أربيل، 23 نيسان 2025 - شهد إقليم كوردستان اليوم انطلاق فعاليات «اليوم الوطني للصلاة» في مبادرة تاريخية تُقام لأول مرة في الإقليم تحت شعار «نحو الوحدة في الإيمان»، بحضور قيادات سياسية ودينية محلية وإقليمية وعالمية.

وتميّزت المناسبة بحضور بارز للرئيس مسعود بارزاني ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، إلى جانب شخصيات رفيعة المستوى من العراق والولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، حيث تجاوز عدد المشاركين 400 شخصية دينية وسياسية وثقافية.

مبادرة فريدة للتعايش بين الأديان

يُعدّ «اليوم الوطني للصلاة» مناسبة استثنائية تهدف إلى تكريم وإحياء ذكرى التعايش السلمي بين مختلف الأديان والمكونات في كوردستان، ويُتوقع أن تتحول إلى تقليد سنوي. وعلى عكس مراسم مماثلة تُقام في بلدان أخرى وتقتصر على أتباع دين واحد، تتميز هذه المبادرة بمشاركة مؤمنين من مختلف الديانات.

وفي كلمته خلال المراسم، أكد الرئيس مسعود بارزاني أن «الأخلاق هي جوهر الدين»، مشدداً على أن «قبول الآخر أساس رئيس لمعتقداتنا، وهو قائم على ما ورد في القرآن الكريم».

واستشهد بارزاني بقول مولانا الرومي: «الحق كقمة جبل، وهناك العديد من الطرق لبلوغ القمة، لكن الهدف واحد، وهو بلوغ الحق»، موضحاً أن هذا الاجتماع يهدف إلى تعريف العالم بثقافة التعايش المتجذرة في كوردستان منذ القدم.

تضحيات مشتركة في مواجهة التطرف

وأشار الرئيس بارزاني في كلمته إلى دروس التاريخ قائلاً: «على مدار التاريخ، عندما كانت كوردستان تُهاجَم، لم يكن الطغاة يميزون بين مسلم ومسيحي وإيزيدي». وأضاف أن «داعش لم يميز في حربه بين مسلم ومسيحي وإيزيدي، ولكن البيشمركة هزموه»، مشيداً بتضحيات قوات البيشمركة التي قدمت أكثر من 12 ألف شهيد وجريح في المعركة ضد التنظيم الإرهابي.

وأكد بارزاني رسالة التسامح قائلاً: "«كلنا عباد الله، وأخوات وإخوة في الإنسانية»، مضيفاً أن «كل الأنبياء والرسل وجهونا إلى مد يد الأخوة إلى بعضنا البعض، وأوصونا بالتعايش».

كما وجه بارزاني تعازيه للعالم في وفاة البابا، واصفاً إياه بأنه «رجل عظيم محب للسلام والإنسانية».

نموذج كوردستان للتعايش السلمي

وسلط هذا الحدث الضوء على كوردستان كنموذج للتعايش بين الأديان والمكونات المختلفة، حيث أكد الرئيس بارزاني أن «هذه الثقافة التي نفخر بها وندافع عنها بأننا سنستمر على هذا الطريق».

وختم بارزاني كلمته بالدعاء قائلاً: «أسأل الله العظيم أن يوجه الجميع، وأن يسود السلام في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم. لتستمر الأخوة».

ومن المتوقع أن تساهم هذه المبادرة في تعزيز صورة إقليم كوردستان كمنطقة تحتضن التنوع الديني والثقافي وتشجع على الحوار بين مختلف المكونات في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات كبيرة.