من أربيل.. شابة أميركية تطلق مبادرة لدعم الساحل السوري
من أربيل.. شابة أميركية تطلق مبادرة لدعم الساحل السوري
March 18, 2025

«بريندا هرشي»، شابة أميركية، و«إياس يوسف»، شاب سوري، جمعتهما قصة حب مميزة انتهت بالزواج في مدينة أربيل، لتصبح عاصمة إقليم كوردستان موطنًا جديدًا لهما. ومن قلب هذه المدينة، خاض الزوجان رحلة مليئة بالتحديات والصعاب، كان آخرها المجازر الوحشية التي شهدها الساحل السوري في السادس من آذار/ مارس 2025، مما وضع العائلات السورية في مواجهة خطر الإرهاب والتكفير. هذا الواقع المؤلم دفع بريندا إلى التفكير بطرق مبتكرة لمساعدة  العائلات السورية المنكوبة في الساحل السوري.

ومن قلب حديقة سامي عبد الرحمن في مدينة أربيل، تجمّع عدد من الشبان والشابات لأداء درس اليوغا المعتاد. هناك، أعلنت مدربتهم بريندا عن مبادرتها الإنسانية، حيث قررت تحويل جميع عائدات دروس اليوغا التي تقدمها إلى مساعدات مالية تُرسل مباشرة إلى العائلات المنكوبة في الساحل السوري، لتجسد هذه المبادرة تعبيرًا عن إحساسها العميق بآلامهم، ورغبتها الصادقة في الوقوف إلى جانبهم في محنتهم.

وشهد الساحل السوري، في الأسبوع الأول من شهر آذار/ مارس، أحداثاً داميةً وعمليات تصفية على أساس طائفي ومناطقي، راح ضحيتها مئات المدنيين السوريين بينهم نساء وأطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

محاربة العنف بالإنسانية

تقول بريندا لمجلة «كوردستان بالعربي»: بدأت الأخبار تصلنا تباعًا، لكننا لم نتوقع أن نشهد الجرائم بأعيننا، لم نتخيل أبدًا أن يقوم المجرمون بتوثيق جرائمهم ضد المدنيين ونشرها عبر الإنترنت. تواصلنا مع عائلة زوجي المقيمة في مدينة اللاذقية على الساحل السوري، أخبرونا أنهم ملتزمون بالبقاء في المنزل، وأن موجة العنف قد اجتاحت قرى الساحل بلا رحمة.

في تلك اللحظات، وربما الساعات التي قضتها بريندا مع زوجها إياس، أثناء تواصلهما مع عائلته، ترافق خوفهما وقلقهما بشعور عميق بالعجز، الذي سيطر على الزوجين. تحكي بريندا عن مشاعرها: كان علينا أن ننتقل إلى مرحلة التفكير، كيف يمكننا المساعدة؟ أدركنا جيدًا أن الإنسانية لا بد أن تجد طريقها للتعبير عن نفسها، وأن مبادرتنا ستلقى الكثير من الترحيب والدعم. لذلك، قررت الإعلان عنها، مضيفةً: مبادرتي هي إرسال العائد المادي من دروس اليوغا التي أُدرّبها للشبان والشابات هنا في أربيل إلى العائلات المنكوبة في اللاذقية. 

مبادرة سوريون

أما إياس يوسف، مدّرس اللغة العربية لغير الناطقين بها، فصدمته وخوفه جعلانه يفكر جليّاً، كيف يمكن أن يقدم المساعدة للعائلات المنكوبة في مدينته، يقول لمجلة «كوردستان بالعربي»: تواصل معي العديد من طلابي، ليطمئنوا على عائلتي، ثم طلبوا مني أن أساعدهم في الحصول على عنوان موثوق لإرسال بعض المساعدات المادية إلى مدينة اللاذقية، من هنا ولدت الفكرة.

مبادرة «سوريون»، الجهة التي ستستلم المبالغ المالية وتوزعها على العائلات في اللاذقية، يشرح إياس: بعد إجراء العديد من الاتصالات مع أصدقائي في المدينة، اكتشفت أنهم يشاركون في مبادرة سوريون وهي عبارة عن مجموعة من الشباب السوريين يعملون على جمع المساعدات وتقديمها للعائلات التي تعرضت للعنف وفقدت أبناءها في قرى اللاذقية، مضيفاً: نقوم حالياً بإرسال كل التبرعات من طلابي، وجميع الأموال الواردة من دروس اليوغا الخاصة بزوجتي إلى المسؤول عن هذه المبادرة.

يعبّر إياس عن مشاعره قائلاً: ربما إذا نظرنا للمأساة بصورتها العامة، سنظن أن مبادرتنا لن تُحدث فرقاً، لكن عندما نغوص في تفاصيل الصورة، سنكتشف أن مساعدة عائلة فقدت ابنها أو احترق منزلها أو سُرقت أرزاقها، بكل تأكيد سيُحدث فرقاً لو كان بسيطاً، وفي الوقت ذاته لابد لنا أن نشارك بمثل هذه المبادرات، كي نحافظ على انسانيتنا. 

«فيرينا كلازغ»، إحدى المشاركات في المبادرة، تحكي تجربتها لمجلة «كوردستان بالعربي»: عندما سمعت عن المبادرة، شعرت بفرح شديد ورغبت في المشاركة، كنت سأشارك في درس اليوغا على أي حال، كما أن لدي صديقة من اللاذقية تعيش في أميركا، لذا شعرت أنه من واجبي الانضمام إلى هذه المبادرة.

وتختم كلارغ حديثها بالقول: هذه المنطقة عانت الويلات منذ بداية الحرب في سوريا، ثم واجهت زلزال شباط 2023. في تلك الفترة، ساهمت في مساعدة بعض العائلات التي تضررت من الزلزال، الآن أشعر بالحزن العميق لما حل بهم، لذلك رغبت في المشاركة في مبادرة المدربة بريندا هرشي.

 


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved