الذكرى الـ33 لأول انتخابات برلمانية في كوردستان
الذكرى الـ33 لأول انتخابات برلمانية في كوردستان
May 19, 2025

في الذكرى الـ 33 لأوّل انتخابات برلمانية ديمقراطية في إقليم كوردستان، والتي تصادف 19 آيار/ مايو 2025. أجرت مجلة كوردستان بالعربي حوار مع المستشار الإعلامي للرئيس مسعود بارزاني كفاح محمود، للحديث عن أهمية الانتخابات التي أحدثت نقلة نوعية بالمجتمع الكوردي وبمؤساته الدستورية والقانونية، في مقدمتها انتخاب أول حكومة ائتلافية بين الحزبين الديمقراطي والإتحاد الوطني.

ويقول محمود: جاء الإعلان عن أوّل انتخابات برلمانية، بعد المرحلة الثورية التي مرّت بها الأحزاب الكوردية، خاصة الحزبين الرئيسين الديمقراطي والإتحاد الوطني في عقدي السبيعنات والثمانينات من القرن الماضي، التي انتهت بانتصار الانتفاضة الشعبية في آذار 1991، ولم يعد هنالك خيار آخر أمام الحزبين غير الخيار الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة.

ويضيف محمود: رغم كل التحديات التي وصلت إلى الاقتتال مابين الحزبين والتي دفع ثمنها الشعب الكوردي واستمرت لعدة سنوات، إلا أنها كانت درساً بليغاً لهما ولبقية الأحزاب الكوردية، التي أعلنت بعدها، أن أي اقتتال داخلي من الأمور المحرّمة في الإقليم، هذا ما توصل إليه إيضاً الزعيم مسعود بارزاني والرئيس جلال طالباني، اللذين رسما طريق الديمقراطية وأكدا أن عملية تبادل السلطة ستبقى سلمية مهما كانت النتائج، ليتم الإعلان بعدها عن أول انتخابات برلمانية في الإقليم بتاريخ 19 آيار/ مايو 1992

وعن أهمية الانتخابات البرلمانية وما حققته خلال السنوات الماضية للمجتمع الكوردي، يجيب محمود: منذ إجراء أوّل انتخابات برلمانية وحتى الآن، استطاعت السلطة السياسية المنتخبة شعبياً سواء من خلال عمل النوّاب في البرلمان أو الحكومة، تحويل الإقليم بسنوات قصيرة، من قرى متباعدة تعاني الفقر إلى إقليم متطور.

وعن دور الانتخابات الديمقراطية في التنمية الاقتصادية لإقليم كوردستان، يشرح محمود: نجحت تجربة الانتخابات الديمقراطية المنتظمة التي يشهدها الإقليم، في إشراك الطبقة المتوسطة بمفاصل العمل، وسمحت لها أن تقوم بفعالياتها الخدمية والاقتصادية، ما انعكس إيجاباً على الحياة الاجتماعية والاقتصادية وعزز السلم والأمن المجتمعي، ثم أصدرت الحكومات المتعاقبة جملة من القوانين الاقتصادية، ساهمت في فتح أبواب كوردستان أمام الاستثمارات العالمية والإقليمية، وبعد أن اطمئنت الدول الكبرى في الشرق الأوسط مثل تركيا وإيرن والخليج العربي، بدأت عملية الاستثمار في إقليم كوردستان، مما أتاح فرصة للمستثمرين ولليد العالمة الكوردية أن تتفاعل بشكل إيجابي وتنتج ما نعيشه اليوم، في إقليم يشهد تطوراً مستمراً.

الإعلان الحكومي

وفي سياق متصل، كشف مستشار الرئيس مسعود بارزاني كفاح محمود، أنه منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، شكّل الحزبين الديمقراطي والإتحاد الوطني لجان فنية بدأت بالتفاوض والنقاش، معتقداً أن عملها أصبح في المراحل النهائية، لذلك يمكن القول أننا اقتربنا من إعلان تشكيلة الحكومة الجديدة، وهنالك جلسة أخرى أو جلستين سيتم خلالها تحديد الحقائب الوزارية لكل من كوادر الحزبين.

 ومنذ انتصار الإنتفاضة الكوردية، مازالت الحكومات المتعاقبة ومجلس النوّاب المنتخب يتبع خطاً واحداً عنوانه التعايش السلمي، يقول محمود: اختار مسيحيو العراق من البصرة وحتى الموصل، والصابئة المندائيون الذين تعرضوا للاضطهاد في وسط وجنوب العراق، إقليم كوردستان ملجأ لهم، ناهيك عن التنوّع الأصلي في المجتمع الكوردي، هنالك الكورد والتركمان والعرب والكلدان والسريان والأرمن والآشوريين والاسلام والمسيحية والكاكائية والإيزدية والزردشتية،  وعملت السلطات في الإقليم على وضع ممثل لكل مكوّن، الحكومة القادمة كما سابقتها، ستضم جميع المكونات، بما يجعلها  مرآة تعكس حقيقة التنوّع وهو سر تقدم المجتمع الكوردستاني وسر عملية السلم والأمن المجتمعي في إقليم كوردستان.  


X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved