أوقد الرئيس مسعود بارزاني، مساء الخميس 20 آذار/مارس 2025، شعلة نوروز في مدينة عقرة (ئاکرێ)، المعروفة بعاصمة نوروز، وسط حضور رسمي بارز شمل رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، وعدداً من السفراء والقناصل الأجانب المعتمدين في الإقليم والعراق.

وتتزامن الاحتفالات بعيد نوروز، الذي يصادف 21 مارس/آذار، مع الاعتدال الربيعي، وهو يرمز إلى التجدد والانتصار على الظلم، ويمثل اليوم الأول من السنة الكوردية الجديدة التي وصلت إلى العام 2725، حيث لا يزال يحمل قدسية خاصة لدى الكورد حتى يومنا هذا.

«نوروز رسالة بأن الظلم لن يدوم»

خلال مشاركته في كرنفال نوروز بمدينة عقرة، أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، أن «نوروز ليس مجرد بداية ليوم جديد، بل يحمل أيضاً رسالة مفادها أن الظلم لن يدوم إلى الأبد».

وأشار في كلمته إلى أن شباب وبنات عقرة دأبوا منذ سنوات على حمل مشاعل نوروز إلى جبل (کەلێ)، مما أكسب المدينة لقب عاصمة نوروز، مشدداً على أن عيد نوروز هذا العام يكتسب أهمية خاصة بسبب حضور البيشمركة والقائد والرئيس بارزاني في هذا الكرنفال.

وأعرب رئيس الحكومة عن شكره لأهالي مدينة عقرة، مشيداً بجهودهم السنوية في تنظيم احتفالات نوروز وإبراز جمال المدينة للعالم، فضلاً عن ترحيبهم الحار بالسياح. وختم كلمته معرباً عن أمله في أن يكون العيد مناسبة لنشر السلام والتعايش والسعادة بين أبناء الشعب الكوردي في كوردستان وجميع أنحاء العالم.

احتفالات تعكس التراث والهوية

ويشهد إقليم كوردستان العراق، إلى جانب الكورد في مختلف أنحاء كوردستان والعالم، احتفالات واسعة بهذه المناسبة، التي تُعد الأبرز لدى أبناء القومية الكوردية. 

وتتميز الاحتفالات في مدن كوردستان العراق بالتجمعات الكبيرة، حيث يشارك المواطنون في فعاليات فلكلورية تشمل الرقصات الشعبية «الدبكات» على أنغام الأغاني التراثية، مرتدين أزياءهم التقليدية، التي تُفصل خصيصاً لهذه المناسبة.

ويحمل اسم «نوروز» دلالة رمزية، إذ يتألف من كلمتي «نوى» و«روز»، وتعني «اليوم الجديد»، ما يعكس جوهر العيد باعتباره بداية لفصل الربيع وفترة تجدد وأمل.

رسائل قادة كوردستان: السلام والتعايش والإصلاح

ووجه قادة كوردستان في وقت سابق من اليوم رسائل تهنئة بمناسبة عيد نوروز ورأس السنة الكوردية الجديدة 2725، أكدوا فيها على قيم السلام والتعايش، ودعم الحلول السلمية للتحديات الإقليمية، مع التركيز على تعزيز الوحدة الداخلية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين. 

مسعود بارزاني: السلام طريقنا الوحيد

هنأ الرئيس مسعود بارزاني شعب كوردستان والعالم بحلول نوروز، واصفاً إياه بـ«رمز الانتصار على الظلم وانبعاث الأمل». وأكد في رسالته على ثقافة التعايش التي يتميز بها الإقليم، مجدداً دعمه لعملية السلام في تركيا، ومتطلعاً لإنهاء معاناة الكورد في سوريا عبر «وحدة الموقف والحوار السلمي». كما أشاد بالجاليات الكوردية في المهجر، واصفاً احتفالاتهم برفع علم الحرية والكرامة في مدينة كولن الألمانية بأنها «مصدر فخر».

مسرور بارزاني: تشكيل حكومة موحدة لاستكمال الإصلاح

من جانبه، عبر رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني عن أمله في «تشكيل حكومة قوية وموحدة» تُكمل مسيرة الإصلاح والبناء، موجهاً الشكر لصمود شعب كوردستان وقوات البيشمركة والأمن. وأكد أن الإقليم يسعى للارتقاء بواقع الخدمات وضمان الرخاء، داعياً إلى «تعزيز روح التفاؤل بغدٍ أفضل».

نيجيرفان بارزاني: الحوار مع بغداد مفتاح الاستقرار

بدوره، شدد رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني على أهمية «العمل المشترك والحوار البناء» بين الأطراف السياسية في الإقليم ومع الحكومة الاتحادية في بغداد، لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. وأشار إلى أن الإقليم «عامل أمان في المنطقة»، داعياً الكورد إلى تبني النهج السلمي كـ«أفضل وسيلة لنيل الحقوق». كما أكد متابعته عن كثب للأوضاع المعيشية الصعبة، ووعد بجعل تحسينها «أولوية أساسية».

نوروز: رسالة أمل تتجاوز الحدود

تزامنت الرسائل الثلاث مع الدعوة إلى نشر قيم التسامح وقبول الآخر، حيث اعتبر القادة أن نوروز – الذي يوافق الاعتدال الربيعي – فرصة لتجديد العهد بالعمل من أجل مستقبل يحقق طموحات الشعب الكوردي وشعوب المنطقة. وأشاد جميعهم بتضحيات الشهداء والبيشمركة، معربين عن أمنياتهم بعيدٍ ينعم فيه الجميع بالسلام والاستقرار.

يذكر أن احتفالات نوروز ستشهد هذا العام فعاليات واسعة في عموم كوردستان وخارجها، فيما تتواصل الجهود السياسية لإيجاد حلول للتحديات المحلية والإقليمية.