ألوان الربيع في صحراء السماوة
ألوان الربيع في صحراء السماوة

شهدت منطقة الشيخية في بادية السماوة، جنوب العراق، بتاريخ 22 كانون الأول 2024، مراسم فتح مقبرة جماعية تضم رفات ضحايا من المواطنين الكورد، بحضور عقيلة رئيس الجمهورية السيدة شاناز إبراهيم، وخبراء من رئاسة الجمهورية، ومدير دائرة المقابر في مؤسسة الشهداء، ونائب رئيس اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، وفريق من دائرة الطب العدلي في وزارة الصحة.

وقالت السيدة شاناز إبراهيم خلال المراسم: «نجتمع اليوم على هذه الأرض التي حملت آلام ومآسي أعزائنا من النساء والأطفال والشيوخ والشباب، الذين استشهدوا على يد النظام البائد»، مؤكدة أن العمل مستمر على ملف المقابر الجماعية وإعادة جثامين الشهداء المغدورين رغم صعوبة المهمة.

وأوضح محافظ المثنى، مهند العتابي، أن المقبرة تحتوي على رفات نساء وأطفال من المواطنين الكورد الذين تعرضوا لعمليات الأنفال، مضيفاً: «ما تم العثور عليه يوضح مدى وحشية النظام البعثي البائد الذي أقدم على دفن النساء والأطفال والشباب والشيوخ في مقابر جماعية وهم أحياء».

من جانبه، كشف مدير دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء، ضياء كريم، أن الفرق المختصة عملت لمدة ثمانية أيام ومازال عملها متواصلاً في فتح المقبرة واستخراج رفات الضحايا، مشيراً إلى أن هذه المقبرة تحمل الرقم 16 من مجموع 23 مقبرة تضمها بادية السماوة.

 ولفت كريم إلى أنها «تحتوي على رفات العشرات من مختلف الأعمار، جميعهم كانوا يرتدون الزي الكوردي».

وتقع المقبرة في منطقة تل الشيخ ضمن قضاء السلمان، على بعد 130 كيلومتراً من مدينة السماوة، وقد تم الكشف عنها عبر صور الأقمار الصناعية في شهر أيار الماضي. وتضم المقبرة، إلى جانب الهياكل العظمية والجماجم، بقايا ملابس النساء والأطفال، وأحذية وقلادات ومستلزمات منزلية لا تزال محفوظة.

وفي السياق ذاته، أصدر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بياناً قال فيه: «رغم مضي السنوات على زوال طغمة البعث والطغيان عن صدر العراقيين، إلا أن دلائل الجرائم الآثمة للنظام المباد مازالت تتكشف يوماً بعد آخر».

وأضاف السوداني أن «اكتشاف مقبرة جماعية جديدة، تضمّ بقايا طاهرة لجثث أبرياء من المدنيين الأطفال والنساء من أبناء شعبنا الكوردي، في بادية السماوة، يعيد إلى الأذهان مسيرة الدّم والنضال والمعاناة والتغييب، التي رزح فيها شعبنا تحت وحشية النظام العنصري».

واختتم بالقول: «المجد والرفعة والرحمة لشهداء العراق، شهداء المظلومية، وضحايا وحشية الدكتاتورية البغيضة».

وسيتم نقل رفات الضحايا إلى دائرة الطب العدلي في بغداد لمطابقتها مع عينات الدم التي تم أخذها من ذوي المفقودين وإجراء فحص التعرف على هويات الضحايا عبر فحص الحمض النووي (DNA).

جدير بالذكر أن النظام السابق في العراق أقدم على إعدام نحو 180 ألف كوردي خلال عمليات «الأنفال» التي نفذها بين عامي 1987 و1988، فيما تشير التقديرات الحكومية إلى أن عدد المفقودين خلال الفترة بين 1980 و1990 نتيجة للقمع الذي مارسه النظام، بلغ حوالي 1.3 مليون شخص.​​​​​​​​​​​​​​​​





X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved