«معهد غوته» يركز على المواهب الكوردية الناشئة
«معهد غوته» يركز على المواهب الكوردية الناشئة
May 05, 2025

بين أضواء مهرجان الجاز، وسحر ليالي قلعة أربيل، وجمال الموسيقى، تدور الكثير من الحكايات التي يعيشها عشاق الفن، حيث يواصل معهد غوته الألماني، إحياء هذه اللحظات الفنية المميزة، بتنظيمه للبرامج والفعاليات الثقافية على أرض مدينة أربيل.

ومنذ عام 2021 ينظّم معهد غوته بالتعاون مع المعهد الفرنسي والمديرية العامة للثقافة والفنون في أربيل، برنامجاً ثقافياً مشتركاً، يشمل الحفلات الموسيقية والأفلام السينمائية والعروض المسرحية والشعرية، أكثر البرامج التي لاقت قبولاً واسعاً هو مهرجان الجاز في أربيل.

ويسعى معهد غوته من خلال مهرجان الجاز في أربيل إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الموسيقيين الفرنسيين والألمان والكورد، حيث ينظم عروضاً موسيقية مشتركة بين الفرق الموسيقية الألمانية والفرنسية والكوردية، كما يدعم معهد غوته نشر الموسيقى الكوردية الأصيلة.

تبادل الثقافات

وفي حوار مع «كوردستان بالعربي» يقول مدير معهد غوته في أربيل، توماس لير: إننا نعمل على تعزيز تبادل الثقافات، ونشر المواضيع الثقافية المشتركة بين الثقافتين الألمانية والكوردية والعربية، ونسعى من خلال الموسيقى إلى تعريف الجمهور ببعضه البعض، ودعم الموسيقيين الكورد.

ويولي معهد غوته اهتماماً خاصاً بالفنانين الناشئين من الشباب الكورد، حيث يرى مدير المعهد، أن التركيز على التعاون مع الفنانين الصاعدين أمر بالغ الأهمية، مضيفاً: نسعى لجمع المبدعين معاً في إطار المجتمع الدولي، لنبني جسور التواصل من خلال الموسيقى، رغم أن التواصل قائم بالفعل من خلال الهجرة، حيث انتقل الآلاف من الموسيقيين الكورد إلى ألمانيا، إلا أن الموسيقى تظل وسيلة فعالة لإحياء هذه الروابط، وتعزيز التفاعل بين الثقافات.

ويهتم معهد غوته بالأعمال الموسيقية التي تعكس الفترات العصيبة التي مرّ بها العراق وإقليم كوردستان خلال سيطرة «داعش» على مدينة الموصل، حيث كشف لير لـ«كوردستان بالعربي» عن تعاون مشترك بين معهد غوته والجهات الثقافية الكوردية لتنفيذ مشروع يحمل اسم «إعادة السلام»، لنقل المعاناة التي سببها «داعش» للإيزيديين، عن طريق عروض موسيقية خاصة.

صعوبات العمل

يواجه معهد غوته بعض الصعوبات التي يتحدث عنها مدير المعهد توماس لير قائلاً: نواجه تحديّاً يتمثل بقلة المراكز الثقافية في أربيل، يوجد ما يكفي من الجامعات، لكن نحتاج إلى مزيد من المراكز الثقافية، لتغطية الحركة الفنية في جميع محافظات الإقليم بشكل أفضل.

ويوّفر معهد غوته حفلاته الفنية والموسيقية للجمهور مجاناً. وبهذا الصدد يرى لير أن العادات والتقاليد تظهر جليّاً في العمل الثقافي في الشرق الأوسط، حيث يوجد تقليد في العراق وكوردستان، هو أن تكون هذه الحفلات الفنية مجانية، لكن في البلدان الأخرى عليك أن تدفع، مضيفاً: كنت أعمل في آيرلندا، حيث الجميع كان على استعداد للدفع. أما هنا فالتقليد هو إبقاء كل شيء مرتبط بالثقافة مجانياً، ما يجعل العمل الفني أكثر صعوبة، لذلك يمكن أن نطرح سؤالاً عبر مجلة «كوردستان بالعربي»: لماذا يجب أن تكون الثقافة مجانية؟

فرقة 12 جاز

تُعتبر فرقة «12 جاز» من أكثر الفرق الموسيقية الكوردية التي شاركت في حفلات مهرجان الجاز مع معهد غوته في أربيل، وهي فرقة رائدة في مجال موسيقى الجاز بإقليم كوردستان، وتشتهر بدمجها المبتكر للموسيقى الكوردية مع موسيقا الجاز.

ويقول مؤسس ومدير فرقة «12 جاز»، بَهيز عباس لمجلة «كوردستان بالعربي»: شاركنا مع معهد غوته في تقديم عروض موسيقية متميزة ضمن مهرجان الجاز، وحقق هذا التعاون نجاحاً كبيراً لنا، وساهم في نقل رؤيتنا للجماهير، حيث نسعى للحفاظ على التراث الموسيقي الكوردي وتقديمه بطريقة عصرية حديثة، تحاكي الموسيقى العالمية.  

وتتكون الفرقة من 12 موسيقياً كوردياً، يشرح عباس: مثّل 12 عضواً من فرقة الجاز، كلاً من فرقتنا وأمتنا في كولونيا، ودوسلدورف، وبرتال في ألمانيا، ونسعى لتحقيق المزيد من الانتشار، وتعريف المجتمع العالمي بالموسيقى الكوردية، من خلال التعاون مع المراكز الفنية والثقافية الموجودة في إقليم كوردستان وخارجه.

ويختم مدير فرقة «12 جاز» حديثه مع مجلة «كوردستان بالعربي»، بالتأكيد على أهمية دمج الألحان الكوردية بموسيقى الجاز العصرية. فإن تقديم العروض الموسيقية المشتركة ساهم في إعادة تفسير التراث الموسيقي الكوردي من خلال عدسة فنية حديثة، هذا أمر رائع، لأنه جذب الشباب للموسيقى التقليدية التي وصلت إلى آذانهم بطريقة مختلفة تحاكي متطلبات جيلهم الجديد.


سهى كامل: صحفية سورية مقيمة في أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved