أكدت هيئة رسمية أن عدد سكان إقليم كردستان بلغ أكثر من 6 ملايين و370 ألف نسمة، ما يشكل 14% من إجمالي سكان العراق. وأشارت الهيئة المعنية بالإحصاء إلى أن عدد الأسر في الإقليم بلغ مليون و370 ألف أسرة، مشيرة إلى أن نسبة الأشخاص في سن العمل، والذين يمثلون 63% من إجمالي السكان، تعد مؤشراً إيجابياً على النمو السكاني.
أول تعداد منذ نحو 4 عقود
أجرى العراق آخر تعداد سكاني شامل في عام 1987، أي قبل 37 عاماً. ومنذ ذلك الحين، تعتمد المؤسسات الرسمية الاتحادية على تقديرات استناداً إلى بيانات من وزارات التخطيط والصحة والتجارة. ويُعتبر التعداد الذي أُجري في تشرين الثاني الماضي هو العاشر منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921، وكان الأول منذ التغيير الذي شهده العراق في 2003.
وبعد تأجيلات عدة، نظمت الحكومة الاتحادية بالتعاون مع حكومة إقليم كوردستان أول تعداد سكاني شامل بعد النظام السابق. وقال مسؤول قسم إحصاءات السكان في هيئة الإحصاء بإقليم كوردستان، گوهدار محمد، في حديث مع «كوردستان بالعربي»، إن "النتائج الأولية للتعداد الذي جرى الشهر الماضي أظهرت أن عدد سكان إقليم كوردستان بلغ 6 ملايين و370 ألف و668 نسمة".
وأشار محمد إلى «تسجيل مليون و379 ألف و163 أسرة. أما متوسط حجم الأسرة فكان 4.6 أشخاص، فيما بلغت نسبة النمو السكاني 2.8»، مضيفاً أن «عدد الذكور بلغ 3 ملايين و200 ألف و506 أشخاص، بنسبة 50.24%». منوّهاً إلى أن «عدد الإناث بلغ 3 ملايين و170 ألف و162 شخصاً، بنسبة 49.76%»، وأورد، أن «نسبة سكان الحضر بلغت 84% أما نسبة القرى فكانت 16%».
ويواصل مسؤول قسم إحصاءات السكان حديثه ويقول إن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.86%، أما الأسر التي يتولاها الرجال فقد بلغت 88.14%». وذكر أن «النتائج أظهرت أن الوحدات السكنية في إقليم كوردستان تبلغ مليونين و28 ألف و37 وحدة».
آلاف الكوردستانيين عادوا إلى ديارهم
ويسترسل محمد في قوله مبيناً أن «انخفاض نسبة سكان إقليم كردستان مقارنة بالتوقعات، يعود إلى احتساب السكان في المناطق التي تقع تحت سيطرة إقليم كوردستان فقط». وأضاف أن «هذه المناطق تشمل مركز قضاء الشيخان وناحية فايدة في قضاء سيميل بمحافظة دهوك وقضاء مخمور في أربيل و ناحيتي كوكس ونوجول في محافظة السليمانية مع العديد من القرى التابعة لقضاء جمجمال ضمن محافظات إقليم كوردستان».
وتحدث مسؤول قسم إحصاءات السكان عن «رجوع أعداد كبيرة من سكنة إقليم كوردستان إلى مناطقهم الأصلية المشمولة بالمادة 140 من الدستور، لأنهم من سكنة محافظات كركوك وصلاح الدين وقضاء مخمور وأقضية ومناطق أخرى».
وكانت هيئة إحصاء إقليم كوردستان تتوقع قبل إجراء التعداد أن يبلغ عدد سكان الإقليم 6 ملايين و690 ألف شخص من دون النازحين واللاجئين.
ويشير آخر التقارير لحكومة إقليم كوردستان إلى وجود 962 ألف نازح ولاجئ، حيث بلغ عدد النازحين 680 ألف شخص. أما عدد اللاجئون فقد وصل إلى 282 ألف لاجئ، أغلبهم من الجنسية السورية بواقع 263 ألف لاجئ.
زيادة في الموازنة ومقاعد مجلس النواب
وبحسب النتائج الأولية للتعداد فإن نسبة إقليم كردستان تبلغ 14% من عدد نفوس العراق. وهذه النتيجة فندت مزاعم الحكومة الاتحادية التي وضعت في الموازنة نسبة 12.6% على أساس نسبة السكان، وقد تم إدراج هذه النسبة في قانون الموازنة الاتحادية للسنوات المالية 2023 و2024 و2025.
ويقول محمد إن «الموازنة يتم احتسابها على أساس نسب وأرقام وزارتي التخطيط والتجارة الاتحاديتين»، مضيفاً أن «النسبة سوف تتغير في الموازنات المقبلة، وستبلغ 14% على أساس النتائج التي أفرزها التعداد السكاني العام، وهذا الأمر سوف يسري أيضاً على عدد المقاعد في مجلس النواب الاتحادي».
ويؤكد مسؤول قسم إحصاءات السكان أن «النسبة من الموازنة ستكون أكثر من 14%، إذا تم إضافة مناطق شيخان ومخمور والنواحي منها الفايدة وزيلكان وكوكس ونوجول وسيميل».
و بشأن نمو السكان في إقليم كوردستان مقارنة، بالمحافظات العراقية، يدعو محمد إلى «وضع خطط وبرامج لتشجيع الشباب على الزواج والإنجاب». ويرى أن «للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والانفتاح على العالم أثراً في تغيير نظرة الشباب والمتزوجين نحو الإنجاب، حتى أصبح الكثير من العوائل تكتفي بعدد قليل من الأولاد. وهذا ما أدى إلى تقلص عدد أفراد العائلة الواحدة».
معدلات عالية في نسب الشباب
وأوضح محمد أن «التعداد السكاني يوفّر قاعدة بيانات مفصّلة تساعد الدولة على بناء الأسس الصحيحة بالاعتماد عليها». وقال أن «بيانات التعداد تعدّ ركيزة مهمة لمعرفة الخدمات وتوفيرها ومعرفة مكامن الخلل والاحتياجات عدا أهميته من النواحي الصحية والاقتصادية ومعرفة تفاصيل السكان في المجتمع وحدود الدولة».
وزاد محمد أن «التعداد السكاني أصبح يشكّل جملة من المعلومات اللازمة لبناء المستقبل بنحو علمي، وبالاعتماد على الأرقام».
وبحسب النتائج الأولية للتعداد السكاني، فقد سجّل إقليم كوردستان نسبة عالية من الشباب القادرين على العمل. فقد ذكرت النتائج، أن نسبة هذه الفئة وصلت إلى 63.7%، حيث يؤكد علم الإحصاء أن مرحلة النافذة الديموغرافية أو الهبة الديموغرافية تتطلب وصول نسبة الشباب إلى 60% من مجموع السكان على أقل تقدير.
وبهذا الخصوص أفاد مسؤول قسم إحصاءات السكان بأن «نسبة الإقليم من الشباب، تفوق على باقي مناطق العراق، وهي قد وصلت إلى النافذة التي يتطلبها علم الإحصاء منذ عام 2021».
ويؤكد أن «ذلك يتيح للحكومة وضع خطط مستقبلية للاستفادة من الطاقات الشبابية وتوظيفها بنحو أفضل وتحويلها إلى طاقات إنتاجية».
وسبق أن ذكر رئيس مجلس الوزراء الاتحادي محمد شياع السوداني أن نتائج التعداد السكاني الأولية أظهرت أن عدد سكان العراق يبلغ 45,407,895 نسمة من بينهم الأجانب واللاجئين.
ووفق النتائج الأولية للتعداد، فقد بلغت نسبة الإناث 49.8%، فيما وصلت نسبة الذكور إلى 50.1% من السكان.
أما نسبة السكان في (سن العمل) الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 64 سنة لعموم العراق، فقد وصلت إلى 60.2%.
وبحسب النتائج، فإن «حجم الأسرة في العراق بلغ 5.3 فرداً، أما معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3%».
إيمان أسعد: صحفية وناشطة كوردية شاركت في العديد من النشاطات والمؤتمرات المحلية والدولية لمناصرة المرأة