إسماعيل بك رواندزي ... تمنى أن تصبح كوردستان مثل سويسرا
إسماعيل بك رواندزي ... تمنى أن تصبح كوردستان مثل سويسرا

يحفل تاريخ رواندز بالشخصيات السياسية والثقافية والفنية، وإسماعيل بك رواندزي هو أحد أولئك الذين لعبوا دوراً كبيراً في الحركة الثقافية والسياسية في كوردستان والعراق.

ولد إسماعيل بك عام 1895 في رواندز، وهو ابن سعيد بك ابن عبد الله باشا. وعندما كان صغيراً، قُتل والده، وقامت والدته لعلي خان ابنة بكر بك، التي كانت من عائلات المنطقة المعروفة، بتربيته واهتمت بتعليمه.

إلى جانب اللغة الكوردية، كان يتقن اللغات الإنجليزية والتركية والعربية والفارسية والفرنسية. في عام 1919، عينه الإنجليز حاكماً على رواندز.

كان هذا الشخص البارز من رواندز أول كوردي يصبح عضواً في الدورتين الأوليين للبرلمان العراقي، وفي ذلك الوقت، في بداية القرن العشرين، طالب بإنشاء دولة كوردستان.

كان إسماعيل بك أول من أدخل السيارة إلى رواندز، وكان مثقفاً ومحباً للكتب والمعرفة. كان لديه مكتبة كبيرة في ديوانه وحضر أول مسرحية في رواندز باسم «مسرحية نيرون».

يشير ياسين إبراهيم، الكاتب والباحث التاريخي من رواندز، في إحدى دراساته إلى براعة وكفاءة إسماعيل بك رواندزي، ويقول إنه درس في المدرسة الرشدية في رواندز. عندما احتل الإنجليز رواندز، عينوه حاكماً للمنطقة وممثلاً لهم في سن الـ 24 بسبب كفاءته.

،بعد تأسيس البرلمان في العراق عام 1925، أصبح إسماعيل بك رواندزي عضواً في البرلمان كممثل لأربيل ولعب دوراً كوردياً مهماً. في عام 1926، قدم مذكرة إلى حكومة العراق آنذاك طالب فيها بإنشاء نادٍ ثقافي للنشر باللغة الكوردية.

وفي مذكرته، إلى جانب تعزيز اللغة الكوردية، كانت له المطالب التالية:

- مراعاة حقوق الكورد

- إنشاء مؤسسة خاصة لإدارة كوردستان يكون مقرها في أربيل أو كركوك، وتكون علاقتها مع بغداد من خلال المندوب السامي البريطاني.

وفي أول دورة للبرلمان العراقي، طالب إسماعيل بك البرلمان بالعمل على إزالة التمييز بين ألوية العراق وألوية كوردستان (المحافظات). وقد سعى باستمرار لتحقيق الحكم الذاتي للكورد.

ووفقاً للمصادر التاريخية، بعد افتتاح التعليم باللغة الكوردية، اجتمع وجهاء وآغوات وبكوات المنطقة في ديوان إسماعيل بك وأرسلوا رسالة شكر إلى رئيس وزراء العراق آنذاك.

وفي عام 1928، أُعيد انتخاب إسماعيل بك رواندزي كممثل لرواندز في البرلمان العراقي، وواصل مع الأعضاء الكورد الآخرين في البرلمان جهودهم لترسيخ حقوق الشعب الكوردي، خاصة حق التعليم باللغة الكوردية.

آرشيبالد هاملتون (1898 - 1972)، وهو مهندس نيوزيلندي قام بإنشاء طريق يربط جنوب كوردستان بشرق كوردستان وإيران، كتب في مذكراته عن إسماعيل بك قائلاً:

«كان إسماعيل بك يحلم دائماً بتقدم كوردستان واستقلالها، وكان يقول لنا يجب أن يأتي يوم تصبح فيه كوردستان مثل سويسرا! كما كان يعتقد أن فتح طريق علي بك سيحقق حلمه، وكان دائماً يمد يد المساعدة لنا ويشجعنا لإنجاح مشاريعنا».

وقد انضم هذا البكزاده من رواندز، من أجل ترسيخ الحقوق الإنسانية والسياسية للشعب الكوردي، إلى الأحزاب والجمعيات الكوردستانية مثل «حرية كوردستان» و«خويبون»، وعلى المستوى العراقي أصبح عضواً في «حزب التقدم»، وهو حزب عراقي أسسه عبد المحسن السعدون رئيس وزراء العراق عام 1922.

وفي دراسة لرنگين إبراهيم مصطفى، الباحث والكاتب من سوران، يرى أن الإنجليز عينوا إسماعيل بك حاكماً إنجليزياً في رواندز بسبب شهرة عائلته ومعرفته باللغات وحكمته.

وقد أكد إسماعيل بك رواندزي دائماً على وحدة وتوافق الكورد واعتبرها سبيلاً للتقدم والاستقلال. وكان ذلك التنافر (الخلافات الداخلية) سبباً في مقتله في حزيران 1933 بين أربيل ورواندز، حيث دُفن جثمانه.

ووفقاً للروايات التاريخية، فإن والدته لعلي خان منعت، بعد مقتل إسماعيل بك، إعادة فتح ديوانه الذي كان في قصراً كبيراً في رواندز، في حين كان هذا الديوان سابقاً مكاناً لاجتماع وجلسات كبار رجال عصره.​​​​​​​​​​​​​​​​


آريان تحسين: صحفي كوردي يعمل في مجال الصحافة منذ عام 2006


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved