90٪ من الإنجازات الأمنية ثمرة تعاون بغداد وأربيل
90٪ من الإنجازات الأمنية ثمرة تعاون بغداد وأربيل

كشف الفريق قوات خاصة رشيد فليح، مدير مركز العمليات المعلوماتية المشترك، عن تفاصيل مهمة تتعلق بمستوى التنسيق الأمني والاستخباراتي بين قوات الپيشمرگة والقوات الاتحادية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مؤكداً أن نسبة التواصل والتنسيق تتجاوز 90% بين الطرفين.

علاقة متينة وتنسيق مشترك

أوضح الفريق فليح في حوار خاص مع مجلة «كوردستان بالعربي» أن العلاقة بين إقليم كوردستان والحكومة المركزية تشهد تطوراً مستمراً، وقد تعززت بشكل أكبر من خلال التقارب بين العمليات المشتركة ووزارة الپيشمرگة. وأضاف: «هناك الكثير من الأمور التي قد لا يطلع عليها المواطن العراقي من خلال العمل اليومي بين التنسيق المستمر من قبل قيادة العمليات المشتركة ووزارة الپيشمرگة بكل مفاصلها ميدانياً وأمنياً واستخباراتياً وحتى جنائياً».

وأشار إلى أن ما يظهر في وسائل الإعلام من خلافات هي مجرد «شوائب بسيطة جداً تثار إعلامياً ومن قبل النفوس الضعيفة»، مؤكداً أن الخلافات البسيطة ليست كما يظن البعض، بل هي مجرد اختلاف في الرؤى.

وذكر الفريق فليح أن التنسيق المشترك الرسمي قد تحقق في عام 2020 في بغداد وفي حكومة الإقليم، وأن هناك أربعة مراكز تنسيقية أخرى في ديالى وكركوك ونينوى وغربها، مستشهداً بقاعدة تقول: «لا مناص إلا بوحدتنا والتنسيق والتعاون بين الطرفين».

عمليات مشتركة ناجحة

وفيما يتعلق بأبرز العمليات المعلوماتية المشتركة، أفاد مدير مركز العمليات المعلوماتية المشترك بأن هناك عمليات كثيرة تم تنفيذها في مناطق مختلفة مثل مخمور وطوز خورماتو وكفري، حيث تم تدمير 13 مضافة بالتعاون مع الآسايش (الأمن الكوردي) وقوات الپيشمرگة وقيادة العمليات المشتركة.

وأضاف فليح «في عام 2021 كان هناك تعاون كبير ومشترك بين الپيشمرگة وجهاز مكافحة الإرهاب ما بين بغداد وأربيل، حقق نتائج وقتل العديد من عناصر داعش الإرهابي وتدمير مضافاتهم في منطقة طوز خورماتو، بل تحققت هناك عمليات إنزال جوي مشترك».

وأشار فليح إلى دور القوات المشتركة بين بغداد وأربيل في تصفية مناطق چمچمال وخانقين من «جرذان داعش الإرهابي»، مؤكداً تحقيق إنجازات كبيرة في هذا المجال.

دور القدرات الاستخباراتية الكوردية

أكد الفريق فليح على الدور المهم للقدرات الاستخباراتية الكوردية، موضحاً أن قوات الپيشمرگة تمتلك منذ عام 1990 أجهزة أمنية متقدمة، واستطاعوا التغلغل في المجتمع الكوردي ولديهم سطوة كبيرة على تعزيز دور المعلومات الاستخباراتية.

وأضاف ‌أن «قوات الآسايش تزود الحكومة المركزية بالمعلومات، والتعاون يكون في العمليات المشتركة مع الإخوة من الپيشمرگة والآسايش، مما أدى إلى تحقيق أكثر من عملية مكللة بالنجاح والدقة في العمل الاستخباري والتقارب المعلوماتي بين الطرفين».

الخصوصية الجغرافية والمجتمعية

تطرق الفريق فليح إلى أهمية الخصوصية الجغرافية والمجتمعية في عمل قوات الپيشمرگة، موضحاً أنه «لا يمكن لأي رجل أمن عراقي أن يتغلغل في مناطق الجبال بحكم الاختصاص الجغرافي للبيئة، فمثلاً ابن الهور غير قادر على العيش في هكذا أجواء من حيث الدهاليز والطرق الملتوية»، مؤكداً أنه «لولا تعاون الآسايش والپيشمرگة لما استطعنا أن نستهدف أماكن تواجد الإرهابيين بكل دقة، رغم الرصد من قبل قوات التحالف الدولي. والمواطن الكوردي له الدور الكبير والبارز في إيصال المعلومة بكل دقة للعمليات المشتركة للتبليغ عن مواقع داعش الإرهابي».

طبيعة الوجود الحالي لتنظيم داعش

وعن طبيعة الوجود الحالي لتنظيم داعش، أكد مدير مركز العمليات المعلوماتية المشترك أنه «ليس هناك تنظيم إرهابي يمكن أن ينتهي بليلة وضحاها، فالتنظيمات العقائدية لن تنتهي بسهولة». وحذر في الوقت نفسه من «غاطس» (الخلايا النائمة أو المضافات)، وأطلق دعوة لكل الأجهزة الأمنية في المركز والإقليم لكي تعمل لتخصيص شُعب خاصة لمجابهتها والتعامل معه». وأشار إلى أن هناك خلايا لا تزال في العراق تستثمر المناطق البعيدة والوعرة التي يصعب على القوات الأمنية الوصول إليها، موضحاً أن «المناطق الجبلية والمغارات كفيلة بهذا الغطاء».

وكشف فليح عن نشر لواءين مشتركين في مناطق ذات اهتمام مشترك لتعزيز تبادل المعلومات والتحرك الجدي والفعلي في المناطق الجبلية، مضيفاً أنه «تم إيجاد هذه الألوية المشتركة ذات قيادة مشتركة ما بين الطرفين من الحكومة المركزية والإقليم، فمثلاً آمر اللواء من حكومة بغداد ومعاونه من حكومة الإقليم، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الأمن لا يتجزأ... الأمن واحد ومشترك، وبذلك حققنا إنجازاً كبيراً جداً من ضربات لداعش الإرهابي وكذلك تبادل الخبرات ما بين الطرفين».

واختتم فليح حديثه عن مستقبل التعاون المعلوماتي والعملياتي المشترك بين الپيشمرگة والقوات الاتحادية، مؤكداً وجود مقر للعمليات المشتركة يضم مختلف الأجهزة الأمنية. وأكد «وجود سبعة ضباط من الكورد للتبادل اليومي للمعلومات بين المركز والإقليم». معرباً عن تطلعه لاستمرار هذا التعاون وتطويره، والوصول إلى مراحل متقدمة جداً في العمل المشترك.


قصي الدليمي: عضو نقابة الصحفيين العراقيين ومراسل «كوردستان بالعربي» في بغداد



X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved