رغم التحديات دهوك تحقق نهضة عمرانية وثقافية
رغم التحديات دهوك تحقق نهضة عمرانية وثقافية

تتميز محافظة دهوك بموقع جغرافي واستراتيجي مهم في إقليم كوردستان والعراق. وهي البوابة البرية الرئيسية التي تربط إقليم كوردستان العراق بتركيا وأوروبا، وتشهد المحافظة تطوراً ملحوظاً في مختلف القطاعات الخدمية والسياحية، وتعتبر من أنظف محافظات العراق.

تأسست محافظة دهوك في 27 أيار 1969 ومركزها مدينة دهوك، وتتألف من 6 أقضية إضافة الى قضاء زاخو الذي أصبح مؤخراً إدارة. وفي ظل النظام العراقي السابق، لم تشهد دهوك تطورات تُذكر، كما أنها عانت التهميش كبقية المناطق الأخرى في كوردستان, ومع تأسيس حكومة إقليم كوردستان عام 1992 بدأت تشهد قفزة نوعية جعلت منها مركزاً تجارياً وسياحياً وثقافياً بارزاً على خارطة العراق وإقليم كوردستان.

إنجازات ومشاريع 

تحتفل محافظة دهوك سنوياً بذكرى تأسيسها من خلال تنظيم فعاليات فنية وثقافية واجتماعية تعبر عن التعايش الديني والتنوع الثقافي والتطورات المنجزة في مختلف المجالات.وتتمتع بأجواء طبيعية ومواقع سياحية تجذب آلاف السياح سنوياً، يقول نائب محافظ دهوك ماجد سيد صالح لـ«كوردستان بالعربي» إن «المحافظة شهدت خطوات ملحوظة في مجال تطوير الطرق الداخلية والخارجية بين مدن المحافظة وفق أسس

 ومعايير هندسية عصرية جعلت التنقل بين المدن أسرع وأسهل، فضلاً عن اعتماد نظام مروري حديث وتنصيب كاميرات مراقبة السرعة للتقليل من حوادث السير».

وفيما يتعلق بتوفير خدمات المياه والكهرباء، أكد صالح، «تنفيذ مشاريع كبيرة في جميع أقضية المحافظة لتوفير مياه الشرب. وعلى صعيد تحسين خدمات الكهرباء أنجزت المحافظة حتى الآن نسبة 40% من توفير الكهرباء على مدار الـ24 ساعة في مدينة دهوك، ضمن مشروع «روناكي» (أي النور)، وهو مشروع حكومي لتوفير الكهرباء بشكل دائم بحلول عام 2026 وسيشمل المشروع عموم المحافظة». 

أما بخصوص قطاع التربية والتعليم، أفاد صالح أن المحافظة «شهدت خطوات ملحوظة في بناء المدارس والجامعات؛ إذ تضم دهوك حالياً 1750 مدرسة و7 جامعات و70 معهداً تعليمياً» كما شهدت المحافظة إنجاز عشرات المشاريع المهمة في مجالات الخدمات الصحية والتجارية والسياحية والزراعية وفي مجال الثروة الحيوانية.

تحديات ونازحين 

وتسببت النزاع المسلح بين الجيش التركي وحزب العمال الكوردستاني بإعاقة عمليات الإعمار والتنمية في المناطق الحدودية. ووفق ما أكده نائب محافظ دهوك، فإن الصراع المستمر بين الطرفين أسفر عن ضحايا بشرية وخسائر مادية كبيرة في المناطق الحدودية، فضلاً عن نزوح سكان مئات القرى. وأضاف نائب المحافظ «أننا نأمل أن يتحقق السلام بين تركيا والعمال الكوردستاني مما سينعكس إيجاباً على أمن واستقرار مناطقنا الحدودية».

وكانت دهوك استقبلت في عام 2014 أكبر موجة للنازحين عقب سيطرة تنظيم داعش على عدة مناطق في العراق، وقدمت المحافظة المساعدات اللازمة لهم، ومازال يعيش أكثر من نصف مليون نازح ولاجئ في المحافظة،

وتعود تسمية مدينة دهوك وفقاً لبعض المصادر التاريخية باللهجة الكوردية الكرمانجية إلى مقطعين (دو) و(هوك)، بمعنى صاعين أو مكيالين، لأن موقعها كان طريقاً للقوافل فكانت تأخذ الضرائب، صاعين من القمح أو الشعير أو غيرها. وهناك رأي آخر تشير إلى أن تسمية دهوك جاءت من وجود جبلين كبيرين في محيط المدينة على شكل بيضتين؛ فـ(دو) تعني اثنان و(هوك) أو (هيك) تعني بيضة.

وتبلغ مساحة محافظة دهوك نحو 11 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليون و770 نسمة، وتشتهر المحافظة بالزراعة والسياحة فضلاً عن أنها مركز تجاري رئيسي على صعيد العراق.

التنوع الثقافي في دهوك

تُعد محافظة دهوك نموذجاً للتعايش الديني والثقافي، وهناك عدد ملحوظ من المراكز الثقافية والاجتماعية والأندية الرياضية التي ساهمت في تعزيز الروابط الاجتماعية بين جميع المكونات. ولها مهرجانات ونشاطات ثقافية واجتماعية لمختلف المكونات الدينية والقومية. كما أن المشهد الثقافي العام في محافظة دهوك أيضاً يتميز بحركة ملحوظة، إذ تشهد المحافظة سنوياً تنظيم العديد من الفعاليات والمهرجانات الفنية والملتقيات الأدبية والثقافية بمشاركة شخصيات فنية وثقافية من عموم كوردستان والعراق والمنطقة. وبهذا الخصوص يقول المتحدث باسم مديرية الثقافة والفنون حسن فتاح لـ«كوردستان بالعربي» إن البنية التحتية الثقافية في محافظة دهوك تشهد خطوات جيدة من خلال افتتاح عدة دوائر وبناء مؤسسات منها قاعات خاصة بالعروض المسرحية والسينمائية والفن التشكيلي، وأخرى خاصة بالمؤتمرات والندوات، فضلاً عن وجود العديد من المتنزهات العامة التي تقام فيها الفعاليات الفنية والثقافية والاجتماعية.

دهوك أجمل 

بالإضافة الى التطورات الخدمية والثقافية، شهدت المحافظة العديد من المشاريع السياحية، أبرزها إنشاء مجمع ترفيهي كبير تضم فنادق وموتيلات ونافورات مياه، وصالات رياضية، ومرافق ترفيهية بمساحة تصل إلى مليون و250 ألف متر مربع. وستخصص 70% منها للمساحات الخضراء، ووفق إدارة محافظة دهوك، «ينفذ المشروع بدعم من حكومة إقليم كوردستان بتكلفة 135 مليار دينار، ومن المقرر إكماله في عام 2028». وتعتبر محافظة دهوك مقصداً سياحياً مميزاً لما تتمتع به من طبيعة خلابة وأجواء معتدلة صيفاً، إذ يوجد فيها نحو 900 منطقة جذب سياحي، وفق مديرية سياحة دهوك، فضلاً عن وجود العديد من المواقع الأثرية المهمة التي من أبرزها كهف جوارستين وجسر دلال في زاخو و قلعة آكري وآثار قضاء آميدي والعديد من المواقع الأخرى التي تعود لعصور مختلفة.

«دهوك من أجمل المحافظات التي زرتها في العراق وهي تتمتع بطبيعة جذابة وجميلة كما أن التعامل الراقي والمميز لأهلها مع الزوّار جعلت دهوك أجمل»، هذا ما قالته ياسمين عودة المواطنة العراقية من محافظة البصرة التي كانت في زيارة لمحافظة دهوك وتحدثت لمجلة «كوردستان بالعربي».




X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved