بدأ معمل معجون الطماطم في منطقة حرير (ناحية تابعة لقضاء شقلاوة في أربيل) عمله في عام 2021، استجابةً لنداءات المزارعين الكورد في إقليم كوردستان، الذين عانوا لسنوات من صعوبة تسويق محصول الطماطم في بساتينهم.
هذه المشكلة سبّبت خسائر مادية كثيرة للمزارعين، ليجدوا أنفسهم في مواجهة فائض من الإنتاج عاجزين عن تسويقه، لذا وبإيعاز من رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، تم افتتاح معمل حرير ليحل جزءاً من معاناتهم، عبر تحويل الطماطم إلى منتج قيّم يمكن تسويقه بسهولة، مما يعود بالفائدة على المزارعين والاقتصاد المحلي بشكل عام.
مراحل العمل
يقول مدير معمل حرير لإنتاج معجون الطماطم، شوان حميد لمجلة «كوردستان بالعربي»: يمر عملنا بثلاث مراحل؛ أولاً نشتري الطماطم من المزارعين، ثم يقوم موظفو المختبر بإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من سلامتها، بعدها تبدأ مرحلة التصنيع.
يقدم معمل حرير، منتجاً محلياً مطابقاً للمواصفات العالمية، ولشروط وزارة الصحة في إقليم كوردستان، يقول حميد: «نفتخر بمنتجنا، لأنه يتم تصنيعه بجهود محليّة، ويلبي حاجة الناس والمزارعين معاً».
فرص للعمل والتصدير
معمل حرير للطماطم يوفّر العديد من فرص العمل. ويقول حميد بهذا الصدد: «بعد الانطلاق كان هدفنا تهيئة فرص العمل لأهالي المنطقة. وفعلاً تم توظيف أكثر من 60 شخصاً من خريجي الجامعات والمعاهد والعمّال. أما الطاقة الإنتاجية، فإنها تصل يوميا إلى 25 طن معجون لـ 8 ساعات عمل و75 طناً ليوم عمل كامل».
وعن خطوط التصدير، يشرح مدير معمل: «نصدّر منتجاتنا إلى مجموعة دول منها الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، ودول أوروبية، والمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية، كما نسعى لتوسيع عملنا وإيصال منتجنا إلى المزيد من الأسواق العالمية». وأضاف حميد: «نعمل على إضافة خطوط إنتاجية جديدة، وندرس إنتاج سلة غذائية كاملة تلبي طلبات البيت العراقي».
فحص العيّنات
وتقول أخصائية التحليلات المخبرية، سميّة حسين، لمجلة «كوردستان بالعربي»، إنه في جميع مراحل العمل، يتم سحب عيّنات وفحصها للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستخدام البشري، نجري جميع الفحوصات المخبرية داخل مخبرنا في المعمل، بعد الحصول على النتائج نعطي تعليماتنا ببدء الإنتاج.
وتؤكد حسين أن منتجات معمل حرير، خالية من المواد الحافظة، أي أن «معجون الطماطم الذي ننتجه هو عبارة عن طماطم وملح وماء فقط، وتمر عملية الإنتاج بـ3 مراحل؛ مرحلة التعقيم الحار ثم التعقيم الحار جداً ثم المرحلة الباردة، كلها تتم عن طريق البخار. لذلك لا نحتاج إلى إضافة مواد حافظة.
وتعاني منتجات معمل حرير، من مشكلات متعلقة بالتسويق، منها «أننا واجهتنا في بداية عملنا مشكلات متعلقة بتفضيل الناس للمنتج الأجنبي على المنتج المحلي. ونرى أن هذه المشكلة طبيعية، لأن هناك اعتقاداً لدى الناس بأن المنتج الأجنبي أفضل من نظيرها المحلي، لكن مع استمرار عملنا أصبح منتجنا مطلوباً في الأسواق المحلية، كما نحظى بسمعة طيّبة في الأسواق الدولية أيضاً.
سهى كامل: صحفية سورية مقيمة في أربيل عاصمة إقليم كوردستان