تحت شعار «العالم يتكلم كوردي»، انطلقت فعاليات الدورة السابعة عشرة من معرض أربيل الدولي للكتاب على أرض مدينة المعارض في حديقة سامي عبد الرحمن بعاصمة إقليم كوردستان، بمشاركة أكثر من 350 دار نشر من 22 دولة عربية وأجنبية.
وافتتح الرئيس مسعود بارزاني المعرض في التاسع من نيسان/أبريل 2025، والذي استمر لمدة عشرة أيام، بتنظيم مشترك بين مؤسسة المدى للإعلام والفنون ووزارة الثقافة والشباب في إقليم كوردستان.
الكتاب سيبقى إلى الأبد
وقال الرئيس بارزاني في كلمته خلال حفل الافتتاح الذي حضرته مجلة «كوردستان بالعربي»: «لقد جسد الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي قيمة وأهمية الكتاب عندما قال (وخير جليس في الزمان كتاب) وأكد أنه سيبقى إلى الأبد ولا يمكن محوه، ومعرض أربيل فرصة للإشارة إلى بعض النقاط المهمة حيث إننا نجدد التزامنا بقبول الآخرين والتعايش السلمي معهم، وحرية الخيار، التي لا يمكن المساومة عليها أبداً».
شعار المعرض وتنوع الفعاليات
وفي تصريح خاص لمجلة «كوردستان بالعربي»، أوضح المتحدث الرسمي للمعرض، ياسر السالم، أن المعرض يضم أكثر من مليون عنوان كتاب، العديد منها طُبع حديثاً هذا العام، إضافة إلى الكتب والروايات المترجمة من العربية إلى الكوردية وبالعكس.
وأضاف السالم: «اخترنا شعار (العالم يتكلم كوردي)، تزامناً مع يوم اللغة الكوردية وحركة الترجمة الواسعة التي شهدتها مدن إقليم كوردستان، واعتماد محرك البحث غوغل اللغة الكوردية لغة رسمية ضمن قائمة لغات العالم»
ولم يقتصر برنامج المعرض على عرض الكتب، بل تضمن جلسات حوارية وثقافية وشعرية، وحفلات فنيّة متنوعة، وندوات أدبية وسياسية تناولت الأوضاع في العراق والمنطقة، كما احتضن المعرض العديد من الوجوه الثقافية المهمة، والأدباء الكورد والعرب، ليتحول إلى منصة ثقافية تفاعلية شاملة.
الكتاب الكوردي وتطور حركة النشر
وفي سياق متصل، كشف مدير الإعلام في فرع وزارة الثقافة والشباب في دهوك، خليل عبد الغفور، في تصريح لـ«كوردستان بالعربي» أن وزارته شاركت بـ15 عنواناً جديداً تمت طباعتها هذا العام، إضافة إلى الإصدارات السابقة.
وأوضح عبد الغفور: «تركز وزارة الثقافة والشباب في مطبوعاتها على القضية القومية الكوردية، ولدينا الكثير من المواضيع التي تفرض نفسها لأهميتها البالغة، لذلك نقوم بطباعتها، هذه المواضيع تتضمن الأدب أو الرواية أو الدراسات الحديثة إضافة إلى قضيتنا المحورية».
وعن حركة الترجمة، أضاف: «قرار اختيار الكتب وترجمتها يتبع لكل مديرية، نحرص على الترجمة من العربية إلى الكوردية، وأيضاً من الكوردية إلى اللغات الأخرى، إلا أننا دائماً ما نواجه التحديات المالية للترجمة والطباعة والنشر».
وأشار إلى أن وزارة الثقافة تعرض أعمال مجموعة من الأدباء الكورد البارزين في مختلف المجالات، منهم مؤيد طيّب، بدر خان سندي، الدكتور أمين عبد القادر، الدكتور شيرزاد صبري، وتحسين ناجيشكين، وحسن إبراهيم وغيرهم، بالإضافة إلى أعمال مختلف الكتّاب الكورد من جنوب وغرب وشمال وشرق كوردستان.
ولفت عبد الغفور إلى أن الأجيال الجديدة أصبحت أكثر اهتماماً بالكتاب والتعرّف على هويتها الكوردية، خاصة بعد افتتاح أقسام جديدة للدراسات السياسية في جامعات إقليم كوردستان، مبيناً أن حركة الطباعة الكوردية بدأت بالتطور مع بداية عام 2000، وشهد عام 2016 تطوراً ملحوظاً من ناحية عدد دور النشر والكتب المطبوعة وجودة الطباعة والمواضيع المختارة، مضيفاً: "فقط في مدينة دهوك لدينا أكثر من 50 دار نشر كوردية".
وأكد أن اللغة الكوردية تمكّنت من أن تفرض نفسها في عالم الطباعة، حيث كانت في السابق الكتب الكوردية التي تتحدث عن المعاناة الكوردية ممنوعة من النشر، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة تحرص دائماً على الحفاظ على الأمن القومي والاجتماعي والتعايش السلمي، لذلك تتجنّب طباعة ونشر بعض المواضيع الحساسة التي يمكن أن تمسّ بتطور العلاقات الكوردية العربية.
تعزيز التواصل الثقافي بين العرب والكورد
ومن جانبه، قال مسؤول المنشورات في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، أمير علي، إن الاتحاد يشارك للمرة الثالثة في معرض أربيل الدولي للكتاب، مشيراً إلى أن الاتحاد يعمل منذ عام 2017، ويهتم بكل جوانب الأدب والترجمة والشعر والرواية والسرد، وأصدر ما يقارب الألف عنوان.
وأوضح علي أن أهم خطوة قام بها الاتحاد هذا العام هي ترجمة وعرض رواية «بنات غائب طعمة فرمان» للروائي العراقي خضير فليح الزيدي إلى اللغة الكوردية، وهو أول إصدار للاتحاد باللغة الكوردية، وقد حقق جمهوراً كوردياً واسعاً ونسبة مبيعات جيّدة.
ويختتم علي أن دار الاتحاد العام للأدباء تحرص سنوياً على المشاركة في معرض أربيل الدولي للكتاب، لتعزيز التقارب الإنساني والثقافي والجغرافي بين العرب والكورد، وللتأكيد على التقارب الأدبي، مضيفاً: «لدينا الكثير من الكتب المطبوعة باللغة العربية لشعراء كورد منهم: عبد الله غوران، جميعهم انتسبوا للاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، ويكتبون باللغة العربية».
سهى كامل: صحفية سورية مقيمة في أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق