كأس العراق من نصيب كوردستان
كأس العراق من نصيب كوردستان
August 15, 2025

استضاف ملعب الشعب الدولي في العاصمة العراقية بغداد المباراة النهائية لبطولة كأس العراق لموسم 2024 - 2025 بين ناديي دهوك وزاخو. وبعد مباراة ماراثونية امتدت للأشواط الإضافية، تمكن نادي دهوك من حسم اللقب بالضربات الترجيحية من علامة الجزاء بنتيجة (5-3)، بعد أن انتهت المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي من دون أهداف. ورغم حرارة الجو، قدم الفريقان مباراة رائعة اتسم بالندية والفرص الضائعة، وكان لا بد من حسم اللقب عن طريق الضربات الترجيحية، التي ابتسم الحظ فيها لنادي دهوك «صقور الجبال» على حساب جاره ومنافسه نادي زاخو «أبناء الخابور»، ليتوج فيها نادي دهوك بأول ألقابه في بطولة كأس العراق وثاني ألقابه في هذا الموسم بعد فوزه ببطولة دوري أبطال الخليج.

إنجاز تأريخي

ولأول مرة في تاريخ بطولة كأس العراق، يصل ناديان من كوردستان إلى المباراة النهائية. وهذا دليل على مدى تطور الرياضة في إقليم كوردستان، وكذلك يعبر هذا الإنجاز عن الاهتمام الكبير من حكومة الإقليم بالرياضة والرياضيين، إذ نجد العمران في البنى التحتية للرياضة كإنشاء وتطوير الملاعب والقاعات الرياضية. ومن جانب آخر، تُعد هذه المباراة الأولى في تاريخ العراق وكوردستان، بمواجهة ناديين من محافظة واحدة - عدا العاصمة بغداد - في المشهد الختامي لكأس العراق، وكذلك للمرة الأولى يتواجه ناديان من كوردستان في ملعب الشعب بالعاصمة العراقية بغداد.

وصول ناديي دهوك وزاخو إلى النهائي لم يكن من قبيل الصدفة أو المفاجآت. فنادي دهوك قد أزاح نادي القوة الجوية في النصف النهائي، كما فاز نادي زاخو على نادي الشرطة بطل دوري نجوم العراق. والفوز بحد ذاته على أندية عريقة كالقوة الجوية والشرطة يعتبر إنجازاً رياضياً رائعاً. والوصول للنهائي في ديربي بهدينان على أديم ملعب الشعب الدولي يعتبر إنجازاً تاريخياً أيضاً للرياضة الكوردستانية.

ا

خبرة إدارية 

وفي الجانب الإداري، لا بد أن نشيد بالإدارة الرياضية للناديين، فنادي دهوك ونادي زاخو يملكان من الخبرات الإدارية، ما يمكنهما من المنافسة على الألقاب والبطولات. ففي هذا الموسم حقق نادي دهوك لقب بطولة دوري أبطال الخليج بعد الفوز على أعرق الأندية الخليجية. وبالمقابل، كان نادي زاخو منافساً شرساً على لقب دوري نجوم العراق، وأحرز المركز الثالث بجدارة واستحقاق متقدماً على الأندية الكبيرة والجماهيرية في بغداد (الجوية والطلبة). كذلك لا بد من الإشادة بالمدرب الكوردستاني سليمان رمضان، مدرب نادي دهوك، الذي استلم مهمة تدريب النادي في ظروف صعبة للغاية. لكنه، بخبرته وتجاربه العديدة، استطاع أن يعيد الثقة للاعبين وقدرتهم على المنافسة على الألقاب والبطولات.

جمهور داعم 

وفي السنوات السابقة، كان الجميع يتحدث عن الأندية الجماهيرية العراقية من حيث عدد الجماهير الموجودة والمساندة لهذه الأندية. لكن هذا الموسم ثبت بالدليل القاطع أن أندية كوردستان أصبحت تتفوق من حيث المساندة الجماهيرية على جميع أندية العراق. فجميع مباريات نادي زاخو على ملعبهم كانت مهرجانات رياضية، والجماهير تملأ المدرجات واللوحات تزين أرجاء الملعب وهتافات التشجيع تصل صداها إلى بغداد والمدن الأخرى. كذلك جمهور نادي دهوك الذي أثبت أنه السند والداعم لفريقه في كل الظروف، سواء كان الفريق فائزاً أو خاسراً، وهذا الحديث ينطبق على ناديي أربيل ونوروز أيضاً.

ملعب الشعب الذي استضاف المبارة النهائية بين الناديين الكوردستانيين، يعتبر من أعرق الملاعب العراقية، وقد شهد العديد من المباريات التاريخية على صعيد الأندية والمنتخبات. لكن المباراة النهائية بين دهوك وزاخو كتبت تاريخاً جديداً للملعب ولكرة القدم العراقية. ففي هذا الموسم، الذي امتد لحوالي تسعة أشهر، استضاف ملعب الشعب العديد من المباريات، لكن شكوى الإدارات والقائمين على اتحاد كرة القدم والنقاد والمتابعين، كان من عزوف الجماهير عن حضور المباريات. ففي أحسن الحالات، لم يكن حضور الجماهير تتعدى 10% من سعة الملعب البالغة 40 ألف متفرج، حتى لو كان طرفي المباراة من أندية الصفوة وقمة الدوري. لكن في هذه المباراة النهائية، قدم جماهير الناديين زاخو ودهوك أجمل لوحة بحضورهم الكاسح في المدرجات وكانت الألوان الصفراء والحمراء تغطي المدرجات. ورغم بعد المسافة بين محافظة دهوك والعاصمة بغداد، والحرارة العالية، فإن الجماهير التي تجاوز تعدادهم عشرات الآلاف، أصروا على أن يأتوا إلى بغداد لتشجيع فريقيهما.

في النهاية أصبح اللقب من نصيب كوردستان وبجدارة واستحقاق. ويستحق الناديان الإشادة وكذلك الجماهير الوفية التي قطعت مئات الكيلومترات لحضور المباراة والذين احتشدوا في ساحات مدينتي دهوك وزاخو لمشاهدة المباراة والاحتفال باللقب والكأس.




X
Copyright ©2024 kurdistanbilarabi.com. All rights reserved