في أجواءٍ وطنيةٍ مفعمةٍ بالوفاء لتضحيات الشهداء، أَحيَى قادة إقليم كوردستان الذكرى الـ34 لانتفاضة آذار 1991 المجيدة، التي تُعدُّ منعطفاً تاريخياً في مسيرة النضال الكوردستاني من أجل الحرية والعدالة. وفي بيانات منفصلة، سلّط الرئيس مسعود بارزاني، ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ورئيس الحكومة مسرور بارزاني، الضوء على إنجازات الانتفاضة ودروسها، مع تأكيدهم على ضرورة الحفاظ على المكاسب ومواصلة النضال السلمي لضمان مستقبل الإقليم.
الرئيس بارزاني: «نؤكد على السلام والاخوة والتعايش المشترك»
في كلمةٍ مُفعمةٍ بالرمزية التاريخية، أشاد الرئيس مسعود بارزاني بانتفاضة آذار كواحدة من «أسمى المكتسبات» التي حققها الشعب الكوردستاني، مُرحِّباً بعائلات الشهداء والبيشمركة وجميع أبناء الإقليم. وأكّد أن الانتفاضة – التي اندلعت بإرادة الشعب وشجاعة مقاتلي البيشمركة ووحدة القوى التحررية – أثبتت أن «مصير الاحتلال والطغيان إلى زوال»، مهما بلغت قوتهما.
ووصف بارزاني الانتفاضة بأنها «رسالة واضحة» مفادها أن الشعب الكوردستاني، رغم القمع والترهيب، ظلَّ حياً يُناضل من أجل الحرية والكرامة. كما دعا إلى التمسك بقيم «السلام والأخوّة والتعايش» التي جسّدتها الانتفاضة، مُقدِّماً تحيةً لشهداء النضال التحرري الذين "روّوا بدمائهم درب العزة».
نيجيرفان بارزاني: «المكاسب الدستورية ثمرة الانتفاضة.. والوحدة ضمانة المستقبل»
من جهته، اعتبر رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني انتفاضة آذار «محطةً مصيرية» عبّرت عن الإرادة الفولاذية للشعب الكوردستاني في مواجهة الدكتاتورية، مشيراً إلى أنها مهّدت لـ«عهد جديد» قائم على الحرية والكرامة. وأوضح أن المكاسب الدستورية والفدرالية التي يحظى بها الإقليم اليوم هي نتاجٌ مباشرٌ لتضحيات تلك المرحلة.
وحذّر الرئيس من أن حماية هذه المكاسب تتطلب «وحدة الصف والتفاهم بين جميع المكونات»، خاصةً في ظل التحديات الداخلية والخارجية الراهنة، داعياً إلى «استلهام دروس الماضي» وترسيخ الديمقراطية وقبول الآخر. كما أعلن عن استمرار النضال السلمي والدبلوماسي لضمان حقوق الأجيال القادمة.
رئيس الحكومة مسرور بارزاني: «لن نتنازل قيد أنملة عن حقوقنا المشروعة»
بدوره، أكّد مسرور بارزاني، رئيس حكومة الإقليم، أن انتفاضة آذار كانت "منعطفاً مفصلياً" تَوّجَ بتحرير كوردستان من الظلم، وتمهيد الطريق لتأسيس أول حكومة وبرلمان منتخبين. وأشار إلى أن المسؤولية اليوم تتضاعف لحماية الكيان الدستوري ومؤسسات الإقليم الشرعية، قائلاً: "لن نتنازل عن حقوقنا تحت أي تهديد".
وشدّد على أن التضحيات التي قدّمها الشهداء والبيشمركة "لا تقبل المساومة"، مُحذِّراً من أي محاولات لاستهداف مكتسبات الإقليم، التي تُعدُّ أساساً لتطلعات الشعب نحو التقدم.
رسائل مشتركة.. وعهدٌ بتكريس الإرث
جمعت بيانات القادة الثلاثة على تأبين شهداء الانتفاضة، والتركيز على ضرورة تعزيز الوحدة الداخلية كضامنٍ وحيدٍ لمواجهة التحديات. كما حملت الرسائل توجيهاً للأجيال الجديدة بالبناء على إرث الانتفاضة، مع الحفاظ على الهوية التعددية لكوردستان، والسعي نحو تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية عبر الوسائل السلمية.
في ذكرى انتفاضة آذار، يُجسّد قادة الإقليم إجماعاً وطنياً على أن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وأن المستقبل – رغم تعقيداته – يحمل وعوداً بتحقيق تطلعات شعبٍ رفض أن يُدفن تحت أنقاض التاريخ.