ًأوقدَ الكورد في سوريا مشاعل النور احتفالاً بعيد نوروز، لكن الاحتفالات هذا العام كانت مختلفة، فالكورد لم يكونوا وحدهم، بل شاركهم فرحتهم جميع السوريين من مختلف المحافظات السورية، في مشهد لم يتكرر منذ 50 عاماً.
ومع غروب شمس الـ20 من آذار/ مارس 2025، تجمّع الشبان والشابات في حي ركن الدين وسط العاصمة دمشق، وتشكلت حلقات الدبكة الكوردية، وملأت الأغاني الكوردية المكان، وتزيّنت دمشق هذا العام بألوان الفستان الكوردي، ورفرف علم كوردستان في سماء سوريا.
وكان لجنوب سوريا حصّة من الاحتفالات، فالجنوب تضامن مع الشمال، ورفع الأهالي في مدينة السويداء مشاعل النار، مرددين أغاني النوروز والتهنئات لإخوتهم الكورد في مختلف بقاع العالم، لتصوّر كاميرات الصحفيين لقطات علنية لم تشهدها سوريا سابقاً.
ومن جبال الساحل السوري، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة مضيئة بنار نوروز كًتب عليها: من جبال الساحل السوري الجريح إلى إخوتنا الكورد في سوريا نوروز سعيد، ليعبّر أهالي الساحل عن حبهم لأبناء وطنهم وتأكيدهم على أن الكورد والعرب سيبقون إخوة جمعتهم هذه الأرض بترابها وثمارها ومدارسها وشوارعها وأعيادها.
ومن قلب سوريا، أرسل السوريون محبتهم وتضامنهم مع عفرين الجريحة وكوباني المقاومة، وأوقدوا نار نوروز وتجمعوا حولها لتأكيد تضامنهم ومحبتهم لإخوتهم في الحسكة والقامشلي، الذين احتفلوا هذا العالم بصوت الفنان السوري سميح شقير، الذي شاركهم فرحتهم بعيد نوروز.
وردد الكورد والعرب مع سميح شقير: لي صديق من كوردستان اسمه شڤان.. صوته في البال كاشتعال النار في النوروز فوق هامات الجبال، غنيّ يا شڤان غنيّ للذي سوف يجيء.. فضفض الشعلة في العيد الجريء، نحن في اللهفات سواء ولنا نفس الطريق.. فرحة كبرى.. ويوماً رائعاً للاحتفال فوق هامات الجبال.
وعبّر كورد سوريا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن فرحتهم بمشاركة أبناء وطنهم للمرة الأولى معهم في احتفالات نوروز، مؤكدين أن الشعب السوري يستحق الفرح والحياة، بعد أن انكسر القيد، ولا طريق أمام السوريين سوى النضال من أجل سوريا.