السياحة الصحية بشكل عام تنقسم إلى نوعين، أحدهما للحصول على العلاج الطبي والآخر للراحة النفسية والحصول على العلاج الطبيعي في المنتجعات والمياه المعدنية، وتعتبر أربيل رائدة في كلا المجالين على مستوى إقليم كوردستان والعراق أيضاً، وسنوياً يزور المدينة مئات الآلاف من الأشخاص لهذين الغرضين.
في إحدى مستشفيات أربيل، تجمع عدد كبير من كبار السن العرب والشباب والأطفال أيضاً، وبعد السؤال تبين أنهم جميعاً مرافقون لأحد شيوخ منطقة تكريت الذي جاء إلى أربيل للعلاج، وهؤلاء الشيوخ والشباب يستقبلون الزوار باستمرار بعبارات «الله بالخير» و«بارك الله فيك».
أحد كبار السن تحدث لـمجلة «كوردستان بالعربي» عن سبب عدم أخذهم الشيخ إلى المستشفى في تكريت للعلاج، وقال بيأس إن مستشفيات العراق مدمرة، وحتى لو دفعت مبالغ كبيرة، فإن خدماتها ليست كما ينبغي للمرضى وهي غير موثوقة.
هذا الشيخ العربي الذي جاء إلى أربيل للعلاج، أجريت له عملية جراحية في الكلى وهو راقد في المستشفى منذ أسبوع، ويزوره أقاربه وأصدقاؤه ومعارفه باستمرار للاطمئنان على حالته الصحية في أربيل.
يعود تقدم القطاع الصحي في أربيل بشكل خاص وإقليم كوردستان بشكل عام إلى الإصلاحات في هذا المجال، وقال د. سامان برزنجي وزير الصحة في حكومة إقليم كوردستان لمجلة «كوردستان بالعربي» إنه في الحكومة التاسعة، تم إجراء إصلاحات كبيرة في النظام الصحي، وبالتعاون مع فريق استشاري دولي من ذوي الخبرة، تم وضع خارطة طريق لإصلاح النظام الصحي في إقليم كوردستان.
ووفقاً لإحصائيات إدارة الإعلام والمعلومات، يوجد في إقليم كوردستان 145 مستشفى، 83 منها حكومية و62 أهلية، تقدم باستمرار الخدمات الصحية للمرضى. ومن بين هذا العدد من المستشفيات، هناك 27 مستشفى حكومي و29 مستشفى أهلي في أربيل.
أولت الحكومة التاسعة لإقليم كوردستان اهتماماً خاصاً بالقطاع الصحي، وفي هذا الإطار تنفق شهرياً ما يقارب 24 مليار دينار في هذا المجال.
وصرح مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان، في مؤتمر إصلاح الخدمات الصحية والأدوية، أن القطاع الصحي في مستوى جيد، لكنهم يريدون تحسينه. وسيتم تجهيز المراكز التي تفتتح لمرضى السرطان بمعدات ومستلزمات متطورة، وستكون مساعدة أيضاً لمواطني العراق ومنطقة الشرق الأوسط لزيارة هذه المراكز المتقدمة في إقليم كوردستان.
على الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة حول قدوم السياح الصحيين إلى إقليم كوردستان، إلا أن دلوڤان محمد، مدير عام صحة أربيل قال لـمجلة «كوردستان بالعربي»، إنه في عام 2023 فقط زار مستشفيات أربيل أكثر من 25 ألف مريض من خارج المدينة.
ويعتقد ريبين فتاح، وهو رجل أعمال في القطاع الصحي في إقليم كوردستان، أن السياحة الصحية بالإضافة إلى تأثيرها على تعزيز اقتصاد كوردستان وتطوير الاستثمار الصحي، هي أيضاً عامل للمؤسسات الطبية لتطوير عملها والبحث عن أجهزة أكثر تطوراً. مضيفاً إن جودة الخدمات والأجهزة المتطورة ورخص الأسعار والأطباء المتخصصين، عوامل تجعل مرضى المدن العراقية يتوجهون إلى مستشفيات أربيل.
بتين صلاح المشرف على عدد من المختبرات الطبية في مدينة أربيل، كشف أنه إذا قاموا يومياً بإجراء 10 فحوصات للمرضى، فإن سبعة منهم مرضى عرب يأتون من جنوب ووسط العراق، وأرجع سبب ذلك إلى وجود الأجهزة الطبية المتطورة في كوردستان. وقدم مثالاً على ذلك، حيث أنه قام بعض المرضى العرب بإجراء فحوصات في أربيل ثم ذهبوا للتأكد إلى خارج البلاد وحصلوا على نفس النتائج، لذلك فإن المرضى العرب العراقيين لديهم ثقة كبيرة في مستشفيات أربيل.
آريان تحسين: صحفي كوردي يعمل في مجال الصحافة منذ عام 2006