمركة «حققت نجاحات متتالية في ملاحقة الجريمة المنظمة، وتجار المخدرات، والمهربين، والإرهابيين، إضافة إلى تسليم المطلوبين إلى بغداد».
وشدد على استمرار العمليات المشتركة بين قوات المركز والبيشمركة، موضحاً أن من أبرز مجالات التعاون هي: «حماية الحدود مع تركيا لملاحقة المهربين والتنظيمات الإرهابية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية».
وأكد الخفاجي أن الاستراتيجية المخطط لها في قيادة العمليات المشتركة، بالتعاون والتنسيق مع قوات البيشمركة في كافة المجالات، قد أُنجزت منذ فترة وتستمر حتى الآن بكفاءة عالية.
وأضاف أن هناك تعاوناً كبيراً بين قوات مكافحة الإرهاب وجهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان، مما أسهم في «تحديد الخلايا النائمة وتقليص نطاق عملها بشكل كبير».
وأشار إلى أن العام الحالي شهد السيطرة على جميع المناطق التي تواجدت فيها الخلايا النائمة لتنظيم «داعش» الإرهابي، حيث تمكنت القوات الأمنية العراقية بجميع تشكيلاتها، وخصوصاً القوة الجوية، من قتل أكثر من 165 إرهابياً، غالبيتهم من القيادات، مع تدمير العديد من المضافات.
ولفت إلى الدور المحوري للجهد الاستخباري وأبراج المراقبة والكاميرات في عمليات السيطرة وتعقب عناصر داعش وتدمير خلاياه النائمة.
وأوضح أن الدعم المالي لتنظيم «داعش» أصبح محصوراً بعمليات الخطف والتسليب وتهديد المواطنين، مؤكداً أن هذه العمليات باتت مكشوفة للقوات الأمنية العراقية، مما جعل تمويل هذه التنظيمات يقترب من الصفر، ما يحول دون معاودة نشاطها تحت أي ظرف.
تنسيق استخباري عالٍ
وحول تأمين الحدود بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة، أوضح الخفاجي أن عملية ضبط الحدود وتحصين القطعات العسكرية ببناء الجدار ونصب الكاميرات، إضافة إلى زيادة عدد أفراد قوات الحدود، لم تكن استجابة للمتغيرات الأخيرة، بل بدأت بالتعاون مع قوات البيشمركة أثناء وبعد عمليات تحرير الأراضي التي استولت عليها التنظيمات الإرهابية. وأكد نجاح القوات الأمنية في تأمين حدود العراق، مع استمرار تعزيز التحصينات والتأمين، مدعومة بجهد استخباري عالي المستوى.
واختتم الخفاجي حديثه بالإشارة إلى أن أعداد العراقيين المتواجدين في مخيم «الهول» السوري قليلة، ويجري التنسيق مع وزارة الهجرة والمهجرين بشأن إعادتهم إلى العراق في الوقت المناسب.
هدى جاسم: صحفية عراقية