كشفت شركة كوردستانية مقرها أربيل عن عزمها البدء في تصنيع أدوية مُضادة للسرطان خلال العام الحالي، مؤكدة أن إنتاجها سيصل إلى 20 مليون علبة سنوياً تضمُّ أكثر من 160 نوعاً، معربة عن أملها في زيادة معدلات تصدير منتجاتها إلى الخارج.
بدأت شركة «آواميديكا» العمل في عام 2009، ونجحت منذ عامها الأول في اكتساح الأسواق في إقليم كوردستان والعراق.
تصنيف متقدم على مستوى العراق
يقول نائب مدير عام الشركة، شاخوان عمر، في حديث مع مجلة «كوردستان بالعربي»، إن «آواميديكا تُعدّ من الشركات الرائدة في صناعة الأدوية على مستوى العراق وإقليم كوردستان»، وهي «تُصنَّف ضمن أول أربع شركات لإنتاج الأدوية في العراق من بين 26 شركة، وهذا إنجاز مهم بالنسبة لنا».
وأكد أن «الشركة مُصنَّفة ضمن المستوى (A) إلى جانب ثلاث شركات أخرى»، مبيناً أن «إنتاجنا وصل حالياً إلى 168 نوعاً من الأدوية».
وأوضح المدير العام أن «الأدوية المُنتجة في الشركة تشمل أنواعاً مختلفة، منها الحبوب، وقطرات الفم، والمراهم، والكبسولات، وقطرات العيون، والأمبولات، والشراب، والمعلقات، والخلاصات، وغيرها».
وفيما يتعلق بتسويق وبيع منتجات الشركة قال عمر إنها «يتم تسويقها وبيعها في إقليم كوردستان والعراق، كما يتم تصديرها إلى سوريا واليمن»، كاشفاً عن «وجود خطط لتوسيع الإنتاج من أجل زيادة مستويات التصدير إلى بلدان أخرى».
وشدد عمر على أن الشركة ذات الهوية الكوردستانية باتت تنافس الأدوية الأجنبية، إذ «أننا نصنّع أدوية لعلاج الآلام، وأمراض القلب، والضغط، وتقليل نسبة الدهون في الدم، والسكري، وسوائل الأطفال، بالإضافة إلى أدوية لعلاج أمراض متعددة أخرى».
مستويات عالية من الإنتاج
ويُقدّر عمر الإنتاج السنوي للشركة بين 20 و23 مليون علبة من الأدوية، «تغطي جميع وظائف الجسم، بما في ذلك الهضم، والأمعاء، والقلب، والدم، والأمراض الجلدية، ومضادات الالتهابات، وأمراض الدماغ، وحتى الأدوية النفسية».
وأشار عمر إلى أن «إنتاج الشركة يغطي القطاعين العام والخاص، سواء داخل إقليم كوردستان أو في عموم العراق». وأضاف أن «في العام الماضي، أبرمت الشركة 36 عقداً مع وزارة الصحة الاتحادية لتوفير الأدوية من خلال الشركة العامة لتسويق الأدوية والمستلزمات الطبية (كيماديا)».
خطط مستقبلية لإنتاج أدوية للسرطان
وتحدث عمر عن خطط مستقبلية لتطوير عمل الشركة وتوسيع نطاق إنتاجها. وتابع أن هذه الخطط «التي سنحصد ثمارها قريباً تشمل إنتاج أدوية خاصة بعلاج الأمراض السرطانية خلال النصف الثاني من العام الحالي»، معرباً عن أمله في أن «تنافس هذه المنتجات الأدوية المستوردة».
وأكد عمر أن «جميع التحضيرات قد اكتملت، ولم يتبقَّ سوى الحصول على موافقة وزارة الصحة الاتحادية للبدء في الإنتاج». وأعرب عن ثقته في أن «الموافقة ستصدر خلال العام الحالي، مما يتيح البدء في إنتاج أدوية لعلاج سرطان الثدي والقولون، بالإضافة إلى أدوية أخرى لعلاج أنواع مختلفة من السرطانات».
وأضاف أن خطط الشركة لن تتوقف عند هذا الحد، إذ أنها تطمح إلى تصنيع ما بين 12 و14 منتجاً جديداً بمواصفات عالية.
وبحسب الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة الاتحادية، فإن الأدوية المنتجة محلياً في العراق تشكل نحو 11% من إجمالي الأدوية المتداولة في الأسواق، بينما يتم استيراد الجزء الأكبر، وتُعدّ منتجات شركة «آواميديكا» من بين الأدوية المحلية الأكثر أهمية. لأنها كما يقول عمر «تُنتج وفق معايير دقيقة، مع مراعاة المواصفات العالمية».
وأشار إلى أن «عملية تصنيع الأدوية تمر بعدة مراحل، تشمل الفحوصات الطبية والالتزام الصارم بالتعليمات المعتمدة في أي مصنع عالمي لإنتاج الأدوية... وأن الالتزام بهذه المعايير مهم جداً بالنسبة لنا، لأننا نسعى إلى تصنيع أدوية ذات جودة عالية تنافس الأدوية المستوردة من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية».
وكشف أن المواد الخام المستخدمة في تصنيع الأدوية يتم استيرادها من الهند والصين، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية.
ملاكات كوردستانية
تضمّ الشركة التي تقع في مركز مدينة أربيل، عدداً من الأقسام، حيث إنها معمل وشركة متكاملة تعتمد في معظم كوادرها على الأيدي العاملة المحلية، مع الاستعانة بخبرات أجنبية.
وأوضح نائب المدير العام للشركة، في حديثه مع مجلة «كوردستان بالعربي»، أن «الكادر البشري للشركة والمعمل يضم 215 شخصاً، وهم من ذوي التخصصات الطبية والصحية، ويتمتعون بالكفاءة والخبرة، ويحمل بعضهم شهادات عليا».
وأكد أن 80% من الكادر الوظيفي هم من المحليين، بينما البقية من الأجانب، ومعظمهم من الهند وسوريا والأردن، موضحاً أن «الكادر المحلي يضم أفراداً من مختلف المكونات، لكن الكورد يشكّلون النسبة الأكبر».
هيمن بابان رحيم: صحفي كوردي عمل في العديد من المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية