تحرص جامعات إقليم كوردستان – العراق دوماً على مواكبة التطورات العلمية، من خلال السعي إلى افتتاح برامج دراسية في مجال الذكاء الاصطناعي، سواء في التعليم الجامعي الحكومي أو الأهلي.
وتُعد جامعة أربيل التقنية أول مؤسسة أكاديمية في كوردستان العراق تبادر إلى فتح قسم متخصص في هندسة الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مستفيدة من خبرات أساتذتها الذين تولّوا إعداد منهج علمي حديث يتمتع بمستوى عالٍ من الجودة والمعايير العالمية.
ولم تكن خطوة جامعة أربيل التقنية منفردة، بل رافقتها وتبعتها خطوات مماثلة اتخذتها جامعات حكومية وأهلية أخرى تسعى إلى دخول هذا المجال الحيوي، الذي يُعد من أبرز مجالات المستقبل، ويهدف إلى رفد السوق بكوادر متخصصة ومؤهلة.
قسم الذكاء الاصطناعي.. دراسة معقمة
قال عميد كلية أربيل التقنية، كيهان زرار غفور، في حديث لمجلة «كوردستان بالعربي»، إن «فكرة استحداث قسم الذكاء الاصطناعي، وكذلك قسم هندسة الحاسوب، جاءت بعد دراسة معمّقة لحاجات السوق والتطورات العلمية». وأضاف: «أصبحت هذه التخصصات من الضرورات في كوردستان، خاصة في ظل الانفتاح المتسارع الذي يشهده هذا القطاع الواعد».
وأوضح غفور أن «قسم الذكاء الاصطناعي الذي افتُتح في أيلول من العام الماضي استقبل في دفعته الأولى 24 طالباً من الجنسين، يشرف عليهم سبعة أساتذة مختصين». وأكد أن «جامعة أربيل التقنية هي أول مؤسسة تعليمية حكومية في الإقليم تستحدث قسماً خاصاً بهذا التخصص».
وأشار غفور إلى أن الجامعة تتبنى رؤية شاملة لتطوير جميع أقسامها، «لتصبح بيئة حاضنة للمعرفة والابتكار، قادرة على نقل هذه المعرفة إلى المجتمع بجودة عالية».
كما أن قسم الذكاء الاصطناعي «يشكل إضافة نوعية إلى العلوم والمعرفة، ورافداً مهماً للأقسام الأخرى، خصوصاً قسمي أنظمة الاتصالات ونظم المعلومات».
ونوّه غفور إلى أن «المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً على توسيع الأقسام، ورفع جودة التعليم، مع توفير المزيد من المختبرات والمستلزمات الدراسية، بما يضمن تقديم منهاج علمي متكامل».
وبما أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، فالكلية «تحرص على توجيه طلابنا لاستخدامه في خدمة الإنسانية وأبناء كوردستان، والمساهمة في مواكبة التطورات التقنية الحاصلة على مستوى العالم».
وتضم كلية أربيل التقنية، التابعة لجامعة أربيل، أقسام: هندسة تقنية الأتمتة الصناعية، هندسة تقنية المعلومات والاتصالات، هندسة المواد وتقنية البناء، هندسة تقنية السيارات، هندسة الميكانيك، والمساحة، وبناء الطرق، وتقنية النفط.
طلبة بمستويات عالية
من جهتها، قالت مسؤولة قسم هندسة الذكاء الاصطناعي والروبوتات في جامعة أربيل التقنية، چیمَن حيدر صالح، إن «خطة القسم تتضمن توسيعه وتطويره ليصل إلى مستوى أفضل خلال الفترة المقبلة». وأضافت في حديثها لـ«كوردستان بالعربي»: «نركز على إنشاء مختبرات جديدة، وإضافة تشكيلات تخصصية أخرى ضمن القسم».
وأشارت صالح إلى وجود «تنسيق فعّال مع جامعات أجنبية ومحلية، وشركات رائدة في المجال التقني، بهدف تأمين فرص عمل لطلبتنا بعد التخرج». وأكدت أن «الكلية وفرت جميع مستلزمات المناهج التدريسية للمراحل المختلفة، بالتعاون مع أقسام مناظرة، مع الاستفادة من خبراتها».
وطلبة القسم الذين ينتمون إلى المكونين الكوردي والعربي وغيرهم، «تم قبولهم بمعدلات عالية، لا تقل عن 91.4% في الدراسة الإعدادية».
نور فراس صديق، طالبة التحقت بهذا القسم بناءً على رغبتها، بعد أن حصلت على معدل 91.7% في الدراسة الإعدادية، وكانت على اطلاع مسبق على طبيعة الدراسة فيه وأهدافه. قالت لـ«كوردستان بالعربي»: إن «قسم هندسة الذكاء الاصطناعي يعد من التخصصات المهمة في الجامعة»، داعية طلبة الإعدادية إلى «السعي للالتحاق به، نظراً لقلة فرص التوظيف في القطاع الحكومي، في حين يتجه سوق العمل في القطاع الخاص نحو مجالات الذكاء الاصطناعي».
وفي سياق متصل، تتسابق جامعات كوردستان، الحكومية منها والأهلية، نحو مواكبة التطورات التقنية المتسارعة، من خلال افتتاح أقسام متخصصة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وقد بادرت كل من جامعة زاخو، وجامعة جيهان، والجامعة الأمريكية في السليمانية إلى إدراج هذه التخصصات ضمن برامجها الأكاديمية.
الذكاء الاصطناعي أو (Artificial Intelligence) واختصاره (AI) أحد أبرز وأحدث التطورات الحاصلة في المجال العلمي وخاصة التقني، والتي تحاكي قدرات الإنسان في التعامل مع النصوص والصور والفيديوهات وكذلك قائمة البيانات.
وتعمل المؤسسات الكبيرة على الاستفادة منها عن طريق تحليلها للبيانات واستخدامها في القطاعات المختلفة وخاصة التجارية، وأصبحت من المجالات الواسعة التي تلقى رواجاً كبيراً وخاصة في سوق العمل، ولكن البعض ينتقدونه بأن الذكاء الاصطناعي والاعتماد عليه سيؤدي إلى تسريح العاملين بمئات الآلاف.
هيمن بابان رحيم: صحفي عمل في العديد من المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية