في يوم استثنائي من شهر كانون الثاني 2025، شهدت العاصمة الأردنية عمّان محطة دبلوماسية وفكرية متميزة،جسدها لقاء صاحب السمو الأمير الحسن بن طلال، مؤسس وراعي ورئيس منتدى الفكر العربي، مع وفد مؤسسة «كوردستان كرونيكل»، في حدث يعكس عمق الرؤية الاستراتيجية للتواصل والتكامل الإقليمي.
أكد سمو الأمير الحسن بن طلال بثقة راسخة أن إقليم كوردستان يمتلك المقومات الجوهرية ليكون عنصراً محورياً فيترسيخ الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة، مشدداً على أهمية المكونات الرئيسية في الشرق الأوسط المتمثلةبالكورد والعرب والترك والفرس.
استُهلت الزيارة بحفل عشاء رسمي أقامه وزير الداخلية الأردني السابق سمير حباشنة، الأمين العام لمجموعة السلام العربي، بحضور نخبة من الشخصيات الوطنية البارزة، من بينهم رئيس الوزراء الأردني السابق الدكتور طاهر المصري، وعدد من الوزراء والمثقفين الذين أبدوا دعماً واضحاً وصريحاً لكوردستان.
وفي محطة لافتة، زار الوفد جمعية صلاح الدين الأيوبي - وهي أقدم منبر جامع للكورد في الأردن منذ سبعينيات القرن الماضي - حيث أوضح رئيس الوفد بوتان تحسين أن أعضاء الهيئة الإدارية للجمعية يجمعون بين الولاء التام للمملكة والاعتزاز العميق بهويتهم الكوردية.
نظمت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة ندوة علمية متخصصة حضرها أكثر من مئة شخصية، تمحورت حول مناقشة العلاقات الدبلوماسية في إقليم كوردستان، مما عكس اهتماماً واسعاً بالتجربة الكوردية.
وخلال اللقاءات، شدد سمو الأمير الحسن على أن اكتمال المشهد الإقليمي يتطلب مشاركة فاعلة من جميع المكونات،مستشهداً بالتاريخ الذي يؤكد أن تعاون هذه المكونات أدى دوماً إلى تحولات إيجابية كبرى في المنطقة.
اختتمت الزيارة بمشاركة مميزة في افتتاح مركز حوارات الشرق الأوسط في جامعة الشرق الأوسط الأردنية،بحضور أكثر من ألف شخصية، وكان من اللافت أن رئيس الجامعة استهل الحفل بتحية الحاضرين باللغة الكوردية،إشارة رمزية عميقة للتواصل والاحترام.
وفي تصريح ختامي، أكد بوتان تحسين أن الأردن يُعد أقرب حليف للكورد، داعياً إلى تعزيز التواصل الثقافي لتعريفالشعب الأردني والشعوب العربية بواقع إقليم كوردستان وتطوراته، مع التركيز على توظيف المنصات الثقافية فيالأردن والدول العربية المؤثرة لتحقيق هذا الهدف النبيل.