في قصة ملهمة، تحوّل حسن بيك، الشاب السوري الذي وصل إلى مدينة أربيل قبل نحو 6 سنوات، من شخص هارب من ويلات الحرب إلى رجل أعمال ناجح أسس شركة «المختص للسياحة والسفر»، ليصبح مثالًا على الإرادة والنجاح في ظل الظروف الصعبة.
البداية في مدينة أربيل
عندما وصل حسن بيك إلى أربيل، واجه تحديات كبيرة مثل معظم السوريين، الذين تركوا وطنهم بسبب النزاع المستمر، ومع ذلك لم يشعر حسن أنه كان غريبًا في أربيل، حيث يتذكر كيف استقبلته المدينة بكل ترحيب ودعمته في بداية مسيرته.
يقول حسن لمجلة «كوردستان بالعربي»: «لم أشعر يومًا أنني غريب في أربيل، بل استقبلتني المدينة بكل رحابة صدر، بعد عدة سنوات من وصولي، قررت أن أطلق خطوتي الأولى وهي شركة صغيرة للسياحة والسفر، ومن ثم تطورت يومًا بعد يوم».
سر النجاح: بيئة استثمارية محفزة
أسس حسن شركة «المختص للسياحة والسفر» بهدف تقديم خدمات سياحية تلبي احتياجات المسافرين داخل وخارج إقليم كوردستان. وعن سر نجاح شركته، يؤكد حسن أن الاستقرار الأمني والتطور الاقتصادي في الإقليم كانا عاملين حاسمين في خلق بيئة مناسبة لازدهار الأعمال، مضيفًا: «حكومة إقليم كوردستان قدمت لنا بيئة استثمارية مستقرة وتسهيلات إدارية لاستخراج التراخيص، وهو ما كان له دور كبير في نجاحنا».
كما يُبرز حسن السوق السياحي في الإقليم كنقطة قوة، حيث يشهد نموًا سريعًا، خاصة من قبل المسافرين الذين يرغبون في زيارة الإقليم للعمل أو للسياحة، ما ساعد في تعزيز نمو شركته.
التحديات والفرص
«تجربتنا في أربيل غنية ومليئة بالتحديات والفرص»، هكذا يصف حسن مسيرته في المدينة. وتابع قائلاً: «عملنا على بناء علاقات قوية مع شركات الطيران والفنادق، وركزنا على استراتيجيات تسويق مبتكرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما سمح لنا بتلبية احتياجات عملائنا وزيادة إقبالهم».
النزاهة مفتاح الثقة
ما يميز شركة «المختص للسياحة والسفر» عن غيرها من الشركات هو التزامها بالنزاهة والشفافية مع العملاء. في ظل انتشار العديد من الشركات الوهمية عبر الإنترنت، التي تنشر معلومات مغلوطة حول تأشيرات الدخول أو تعد العملاء بالسفر إلى أوروبا مقابل مبالغ ضخمة، يشرح حسن: «نجحنا في بناء سمعة حسنة قائمة على الثقة المتبادلة، نحن نضع مصلحة العميل في المقام الأول، ما يميزنا أن خدماتنا تعتمد على المعايير الدولية».
إلهام للأجيال القادمة
تجربة حسن بيك تُعد مصدر إلهام لكل من يسعى لبناء مستقبله، خاصة في ظل الظروف الصعبة. أثبت حسن أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تصنعا الفارق في أي مكان. إن قصة حسن بيك تروي كيف يمكن للجيل الشاب أن يحقق النجاح ويؤثر إيجابيًا في المجتمع، وتثبت أن الفرص موجودة دائمًا لمن يسعى وراءها بجد واجتهاد.
