وزارة الخارجية الأمريكية تؤكد دعمها لاتفاقيات كوردستان مع شركات أمريكية وتدعو لتعزيز التعاون بين بغداد وأربيل

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في مؤتمر صحفي عُقد يوم الخميس 22 آيار 2025، دعمها الكامل للاتفاقيات الأخيرة التي وقّعها إقليم كوردستان مع شركات أمريكية في مجال الطاقة، مُشددةً على أهمية التعاون بين الحكومتين الاتحادية في بغداد وإقليم كوردستان لتسريع إنتاج الغاز الطبيعي. وجاءت التصريحات خلال مؤتمر صحفي تابعته «كوردستان بالعربي».

وصرّحت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، بأن «الولايات المتحدة سُرَّت بتوقيع رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، اتفاقيات ضخمة مع شركات أمريكية لتوسيع إنتاج الغاز الطبيعي في الإقليم». وأوضحت أن قيمة هذه الاتفاقيات تتجاوز 100 مليار دولار، وستساهم في تمكين العراق من استغلال موارده المحلية لتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة، وهو ما تعتبره الإدارة الأمريكية «أولوية رئيسية وقضية أمن قومي».

وحثّت بروس الحكومتين العراقية والكوردستانية على «العمل المشترك لتسريع بدء الإنتاج»، مؤكدةً دعم واشنطن لهذه الخطوة. كما أشارت إلى أن زيارة رئيس حكومة الإقليم إلى الولايات المتحدة تعكس رغبة أمريكية في تعزيز العلاقات الثنائية، حيث من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي برئيس الوزراء الكوردستاني لبحث سُبل توسيع التجارة والاستثمار. 

وفي سياق متصل، شددت بروس على ضرورة احترام بغداد «لشريان الاقتصاد الحيوي» الذي يمثله الإقليم، معتبرةً أن مصالح الولايات المتحدة والعراق وكوردستان «تتحقق عبر إقليم كوردستان قوي ضمن عراق فيدرالي مُزدهر».

من جهة أخرى، شارك وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت، في جلسة حوارية ضمن «مؤتمر الطاقة» بالعاصمة واشنطن، معتبراً أن الاتفاقيات الموقعة بين إقليم كوردستان وشركتين أمريكيتين في قطاع النفط والغاز «ستعود بالنفع على جميع العراقيين». وأكد رايت أن الاعتماد على الطاقة الإيرانية «لا يُسهم في تحقيق السلام»، داعياً إلى استغلال الثروات المحلية. 

وأوضح رايت أن الغاز الطبيعي يشهد «أسرع وتيرة نمو عالمياً»، وأنه يمكن استخدامه لتوفير الكهرباء على مدار 24 ساعة في الإقليم، مع إمكانية تصدير الفائض إلى الدول المجاورة. وأضاف: «هذه الثروات تحتاج إلى استثمارات وتكنولوجيا، وحان الوقت لاستغلالها لصالح الشعب الكوردستاني والعراقي».

وتطرق رايت إلى الرؤية الأمريكية لتعزيز التحالفات الاقتصادية في المنطقة، قائلاً: «نملك أسلحة اقتصادية جديدة، ونسعى لإنهاء الهيمنة الإيرانية والمشكلات التي تخلقها». كما أشار إلى تركيز الشركات الأمريكية على الفرص الاستثمارية في كوردستان، مع تحذيره من أن التعامل مع إيران في مجال الطاقة «يعيق مسار الاستقرار».  

وتُظهر التصريحات الأمريكية تركيزاً واضحاً على تعزيز التعاون مع إقليم كوردستان كشريك استراتيجي في تحقيق الاستقلال الطاقي للعراق، مع إشارات إلى رغبة واشنطن في إعادة تشكيل التحالفات الاقتصادية بالمنطقة.

ويقوم رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني بزيارة رسمية إلى واشنطن منذ 17 مايو/أيار الجاري، بدعوة من الإدارة الأمريكية، ويرافقه وفد حكومي رفيع المستوى.

وتشمل أجندة الزيارة لقاءات مع كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية وأعضاء الكونغرس، إضافة إلى اجتماعات مع قطاع الأعمال والاستثمار الأمريكي لاستكشاف آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري المستقبلي.