أفاد مدير إعلام وزارة الدفاع العراقية، بأن سلاح الجو في العراق سيشهد تطوراً ملحوظاً. ولفت الأنظار إلى أن عدداً كبيراً من الطائرات العسكرية المتطورة سيصل إلى البلاد خلال العام الحالي. وأشار من جهة أخرى إلى أن التنسيق مع قوات البيشمرگة أسهم في تراجع خطر تنظيم داعش الإرهابي.
وقبل أيام احتفلت الحكومة الاتحادية بالذكرى الـ101 لتأسيس الجيش الاتحادي وسط استمرار التحديات الأمنية والمخاوف من هجمات يشنها تنظيم داعش الإرهابي بالتزامن مع المتغيرات التي حصلت مؤخراً في الجانب السوري.
أجرى فريق «كوردستان بالعربي» مقابلة مع اللواء يحيى رسول، مدير وزارة الدفاع العراقية، حيث تحدث عن تهديد تنظيم داعش الإرهابي، وأهمية الضربات الاستباقية للقضاء على بقاياه، إلى جانب التنسيق القائم بين قوات البيشمرگة والقوات العراقية لتحقيق الأمن المشترك. مضيفاً إن «تنظيم داعش الإرهابي فقد قوته السابقة ولم يعد قادراً على شن الهجمات، ولم يتبق منه سوى بعض الفلول ممن أنهكتهم الضربات الجوية لقواتنا».
أكد اللواء يحيى رسول أن تنظيم داعش يعيش حالياً في أضعف مراحله، موضحاً أن «عناصر التنظيم مشتتون في المناطق الصحراوية، والوديان، وبين سلاسل الجبال، ويتعرضون لضربات موجعة بشكل مستمر». كما شدد على «الدور المحوري الذي يلعبه الجهد الاستخباري في تعقب فلول الإرهاب والقضاء عليهم».
ويواصل اللواء رسول قائلاً إن «القوات الاتحادية أصبحت تمتلك القدرة على المبادأة بالهجمات واختيار الوقت المناسب لشن الضربات ضد أوكار الإرهاب».
علماً أن القوات الاتحادية تعلن بين الحين والآخر عن مقتل إرهابيين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي يوجدون في مناطق معقدة جغرافياً توصف بأنها رخوة، والعديد من هؤلاء يتم القضاء عليهم بضربات جوية بناء على معلومات استخبارية دقيقة.
وأكد رسول أن «التنسيق بين القوات الاتحادية وقوات البيشمرگة أدى دوراً كبيراً في القضاء على تنظيم داعش»، مبيناً أن «العلاقة بين الطرفين قوية للغاية وهناك تطور مستمر على جميع الأصعدة».
ويواصل القول إن «هذه العلاقة انعكست على قضايا مهمة منها تبادل المعلومات الاستخبارية وتسليم المطلوبين وملاحقة عصابات الجريمة المنظمة لا سيما المتهمين بقضايا المخدرات».
وأشاد رسول بـ«دور قوات البيشمرگة في حماية الأمن الداخلي، وجهدها الواضح للجميع على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وعصابات المتاجرة بالمخدرات».
وكانت وزارة الدفاع الاتحادية قد أبرمت اتفاقاً مع وزارة البيشمرگة تضمن أربعة بنود، الأول: فتح مراكز التنسيق المشترك، والثاني: مسك الثغرات الأمنية بين الجيش والبيشمرگة، والثالث: وضع نقاط تفتيش مشتركة بين الجانبين، والرابع: عمليات توسعية في المحاور لتمشيط القواطع ومطاردة بؤر وأوكار «داعش» إلى جانب تبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية لمكافحة الإرهاب.
وسبق للعراق أن تعاقد مع عدد من البلدان للمضي في شراء الطائرات الحربية والأنظمة الدفاعية وتسليح الجيش العراقي.
وتخصص الحكومة في موازنة كل عام الجزء الأكبر من التخصيصات لملفي الأمن والدفاع، حيث تتم التعاقدات باستمرار لشراء معدات عسكرية برية وجوية وبحرية.
ويقول رسول إن «دفعات جديدة من الطائرات الحربية وأنظمة الدفاع الجوي قد وصلت إلى العراق بموجب تلك التعاقدات». وتابع أن «وزير الدفاع الاتحادي ثابت العباسي أشار في أكثر من مناسبة إلى أن العراق يمتلك لجاناً فنية تفاوضت مع دول متقدمة في مجال التسليح والأنظمة التكنولوجية المرتبطة بالمجالات العسكرية، ومنها أنظمة الدفاع الجوي، على أساس أن هدفنا هو تعزيز حماية الأجواء العراقية».
وذكر رسول أن «أبرز تلك التعاقدات هي التي تم إبرامها مع كوريا الجنوبية في مجال منظومة الدفاع الجوي، حيث ستصل هذه المنظومات تباعاً إلى العراق خلال العام الحالي».
وفيما يخص سلاح الجو، قال إن «العراق حصل على طائرات حربية من طراز bell 50 الأمريكية بناءً على تعاقدات سابقة مع الولايات المتحدة».
وأورد رسول أن «وزارة الدفاع الاتحادية تعاقدت خلال شهر تشرين الثاني الماضي مع شركة (إيرباص هليكوبتر) لشراء أسطول يضم 14 طائرة مروحية عسكرية».
ويسترسل قائلاً إن «هذا الأسطول يضم 12 طائرة طراز (كاراكال)، وطائرتين إضافيتين من نوع مختلف، ومن المقرر وصولها جميعاً خلال السنة الحالية».
وشدد رسول على أن «التعاقدات العراقية شملت أيضاً طائرات مهمة وحديثة ستدخل في الخدمة ضمن طيران الجيش قريباً».
ويعمل العراق عن طريق عقد صفقات لتسليح الجيش إلى تطوير المؤسسة العسكرية، بحسب رسول الذي أشار إلى «اهتمام واسع من قبل وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الاتحادي لتطوير المؤسسة العسكرية العراقية وبناء قدراتها بما يضمن دخول أسلحة ومنظومات جديدة».
يذكر أن القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني كلف في يوم الخميس الموافق للتاسع من كانون الثاني 2025 مدير دائرة العلاقات والإعلام السابق بوزارة الداخلية اللواء سعد معن بمنصب رئيس خلية الإعلام الأمني، وتم تسمية صباح النعمان ناطقاً رسمياً باسم القائد العام للقوات المسلحة بدلاً عن اللواء يحيى رسول.
هيمن بابان رحيم: صحفي كوردي عمل في العديد من المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية