في خطوة فريدة من نوعها، نجحت بليندا بيريمان، رئيسة منظمة KHL، في جمع عدد كبير من الكورد المقيمين في أنحاء مختلفة من الدول تحت مظلة منظمة «البيت الكوردي»، التي تهدف إلى دعم الكورد في تطوير مساراتهم المهنية وتحقيق طموحاتهم العملية. ويجتمع الأعضاء بشكل دوري، إما في العاصمة البريطانية لندن أو عبر المنصات الإلكترونية، لتبادل الأفكار وبناء العلاقات.
رؤية شاملة بلا حدود
تقول بليندا بيريمان لمجلة «كوردستان بالعربي» أن فكرة «البيت الكوردي» جاءت نتيجة الحاجة الماسة لإنشاء مساحة تجمع الكورد بغض النظر عن خلفياتهم السياسية أو الدينية. موضحة إن «البيت الكوردي شبكة غير سياسية وغير دينية، تهدف إلى مساعدة الكورد من جميع المناطق الكوردية على تحقيق تطلعاتهم المهنية». وتضيف «نحن لا نقدم تدريباً مباشراً، بل نربط الأشخاص برواد أعمال آخرين لمساعدتهم في تحسين مهاراتهم في مجالاتهم المختلفة، سواء كان ذلك في الفنون، أو الرعاية الصحية، أو التكنولوجيا، أو غيرها».
وعن منهاج «البيت الكوردي» تقول بيريمان أن شبكتنا تشبه المنزل، لكنه منزل بلا جدران، «لا يهم من أين تأتي عائلتك أو ما هي ديانتك أو سياستك. الجميع مرحب بهم في البيت الكوردي».
دعم فردي ومشاركة متبادلة
تُعتبر فلسفة «الدفع للأمام» إحدى الركائز الأساسية التي تعتمد عليها المنظمة. وتوضح بيريمان قائلة إننا «نساعد الأعضاء في بداية رحلتهم المهنية، لكننا نطلب منهم مساعدة الآخرين عند امتلاكهم الخبرة. فعلى سبيل المثال، إذا حصل شخص ما على مساعدة ليصبح ميكانيكياً ماهراً، نطلب منه لاحقاً دعم شاب آخر يرغب في تعلم نفس المهنة».
كما أن الدعم الذي يقدمه «البيت الكوردي» مصمم بشكل فردي ليناسب احتياجات كل شخص. وتضرب بيريمان مثالاً وتقول: «أقمنا فعاليات عديدة مثل كيفية تمويل فكرتك الناشئة، حيث ناقشنا تجارب تمويل أفلام كوردية وكيف يمكن تطبيق هذه الدروس على مشاريع أخرى. بهذه الطريقة، ندمج بين المواضيع العامة والخبرات الكوردية المحلية».
البدايات والأهداف
تأسس «البيت الكوردي» في لندن عام 2016، متأثراً بالظلم الذي عانى منه الشعب الكوردي عبر التاريخ.
تقول بيريمان: «رأيت الظلم الذي يعاني منه الكورد، وأدركت أنه يمكنني المساهمة عبر خبرتي التجارية. كان الهدف هو مساعدة الكورد في بدء مشاريعهم الخاصة وربطهم بمن يمكنهم الوثوق بهم لتطوير مهاراتهم وأفكارهم... الظلم الذي يعاني منه الكورد يمس قلبي، وسأظل أعمل طوال حياتي لدعم المجتمع الكوردي».
علماً أن بليندا بيريمان تعمل في مجال المناخ وتحديداً في إزالة الكربون من حقول الغاز، مشيرة إلى إنها تستفيد من خبراتها في هذا المجال لدعم الأعضاء.
التوسع والأثر
تركز المنظمة على بناء شبكة قوية في لندن، حيث يعيش عدد كبير من الكورد. ومع ذلك، تشمل أنشطة «البيت الكوردي» كورداً من أوروبا وحتى في كوردستان نفسها.
تقول بيريمان: «لدينا أعضاء بدأوا مشاريعهم في كوردستان بعد أن كانوا جزءاً من شبكتنا في لندن. لكننا نركز حالياً على توسيع تأثيرنا هنا. يمكن لأي شخص استنساخ الفكرة وتأسيس بيت كوردي في مدن أخرى مثل بيرمنغهام أو غلاسكو».
رؤية للمستقبل
مع مرور الوقت، تتطلع المنظمة إلى مزيد من التنظيم والرسوخ. فهي «تسعى لتسليم إدارة البيت الكوردي لمجموعة من القادة الكورد الذين يمثلون مختلف مناطق كوردستان. يمكنهم وضع رؤية مستقبلية للمنظمة، وإجراء تحسينات تجعل الأمور أكثر وضوحاً واحترافية».
وتضيف بيريمان: «في لندن، يمكننا أن نصنع نموذجاً لكوردستان موحدة، حيث لا حدود بيننا. نعمل معاً ونتعاون بلغتنا المشتركة في لندن، وهي اللغة الإنجليزية، وفق القانون البريطاني. هذه هي الرسالة التي نريد إيصالها».
تأثير ملموس
تشدد بيريمان على أهمية إبراز قصص نجاح بعض الأعضاء، إذ تقول إن «الأعضاء هم قلب المنظمة. وقصصهم وإنجازاتهم هي ما يجعل البيت الكوردي مميزاً. على موقعنا، يمكنكم العثور على أمثلة لأشخاص نجحوا في تحسين حياتهم المهنية أو الحصول على تمويل لمشاريعهم».
وتختم إن «البيت الكوردي» ليست مجرد شبكة، بل عائلة تجمع الكورد في لندن وفي غيرها، تفتح أبوابها للجميع وتساعدهم على تحقيق أحلامهم في بيئة تعاونية داعمة.
هدى جاسم: صحفية عراقية