السياسة الأمريكية الجديدة
قال عباس داهوك في مقابلة مع «كوردستان بالعربي»، إن «سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب مع الشرق الأوسط ما زالت غير واضحة للجميع». وتابع أن «المعطيات تفيد بأن الأولوية الأمريكية هي للتعامل مع الملف الروسي خصوصاً بشأن الحرب الدائرة حالياً في أوكرانيا».
وأشار داهوك إلى أن ترامب في ولايته الأولى كان يؤيد الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من المنطقة، خصوصاً من العراق وسوريا. وبيّن أن «تراجعاً قد حصل عن هذا الموقف منذ عام 2018، عندما شجّع بشكل صريح على بقاء قوات صغيرة لا تزال موجودة حالياً في سوريا».
ويواصل داهوك قائلاً: «بقاء القوات الأمريكية مرتبط إلى حد كبير بمسؤوليات الحكومة السورية الجديدة»، ورَهَن الانسحاب بـ«حل الخلافات بين القابضين على السلطة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)». ويرى أن أي تطور إيجابي على صعيد الحوارات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) سوف يشجع ترامب على سحب قواته من هناك.
الوجود الأمريكي في العراق
وبشأن الوجود الأمريكي في العراق، يقول داهوك إن «المباحثات مستمرة بين بغداد وواشنطن»، وتحدث عن «خطة لسحب القسم الأكبر من القطعات العسكرية بحلول شهر أيلول / سبتمبر المقبل».
وتابع أن «الجزء المتبقي من القوات سيتم سحبه في العام المقبل»، مؤكداً أن «المتفق عليه هو جلاء كامل للقوات الأجنبية التي عملت ضمن التحالف ضد تنظيم داعش الإرهابي»، ورجح «بقاء قوة صغيرة لغرض تقديم المشورة والتعاون مع القوات العراقية».
أما عن الوجود العسكري الأمريكي في إقليم كوردستان، أجاب داهوك أن «الولايات المتحدة تنظر إلى العراق باعتباره بلداً واحداً، وإقليم كوردستان هو جزء منه». لكنه فضّل «استمرار التعاون مع الولايات المتحدة على صعيد التسليح»، متوقعاً أن «يكون هناك استمرار للمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة».
وذهب داهوك إلى أن الحضور الأمريكي الأكبر سيكون على صعيد الحكومة الاتحادية، بسبب كثافة التواجد العسكري في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الاتحادية مقارنة بإقليم كوردستان.
دور مهم للبيشمركة
وأشاد المستشار العسكري السابق بـ«دور قوات الپبيشمرگة في التصدي لهجمات تنظيم داعش الإرهابي ودحره»، مبيناً أن «تنسيقاً مشتركاً عالي المستوى قد حصل بين المتحالفين في الحرب ضد الإرهاب».
وأورد داهوك أن «التضحيات التي قدمتها قوات الپبيشمرگة كانت كبيرة، ودورها ما زال فعّالاً في مواجهة خلايا التنظيم الإرهابي». وشدد على ضرورة وأهمية توحيد التشكيلات العسكرية الاتحادية «من أجل إيجاد قوة مسلحة ضاربة لا تختص برقعة معينة من العراق بل تشمل جميع مناطقه». لأن هذا التوحيد في صفوف القوات الاتحادية، يرى داهوك، «من شأنه أن يعطي نتائج إيجابية كبيرة لجميع المكونات في البلاد».
حل الفصائل أو ضمها
وذكر داهوك أن «جهود الحكومة العراقية واضحة على صعيد ضم الميليشيات والفصائل المسلحة إلى القوات المسلحة الرسمية». لكن رغم «نجاحها، أي الحكومة، في ضم جزء من هذه الفصائل»، إلا أن «الجزء المتبقي ما تزال الجهود مستمرة بشأنه من أجل فرض هيبة القانون».
ولفت داهوك أن «موقف أمريكا أصبح واضحاً للجميع، وهو أنها تؤكد وجوب إنهاء ملف الفصائل وعدم الإبقاء على الميليشيات أو أي تشكيل عسكري خارج إطار الدولة». وتابع أن «ذلك يكون عبر طريقين: الأول هو ضم هذه الفصائل إلى القوات المسلحة، والثاني هو حلّها. علماً أن هذا الأمر لا يقتصر على العراق فحسب، إنما ينسحب إلى دول أخرى مثل سوريا ولبنان».
واستطرد داهوك أنه رغم أن العراق «انتصر عسكرياً في المعركة ودحر داعش... إلا أن تهديدات التنظيم ما زالت مستمرة»، وذلك أن «هناك صعوبة في القول بأن العراق سيطر على أيديولوجية التنظيم وفكره»، وأضاف أن «القوات الاتحادية أو البيشمركة لديهما القدرة على مواجهة أي تهديد عسكري».
واختتم داهوك حديثه بـ«ضرورة تحول المعركة من الجانب العسكري إلى الجانب الأيديولوجي من أجل محاربة الأفكار الإرهابية ومنع نموها مجدداً في المجتمع العراقي».
هيمن بابان رحيم: صحفي كوردي عمل في العديد من المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية